“الرابطة المغربية” تفتتح مؤتمرها الثالث وتكرم شخصيات حقوقية

افتتحت “الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان”، مساء السبت 09 نونبر الجاري، بمدينة القنيطرة، مؤتمرها الوطني الثالث، تحت شعار: “أوقفوا الانتهاكات”.

وعرف المؤتمر الذي شارك فيه أزيد من 200 مؤتمر ومؤتمرة منتخبين عن كل فروع الرابطة ومراصدها بكل الجهات المغربية، حضور عدد من ممثلي وأعضاء وعضوات التنظيمات والجمعيات الحقوقية المغربية والدولية.

وأوضح ادريس السدراوي، رئيس الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، أن شعار ” اوقفوا الانتهاكات” الذي اختارته الرابطة لمؤتمرها الوطني الثالث، “رسالة عالمية أمام ما يتعرض له الأفراد في جميع أنحاء العالم من انتهاك للحقوق والحريات الأساسية رغم كل ما تدعو له الهيئات الدولية لحماية حقوق الإنسان”.

وذكر السدراوي في كلمة الافتتاح، أن ” المؤتمر الثالث للرابطة ينعقد في سياق إقليمي ودولي أصبحت فيه الممارسة الحقوقية المستقلة معقدة، تستغلها الدول الأمبريالية وسيلة ضغط للتحكم في مسار العلاقات الدولية وفق مصالحها وأهدافها”.

وبخصوص المغرب، قال المتحدث، إن ” الحكومتين الأخيرتين استغلت الظرفية الإقليمية والدولية، من أجل تمرير العديد من القوانين والمراسيم التراجعية والتي تضرب في العمق المكتسبات التاريخية للشعب المغربي، وبالأخص فيما يخص التقاعد والتشغيل التمييزي في القطاع العام وما يدلق عليه التعاقد”.

وأشار إلى “استمرار المشاريع المالية للحكومات المغربية في استخدام نفس الألفاظ “الإصلاحات الهيكلية” وهو ذلك المصطلح الذي يستخدمه صندوق النقد الدولي، ممّا يثير مزيد من الشكوك حول اتباع الحكومة الحالية لنفس طريق إصلاحات الماضي”.

وأضاف السدراوي أن “المشاريع المالية تتم في إطار توصيات البنك الدولي، على إثر القروض المالية التي تتلقاها الحكومة باستمرار، بضغوط من أجل حذف الإستثمارات العمومية”؛ وهو ما يعني، يضيف المتحدث، “تقليل إنفاق الدولة على المرافق والخدمات بكافة أنواعها الصحية والتعليمة، مما يعكس زيف الإدعاءات الحكومية حول تدعيم آليات التماسك الاجتماعي في ظل التمسك بسياسات تخدم مصالح الأقلية ضد المصالح الشعبية العريضة وضرب عميق للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية لسائر الفئات الفقيرة والمتوسطة”.

وأكد في معرض كلمته، أنه بسبب هذه الأوضاع المتردية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية، برزت مجموعة من الحراكات الشعبية بالعديد من المناطق المغربية.

وذكر حراك الريف وجرادة وحراك الجماعات والنساء السلالية وباقي الحراك الذي عرفته مختلف مناطق المغرب.

واعتبر الرئيس الوطني، للرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، بروز هذه الحراكات، هو تأكيد على “الإخفاق الحكومي في مجال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية”، و “الأدهى أنها عرضت الحقوق المدنية والسياسية للخطر مع موجة الانتقام من كل الأصوات الممانعة والمنتقدة للتراجعات وللإختيارات اللاشعبية للدولة، عبر محاكمات يمكن أن نطرح عليها أكثر من سؤال وعبر متابعات كيدية وتلفيق التهم للمدافعات والمدافعين عن حقوق الإنسان”. وفق تعبير المتحدث.

وقال السدراوي، إن العنوان البارز للممارسة الحقوقية الرسمية في مجال حقوق الإنسان، هو “ذلك التناقض القائم بين الخطاب الوردي، وبين الواقع المثخن الملئء بالإنتهاكات والتراجعات، بدليل المواجهة الأمنية والخيار الإستئصالي والقمعي لكل الحركات السلمية بالمغرب”.

وذكر المتحدث بالأحكام الصادرة عن غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الإستئناف بالدار البيضاء، والتي وصلت إلى “308 سنة من السجن النافذ في حق 52 معتقلا من حراك الريف”. مشيراً إلى أن السلطات قامت “بإعتقال ما لا يقل عن 800 ناشط وناشطة، وأكثر من 1400 حالة استدعاء واستماع لدى الشرطة وتوقيع محاضر لم يطلع أغلبهم على مضمونها، بسبب انخراطهم في الاحتجاجات السلمية بالريف”.

وعبر المتحدث عن تنديد المكتب التنفيذي للرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، بهذه الأحكام. وطالب “عقلاء وحكماء هذا البلد بالعمل على طي هذا الملف وكل ملفات الاعتقال السياسي واعتقال الصحافيين والمدونين عبر إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين ونشطاء الحركات الإجتماعية والطلابية.. والعمل على فتح ملف جديد للإنصاف وجبر الضرر”. وفق تعبيره.

وشدّد السدراوي على ضرورة ” فتح حوار وطني حقوقي حول مسار العدالة الإنتقالية بالمغرب، ونهج إصلاحات حقوقية فعلية؛ وضمان استقلال القضاء، ووضع إستراتيجية وطنية لعدم الإفلات من العقاب والحكامة الأمنية والقضائية”.

هذا، وحضيّ عدد من الحقوقيين والحقوقيات من المغرب وموريتانيا وإفريقيا جنوب الصحراء وسوريا؛ بتكريم من طرف الرابطة، اعترافا بما قدمه المكرّمون في مجال حقوق الإنسان.

وستستمر أشغال المؤتمر الوطني الثالث للرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، يوم غذا الأحد 10 نونبر؛ لاختيار رئيس ومكتب تنفيذي جديد للهيئة الحقوقية.

منتصر إثري

اقرأ أيضا

الإحصاء العام: استمرار التلاعب بالمعطيات حول الأمازيغية

أكد التجمع العالمي الأمازيغي، أن أرقام المندوبية تفتقر إلى الأسس العلمية، ولا تعكس الخريطة اللغوية …

تعليق واحد

  1. هنيئا للرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان على هذا الإنجاز الحقوقي الكبير الذي أبهر المتتبعين والضيوف الكرام، والمؤتمرين فهذا النجاح ليس وليد اليوم وإنما هو عمل لرئيس الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان الأخ إدريس السدراوي .
    فهنيئا للأخ الرئيس الوطني للرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان بهذه الثقة الجديدة من طرف المؤتمرين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *