الرابور الأمازيغي «إكيكّ موح» لـ «العالم الأمازيغي»: تأثرت بخطاب الحركة الثقافية الأمازيغية ورسالتها النيرة ومعتوب لوناس مدرستي ومثلي الأعلى

سطع نجم «إكيك موح» في سماء الأغنية الأمازيغية الملتزمة، فجأة، نعم هو ظهور مفاجئ يقول، لكنه «أيضا لم يأتي صدفة، بل أتى بعد تنقيب عميق على اللحن والكلمة الهادفة بأسلوب جديد ومغاير عن المعروف في الساحة الفنية الأمازيغية»، محمد شاطر الذي اختار الاسم الفني «إكيك» أو الرعد، يؤكد في حواره مع «العالم الأمازيغي»، أن الحركة الثقافية الأمازيغية لعبت دور كبير في مساره الفني، بـ»الموقع الجامعي أمكناس، تأثرت بخطاب الحركة الثقافية الأمازيغية ورسالتها النيرة، ومنها أستلهم كلماتي» يورد المتحدث.

«إكّيكّ» لم يخفي تأثيره كذلك بالفنان الأمازيغي القبايلي، معتوب لوناس، مشيرا إلى أن «المتمرد» يبقى هو مثاله الأعلى ومدرسته العتيدة إلى الأبد. «إكّيكّ» أكد في ذات الحوار أن أغنيته الشهيرة «إنتاسن مانكا» أو أخبروهم من نحن، هي رسالة مفتوحة إلى جميع أمازيغ العالم، ناصحا الفنان الأمازيغي عموما بأن يكن «متشبعا ومؤمنا بقضيته وأن يكون ذكيا في طريقة إيصال رسالته الفنية بأسلوبه الخاص». على حد قوله.

نبدأ بالسؤال الكلاسيكي، من هو «إكيك موح»؟

«إكيك موح» هو الاسم الفني، وإسمي الحقيقي هو محمد شاطر المزداد سنة 1992 بإيغرم المركز، أعالي جبال الأطلس الصغير جنوب تارودانت.

لماذا اختارت «إكّيكّ» كاسم فني؟

«إيكيك» أي الرعد، لم يأتي صدفة، بل أتى بعد بحث عميق عن اللقب المناسب الذي أستطيع أن اختزل فيه شخصيتي الفنية، ونظرا لدلالاته الطبيعية كـ»أوسمان وأرشاش» وجدت أن لقب «إكيك» ينطبق كثيرا مع أسلوبي الفني، كما أن معظم أساطير الفن في سوس تنبؤ بقدوم «إيكيك». كمجموعة أرشاش حين غنت: «يوت يان إيكيك إيسفاو أك إدونيت. إيكون إس راد إحيو لاشجار تركيوين.نغد إس راد إك إنكي إخلو دونيت» والراحل محمد ألبنسير في أحد روائعه قائلا: «إخ إندر إكيك راتعمرت أيسيف» وأيضا عموري مبارك عن مجموعة أوسمان فى أغنية «تيزويت» قائلا : «إكيك نرا نيك ديك أنمون.أر نسوتول ناوي تيكنيو. نسو إردن نسو تومزين»…» وغيرهما، إذن لهذا اخترت «إكيك».

طيب، فجاءة، ظهر «إكيك « في الساحة الفنية الأمازيغية بأسلوبه الخاص وكلماته الملتزمة الحاملة لهم القضية الأمازيغية في كل مضمونها؟ حدثنا عن هذا الظهور المفاجئ؟

نعم أظنه ظهور مفاجئ، لكنه أيضا لم يأتي صدفة، بل أتى بعد تنقيب عميق على اللحن والكلمة الهادفة بأسلوب جديد ومغاير عن المعروف فى الساحة الفنية الأمازيغية، والفضل في ذلك يعود إلى العديد من الأصدقاء، من بينهم المصمم الموسيقى «Dj Smol beat» الذي قام بتعديل موسيقى وإيقاعات معظم الأغاني التي اشتغلت عليها.

ماذا عن الإكراهات التي واجهتك؟

الإكراهات التي واجهتني في مساري الفني عديدة، أولها أنني أنتمي إلى عائلة وأسرة محافظة ومتشبثة بقيم الدين الإسلامي، بعض إبداعاتي أحيانا تجلب لي بعض المتاعب معهم، لكن الإكراه الحقيقي الذي واجهني طيلة مسيرتي الفنية وهو فيما يخص مسألة الإنتاج وذلك ما أسعى جاهدا إلى التغلب عليه وذلك بإنشاء أستوديو متواضع خاص بي لتعديل وتسجيل مقطوعاتي الموسيقية.

وكيف كانت بدايتك الأولى في هذا المسار الفني؟

بدايتي الفنية انطلاقت مباشرة بعد التحاقي بمدينة مكناس، هناك تعرفت عن العديد من الأصدقاء عن قرب، اللذين ينتمون لفرق موسيقية صنف «الراب» و»الفوزيون» من بينهم صديقي عز الدين عن المجموعة العالمية «أش كاين» الذي كان آنذاك يسكن نفس الحي الذي كنت أسكن فيه وهو أول من شجعني في الاستمرارية والتشبث بهذا المجال.

من أين تأتي بالكلمات؟ وهل تقوم بتلحينها لنفسك؟

كل الأغاني التي قمت بالاشتغال عليها، أنا من كتب كلماتها بنفسي مثلا أغنية «إينكراف ن ريف» جاءتني فكرة أن أكتب وأغني للحرية منذ زيارتي لسجن «تولال 1» رفقة صديقي الرائع موحى أوخباش في زيارة خاصة للمعتقلين السياسيين السابقين أوسايا وأعطوش… ما عاد الأغنية الأخيرة «سيدي حمو الطالب» التي كانت فكرة من أحد أفراد إدارة مهرجان الحوز، هوالذي قام ببحث عميق حول أشعار الشاعر «حمو الطالب» وسلمها لي بعدما شاركت في المهرجان الصيف الماضي وقمت بغنائها بأسلوبي المعتاد.

كما عدد أغانيك حتى الآن؟ وهل تفكر في إصدار «البومك» الأول؟ وما هو جديدك؟

لدي العديد من الأغاني منها التي قمت بتسجيلها وإصدارها و أخرى لا تزال قيد الانتظار، وفكرة الألبوم قادمة وحلم سيتحقق رغم كل الصعوبات، ومؤخرا بدأت تراودني فكرة إصدار ألبومي الأول الذي سيحتوي على ما يقارب 16 أغنية ملتزمة، أما الجديد المقبل، هي أغنية «سينجل» جديدة ستكون على طريقة الفيديو كليب، نشتغل في تصويره هذه الأيام أنا وصديقي المخرج «وولف أوشن» وستكون الأغنية خاصة لروح الراحل علي صدقي أزايكو.

ما هي المدرسة الفنية التي تأثر بها «إكيك»؟

المدرسة الفنية الحقيقة التي تأثرت بها في مساري الفني هو الفنان القبائلي معتوب لوناس، وذكرت ذلك في العديد من الأغاني التي قمت بإصدارها، أخرها أغنية «الله أكبر» التي استوحيتها من أحد أغانيه المعروفة وسيبقى لوناس مثالي الأعلى ومدرستي العتيدة إلى الأبد.

يبدو كذلك أن لخطاب الحركة الثقافية الأمازيغية تأثير على قناعتك وأفكارك؟

نعم الحركة الثقافية الأمازيغية لعبت دور كبير في مساري الفني خصوصا موقع أمكناس الصامد الذي كان يستدعيني للمشاركة في إحياء الأمسيات الفنية، كما كنت أيضا أحضر بعض الندوات الفكرية وأستطيع القول أنني هناك تأثرت بخطاب الحركة الثقافية الأمازيغية ورسالتها النيرة التي أستلهم منها كلماتي التي أتغنى بها.

كيف يختزل «إكيك» أو «الرعد» الكلمات التي تحمل حمولة القيم الأمازيغية في أسلوبه الفني؟

ذلك يأتي كما قلت بعد اشتغال طويل وعميق في التنسيق بين الكلمة والإيقاع لتسهيل وضوح مضمون الرسالة.

ما هي الرسالة التي تود إرسالها من خلال أغنية «أناتاسن منكا» أي قل لهم من نحن؟

أغنية «إنتاسن مانكا» أو أخبروهم من نحن، هي رسالة مفتوحة إلى جميع أمازيغ العالم كما ذكرت في بداية الأغنية وعنوانها فقط سيجعلك تفهم رسالة الأغنية.

هنا نطرح السؤال حول دور الفنان الأمازيغي عموما ومدى تشبعه بالقضية الأمازيغية؟

على الفنان الأمازيغي عموما إذا كان متشبعا ومؤمنا بقضيتنا أن يكون ذكيا في طريقة إيصال رسالته الفنية بأسلوبه الخاص، لأن الفنان وحده يستطيع أن يستهدف مختلف الأجيال بأدائه القوي، وله دور كبير في التوعية أكثر من الكتاب والمثقفين لأنه يخاطب بفنه جميع شرائح المجتمع.

كيف تنظر لواقع الساحة الفنية الأمازيغية ؟

واقع الساحة الفنية الأمازيغية لا يبشر بالخير، لأنني لاحظت هذه الأواخر تراجع كبير للأغنية الملتزمة، وأغلب الفنانين أصبحوا يغنون للعاطفة والحب ومواضيع تافهة أحيانا من أجل الاسترزاق، وفن الميوعة أصبح هو المسيطر على المقدمة وأصحابه هم وحدهم يستفيدون من الدعم والمهرجانات، أما الفن الملتزم فلم يبقى له إلى جمهوره الوفي ويزداد التضييق على صاحبه من جميع الجهات.

كلمة حرة لك عبر «العالم الأمازيغي»؟

شكرا لجريدة العالم الأمازيغي ولجميع قرائها الأوفياء، وكما قال الراحل معتوب لوناس:»إننا مهددون في وجودنا وحياتنا وكرامتنا وحريتنا و سنكون مقابل الدفاع عن هذه الأشياء نريد أن نعيش ونفكر ونكتب ونغني».

حاوره منتصر إثري

اقرأ أيضا

الدكتور إدريس البخاري يقدم كتابًا عن الحسن الثاني: حكمة ملك ومسيرة إنجاز

صدر حديثًا عن الدكتور إدريس البخاري كتابٌ يوثق المسيرة الحافلة للملك الحسن الثاني، مسلطًا الضوء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *