وجه رئيس التجمع العالمي الأمازيغي، رشيد راخا رسالة إلى مارك سيقلي، مديرة قناة فراس 24، تمحورت حول استمرار القناة الفرنسية في استخدام مصطلح “المغرب العربي”.
وقال الراخا في رسالته لـ سيقلي، إن “قناتكم الإخبارية فرانس 24 تصر على استخدام اسم “المغرب العربي”، ما يعني أنكم تستمرون في تشويه “الحقيقة التاريخية” لبلدان شمال أفريقيا، وتستمرون في إثارة الاغتراب الثقافي واجتثاث الهوية لهذه البلدان. ما ينعكس سلبا على الشباب الفرنسي المنتمي إلى شمال إفريقيا ببلاد المهجر، وبالتالي فإنكم تغذون التطرف الإسلامي الذي يهدد أمن فرنسا وأمن جميع الدول الأوروبية”.
وقال رئيس التجمع العالمي الأمازيغي في رسالته :” إن خطكم التحريري مدعو إلى تغيير وتوضيح الحقيقة التاريخية لمنطقتنا الشاسعة في شمال إفريقيا، التي يسكنها أكثر من 200 مليون شخص، وتجنب المصطلحات الهجومية والتمييزية لـ “المغرب العربي” التي لا أساس لها”
في ما يلي نص الرسالة:
الرباط، 27 نوفمبر 2020-2970
إلى السيد مارك سيقلي
مدير قناة فرانس 24.
الموضوع: عبارة عن تساؤل؛ لماذا تستمرون في ممارسة التمييز العنصري ضد الأمازيغ في فرنسا وأوروبا وشمال إفريقيا؟
السيد المدير،
نحيطكم علما، بمرور سنتين عن اللقاء الذي جمع بيننا ضمن أعمال المؤتمر الدولي الأول للصحافة المنعقد بتونس، حيث قمت بسؤالكم حول استمرار قناتكم التلفزية فرانس 24 في استخدام مصطلح “المغرب العربي”، بالإضافة إلى مناقشة مواضيع أخرى مرتبطة ببلدان جنوب البحر الأبيض المتوسط في شمال إفريقيا، مؤكدا لكم من خلالها أن شمال إفريقيا لم يكن يوما عربيا ولن يكون كذلك في المستقبل أبدا.
وذلك من خلال إجابتكم، التي أدرجتها في الرابط التالي كتذكير يمكنكم الاستماع إليه مرة أخرى:
www.facebook.com/142093689293727/videos/351491338976223
لقد سبق أن أشرتم إلى أنكم لن تغيروا خطكم التحريري أولا، وثانيًا فيما يخص استخدام المارشال بيتان للأسلحة الكيميائية خلال حرب الريف، كان عليّ أن أطرح الموضوع على رئيس الجمهورية الفرنسية.وثالثا تعود أصول شعوب شمال إفريقيا وكل العالم المحيط بكم، في بلدكم لبنان!
ومن خلال هذه المراسلة الجديدة أريد أن أوضح لكم هذه الحقائق الثلاث بالصيغة التالية:
أولاً، كما أشرت في المراسلة إلى السيد جان إيف ليدريان وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية في الزيارة الأخيرة التي قام بها للمغرب، بأن استمرار تجاهل المطالب المشروعة للأمازيغ، وأن قناتكم الإخبارية فرانس 24 تصر على استخدام اسم “المغرب العربي”، ما يعني أنكم تستمرون في تشويه “الحقيقة التاريخية” لبلدان شمال أفريقيا، وتستمرون في إثارة الاغتراب الثقافي واجتثاث الهوية لهذه البلدان. ما ينعكس سلبا على الشباب الفرنسي المنتمي إلى شمال إفريقيا ببلاد المهجر، وبالتالي فإنكم تغذون التطرف الإسلامي الذي يهدد أمن فرنسا وأمن جميع الدول الأوروبية:
الراخا لوزير الخارجية الفرنسي: إقصاء الأمازيغية وتكريس “التعريب” سبب “الإرهاب” الذي يستهدف أوروبا
ثانيًا، فيما يتعلق باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد السكان المدنيين في الريف المغربي أثناء حرب الريف الممتدة بين سنتي 1921 -1927، أود إخباركم أنه، على عكس رئيستكم، السيدة ماري كريستين ساراغوس، الرئيسة التنفيذية لمجموعة Groupe France Médias Monde ،فإن رئيسكم السيد إيمانويل ماكرون، كان لطيفًا في إجابته على هذه المسألة الحساسة، والتي تجاهلتها قناتكم بشكل متعمد:
ماكرون يرد على التجمع العالمي الأمازيغي بخصوص جبر الضرر الذي تسببت فيه الحرب الكيماوية ضد الريف
وثالثاً،بخصوص ترويجكم لـ “الأخبارالكاذبة”،وبأن لبنان هو مهد الإنسانية، أود فقط أن أدعوكم لمشاهدة هذا الفيلم الوثائقي الرائع من إنتاج ARTE،والذي يحمل عنوان “ماضي الإنسان – الإنسان العاقل، الأصول الجديدة “، تم بثه يوم 10 أكتوبر، والذي يوضح بواسطة أحدث التقنيات والتطورات التي عرفها البحث الأنثروبولوجي والأثري الأركيولوجي، أن مهد الإنسانية بالفعل يعود للمغرب وبالتحديد إلى ” أدرار وإيغود “، الذي عرف تعميرا بشريا يزيد قدمه عن أكثر من 300 ألف سنة:
https://www.youtube.com/watch?v=Xnu6PIGn7EA
خلاصة القول بما أن قناتكم تواصل إطلاق حملات ضد “الأخبار الكاذبة”، يجب أن تكون مثلا يحتذى به في ذلك وتبدأ بتصحيح ما ينسب لها من أخبار، مع احترام الحقيقة التاريخية. إن خطكم التحريري مدعو إلى تغيير وتوضيح الحقيقة التاريخية لمنطقتنا الشاسعة في شمال إفريقيا، التي يسكنها أكثر من 200 مليون شخص، وتجنب المصطلحات الهجومية والتمييزية لـ “المغرب العربي” التي لا أساس لها. ولقد مرت تسع سنوات بالفعل على الإصلاح الدستوري في المغرب حيث تم استبدال هذا المصطلح بمصطلح “المغرب الكبير”. تأكدوا من أن نشراتكم الإخبارية ستكون أكثر جاذبية للأمازيغ في فرنسا وأوروبا وشمال إفريقيا والعالم بأسره، وإذا غيرتم موقفكم تجاه المواطنين “الأمازيغ”، سواء كانوا ناطقين بالأمازيغية أو العربية أو الفرنسية … وتقومون بتقديم تقارير عن عاداتهم وفنونهم وتاريخهم؛ والتعرض لمواضيع ذات صلة بهويتهم الأصيلة، مثل العلاقات الوثيقة التي تربط بين الأمازيغ والحضارة الفرعونية ولما لا حتى حول أحداث الحرب الكيماوية .. ومناظرات حول آخر الاكتشافات الأثرية، مع العلم أن أصل الأيبيريين والغال والعرب والشعوب الأوروبية الأخرى والعالم كله، يعود إلى “الأرض الأمازيغية” ويوجد في “تمازغا” في “أدرار وإيغود”، على بعد 70 كم فقط من مدينة مراكش. ! …
أرجو أن تتقبلوا أطيب تحياتي،
رشيدالراخا
رئيس التجمع العالمي الأمازيغي.