استجاب النشطاء الأمازيغ بكثافة لنداء “التنسيقية الوطنية للحركة الثقافية الأمازيغية”، وحجوا يومه السبت 25 يناير الجاري، إلى منطقة “إكنيون” التابعة لإقليم تنغير، مسقط رأس الطالب الأمازيغي “إزم” المغدور في جامعة القاضي بمراكش؛ قبل أربع سنوات من اليوم.
وتوافد طلبة الحركة الثقافية الأمازيغية من مختلف المواقع الجامعية، ونشطاء الحركة التلاميذية الأمازيغية بالمؤسسات التعليمية بمنطقة”الجنوب الشرقي” وفعاليات ونشطاء الحركة الأمازيغية من مختلف المدن؛ إلى بلدة إكنيون لتخليد الذكرى الرابعة “لاغتيال” الشهيد عمر خالق، الملقب ب“إزم”، والذي تعرض يوم 23 يناير 2016 بمعية ثلاثة طلبة أمازيغ ينتمون للمكون الطلابي الأمازيغي؛ الحركة الثقافية الأمازيغية “موقع أمورواكوش”؛ لهجوم غادر نفده ما يسمى بفصيل “الطلبة الصحراويين” الموالين لجبهة “البوليساريو” الانفصالية، قبل أن يفارق الحياة يوم 27 يناير من نفس السنة بمستشفى ابن طفيل بمراكش متأثرا بالجروح الغائرة التي تعرض لها في أماكن مختلفة من جسده.
والتأم الأمازيغ وسط الساحة المُخصّصة لتخليد ذكرى إغتيال”إزم” في تمام الساعة الحادية عشرة، مردّدين بقوة شعارات مندَّدة بما وصفوه “الاغتيال السياسي” الذي تعرض له الطالب الأمازيغي، على يد من وصفوهم ب”أذيال المخزن” داخل الجامعات المغربية.
واتهموا من خلال شعاراتهم فصيل “الطلبة الصحراويين” بتنفيذ مخططات وأجندت من وصفوه ب”المخزن” لشرعنت تدخله في الجامعات، من خلال “مخططاتهم الرامية إلى جر المكون الطلابي الأمازيغي إلى مستنقع العنف والمواجهات”.
وردّد النشطاء الأمازيغ شعارات من قبيل “إزم خلا وصية..لا تنازل عن القضية” و“إيمازيغن.. إيمازيغن”، قبل أن ينطلقوا في مسيرة غاضبة اتجاه مقبرة البلدة، حيث يتواجد قبر الطالب “إزم”.
وتعالت أصوات حناجر الأمازيغ المخلّدين للذكرى الرابعة لمقتل الطالب الأمازيغي، بشعارات غاضبة من الإغتيال الذي تعرض له “إزم”، مؤكدين أنهم “سائرون في الطريق والدرب الذي رسمه الشهيد بدمائه”.
وأثناء وصول المخلدين لذكرى الشهيد “إزم” إلى قبر الشهيد عمر خالق، وقفوا دقيقة صمت ترحماً على روح الشهيد، قبل أن تعطي الكلمة للتنسيقية الوطنية للحركة الثقافية الأمازيغية والتنسيقيات الجهوية….
واجمعت مداخلات عدد من المشاركين على أن الشهيد “إزم” استشهد في سبيل الأمازيغية التي هي قضية الشعب الأمازيغي قاطبة، وبسبب فضحه للريع والامتيازات التي يستفيد منها ما يسمي “بفصيل الصحراويين”، وكذا نضاله من أجل انشاء الجامعة ب”أسامر”.
ودعا النشطاء إلى احترام ذكرى استشهاده، واحترام رموز الحركة الأمازيغية، باعتبار “إزم” أحد هؤلاء الرموز، و”أول شهيد يسقط داخل الجامعات المغربية دفاعا عن القضية الأمازيغية”.
كما اجمعت المداخلات على السير على نهج الشهيد وعلى تضحيات الشهداء والمعتقلين، مؤكدين على أن “إزم” قدم حياته ثمنا لافكاره وقناعته ومبادئه الأمازيغية.
ودعا النشطاء الدولة لوقف ما قالوا عنه “سياسة الاغتيالات والاعتقالات التي يتعرض لها الشعب الأمازيغي بصفة عامة وطلبة الحركة الثقافية الأمازيغية بمختلف الجامعات على الخصوص “، ووقف “نهب الأراضي وثروات الأمازيغ”.
يذكر أن غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بمراكش، قضت يوم الخميس 06 يوليوز 2017، بعد أزيد من 13 جلسة، انطلقت يوليوز 2016، بإدانة المتهمين (الطلبة الصحراويين) باغتيال الطالب الأمازيغي، عمر خالق، بأحكام تراوحت بين 10 و 3 سنوات حبسا نافذاً.
ووزعت 10 سنوات على خمسة متهمين بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، فيما وزعت ثلاثة سنوات على 13 معتقلا بتهم تتعلق بالمشاركة في القتل والتحريض على العنف، كما حكمت المحكمة بتعويض والدي الضحية بـ 60 ألف درهم و15 ألف درهم لإخوته.
كما قضت غرفة الجنايات الإبتدائية لدى محكمة الإستئناف بمراكش، يوم الثلاثاء 26 نونبر الماضي، بالحكم على “الطالب الصحراوي” “الحسين امعضور” والمعروف في الأوساط الطلابية بلقب ”صدام”؛ والذي فر مباشرة بعد اغتيال “إزم” إلى جزر الكناري، قبل أن تسلمه السلطات الإسبانية لنظيرتها المغربية مطلع سنة 2019، على إثر مذكرة توقيف؛ (بالحكم) عليه ب12 سجنا نافذا بتهمة “القتل العمد”.
إكنيون/ منتصر إثري
رابط الصور: