الراخا يدعو المديرة العامة لمجموعة “فرانس ميديا موند” لتجنب عبارة “المغرب العربي”

وجه رئيس التجمع العالمي الأمازيغي، رشيد الراخا رسالة إلى السيدة ماري كريستين ساراغوس، الرئيسة المديرة العامة لمجموعة فرانس ميديا موند، يحتج من خلالها على الخط التحريري لمارك سايكالي مدير قناة فرانس 24، الذي واصل بعناد رفض تصحيح الاسم التمييزي والعنصري “المغرب العربي”.

وذکر الراخا، برسالة خطیة، سبق أن وجهها في وقت سابق لمدیر “فرانس 24″، تطالب مدیر القناة الفرنسیة بتغییر المصطلح ”الإقصاٸي والعنصري“ الذي تستعمله فی تناولها للشأن المغاربي، واحترام التعدد الثقافي واللغوي للبلدان المغاربیة وهویاتها الأمازیغیة، وکذا احترام الدستورین المغربي والجزاٸري اللذین یعترفان برسمیة اللغة الأمازیغیة إلی جانب العربیة.

وهي الرسالة التي عاود الراخا تسلیمها لمارک صیقلی شخصیاً، خلال افتتاح أشغال المٶتمر العالمي الأول للصحافة، أمس الخمیس 15 نونبر الجاري، بالمدینة الثقافیة وسط العاصمة التونسیة، وأمام حضور أبرز الصحافیین العاملین فی القناة الفرنسیة، والمدیعیین الذین یقدمون البرامج التی تتناول القضایا المغاربیة.

وطالب الراخا الرئيسة المديرة العامة، ساراغوس، باستخدام مصطلحات واقعية بعيدة كل البعد عن التوجهات الإيديولوجية وتشجيع “القومية العربية” المنهارة، على حساب الموضوعية العلمية والحقيقة التاريخية. وبالتالي، نصح المسؤولين والصحافيين المنتمين لمجموعة فرانس ميديا، بتجنب عبارات “المغرب العربي” أو “الربيع العربي” حتى، التي تجرح في العمق إحساس وهوية وشموخ ملايين المواطنين الأصليين في جنوب البحر الأبيض المتوسط، والملايين من مواطنيكم الفرنسيين من أصل شمال-إفريقي.

وأضاف الراخا أنه ليس هناك أي إشكال في استبدال هذه العبارات إما “بالمغرب الكبير”، “أو بكل بساطة بالاسم الجغرافي “شمال أفريقيا”، و”الربيع الديمقراطي للشعوب”، الذي انطلقت شرارته بثورة الياسمين التونسية، وتلتها ثورة 25 فبراير في مصر ، و17 فبراير في ليبيا، وحركة 20 فبراير بالمغرب وكلها في أرض تامازغا، أي شمال أفريقيا”.

وفيما يلي نص الرسالة الموجهة إلى السيدة ماري كريستين ساراغوس، الرئيسة المديرة العامة لمجموعة فرانس ميديا موند:


إلى عناية السيدة ماري كريستين ساراغوس

الرئيسة المديرة العامة لمجموعة فرانس ميديا موند

 

الموضوع: احتجاج على الخط التحريري لمارك سايكالي مدير قناة فرانس 24، الذي واصل بعناد رفض تصحيح الاسم التمييزي والعنصري “المغرب العربي

 

السيدة الرئيسة المديرة العامة،

أحيطكم علما، بأنني راسلت في شهر يونيو المنصرم، السيد مارك سايكالي، مدير قناة فرانس 24، ولما لم أتوصل بأي ردّ منه، اضطررت لتسليمه نسخة من الرسالة وذلك خلال الجلسة العامة للمنتدى الدولي الأول للصحافة، الذي انعقد بتونس من 15 إلى 17 نونبر المنصرم، وذلك لإقناعه بضرورة تصحيح عبارة “المغرب العربي” المستعملة بشكل متواتر بنشرات الأخبار التي تُبثّ على قناتكم فرانس 24 بالعربية.

 

وقد ذكّرته، أمام هذا التجمع الدولي لصحافيي ضفتي المتوسط، أن “المنطقة المغاربية لم تكن قطّ عربية، ولن تكون كذلك أبدا في المستقبل”، كما جدّدت له التأكيد على أن سكان شمال إفريقيا تنحدر أصولهم من بلدة قفصة التونسية (حضارة ما قبل التاريخ القبصية: https://journals.openedition.org/encyclopedieberbere/2057 )، ناهيك عن ان قناة فرانس24 كان لها  شرف السبق لإبلاغ العالم بان مهد الانسانية، أقدم إنسان عاقل، وُجد في المغرب بـ”أدرار ن إيغود” أو “جبل إيغود”، والذي يعود إلى أكثر من 300 الف سنة !

وفي معرض ردّه، قال السيد مارك سايكالي علانية، وهو المتخصص في الانتربولوجيا إذا لم أكن مخطأ، وأمام الملأ بأنه سيتعرض للعزل من منصبه، إذا هو أقدم على تغيير عبارة “المغرب العربي”، وأنكم ستقيلونه؟ !، ويمكنكم الإطلاع على سؤالي ومضمون جوابه، عبر الرابط التالي: https://www.facebook.com/Amadalpresse/videos/351491338976223/?t=5  ).

 

 السيدة الرئيسة المديرة العامة،

اسمحوا لي ان أشاطركم هذا المبدأ القائل إن من بين الصفات التي يجب أن يتحلى بها الصحافي، هي قول “الحقيقة”  ولا شيء غير الحقيقة. وللأسف الشديد، فإن السيد سايكالي قد أخفق في هذا الأمر. لقد أخفق عندما جانب الصواب في قول الحقيقة التاريخية وكذا الحقيقة العلمية عندما أدعى بسخرية ان الانسانية أصلها من وطنه لبنان، لا لشيء سوى لأنه ينحدر من لبنان، مستخفا بذلك بنتائج وخلاصات سنين من البحث الذي قام به الفريق العلمي الذي أشرف عليه عالما الآثار المشهورين، الفرنسي جان جاك هوبلان، والمغربي عبد الواحد بناصر، والذي أثبت أن الموطن الأصلي للهومو سابيانس(الانسان العاقل) يوجد ب”أدرار ن إيغود”، على بعد 70 كلم من مراكش، وليس بإثيوبيا، وأحرى لبنان: (www.amadalamazigh.press.ma/archivesPDF/201.pdf ). وفي الوقت ذاته، هناك اكتشاف مذهل تم الإعلان عنه مؤخرا، ويتعلق الأمر بالصناعات الحجرية التي تم اكتشافها بموقع “عين بوشريط”، قرب مدينة سطيف بالجزائر، والتي أثارت شكوكا حول الأصل البعيد لأجدادنا، ويتعلق الأمر هنا بالإنسان الصانع (الأومو ابيليس) وكان لقناتكم شرف بث خبر هذا الإكتشاف في 30 نونبر المنصرم                  (www.france24.com/fr/20181130-algerie-afrique-est-ethiopie-berceau-humanite?fbclid=IwAR0v1XhCumloZbj2NzBAIIKs0evfGxQAFhma63uWoVmRndNv9Ye8A7akGvs ) . ويتعلق الأمر بأحجار مصقولة يعود تاريخها إلى 2.4 ملايين سنة وهو ما يشير إلى موطن جديد لمهد الانسانية، بصرف النظر عن موقع “كونا” الإثيوبي بشرق افريقيا. أكثر من ذلك، فإن البيانات الوراثية لعلم الأنثروبولوجيا البيولوجية الجديد، تلتقي مع  نفس الاستنتاجات في الأنثروبولوجيا الفيزيائية فيما يتعلق بالعصر الحجري القديم والحديث، حيث تؤكد  أن معظم السكان الحاليين في شمال إفريقيا ينحدرون  تقريباً من الأصل الأمازيغي – الصحراوي. 

ونتيجة لذلك، فإن الإضافات الوراثية للقبائل “العربية” بنو هلال وبنو معقل… خلال العصور الوسطى، أو قبلها، من طرف الفينيقيين الذين رافقوا “إليسا ديدون” والذين ساهموا في بناء الحضارة القرطاجية، القادمون من بلاد سايكالي، (كل هذه الإسهامات الجينية) تم تذويبها كليا في الكتلة الوراثية الهائلة للسكان الأصليين الأمازيغ، كما يؤكد ذلك بشكل جليّ غابرييل كامبس في كتابه المهم “البربر، على هوامش التاريخ”. (http://amadalpresse.com/RAHA/Origines.html ).

وحتى في شبه الجزيرة الإيبيرية، ومنذ فتحها من طرف الأمازيغي طارق بن زياد عام 711، إلى حين طرد آخر مغاربي منها، أو “موريسكي” بالإسبانية، من جبال البوخاراس في غرناطة سنة 1609، فإن الوجود الإسلامي خلال ثمانية قرون هناك، كان في حقيقة الأمر وجودا للقبائل الأمازيغية التي سادت فيه بكثرة بدلا من القبائل العربية.

ولم يخطئ الاسبان أبدا عندما أطلقوا عليهم، ولا يزالون إلى يومنا هذا، اسم “الموروس” يعني الموريون، أي الامازيغ، سكان موريطانيا الطنجية ( المغرب حاليا) وموريطانيا القيصرية نسبة لعاصمتها القيصرية (الجزائر حاليا)، خلال العصر الروماني(أنظر مقال خاسينطو بوش بيلا، ضمن كتاب: الأمازيغ المغارب بين الغرب والشرق، لمؤلفه Rachid Raha ، منشورات غرناطة 1994 : http://amadalpresse.com/RAHA/PDF/Imazighen%20del%20magreb%20entre%20occidente%20y%20oriente.pdf ).

وعندما تعرض هؤلاء الموريون للطرد من الفردوس الاندلسي، عادوا إلى ديارهم في شمال إفريقيا لسبب بسيط هو أنهم أمازيغ، ولو كانوا عربًا بالفعل لكانوا قد اختاروا شدّ الرحال  إلى لبنان وبقية بلدان الشرق الأوسط!

وختاما، أود أن أطلب منكم، السيدة الرئيسة المديرة العامة، ساراغوس، أن تبذلوا قصارى جهدكم لثنْي مسؤولكم على قناة فرانس 24 وصحفيوكم على تصحيح تلك العبارات، واستخدام مصطلحات واقعية بعيدة كل البعد عن التوجهات الإيديولوجية وتشجيع “القومية العربية” المنهارة، على حساب الموضوعية العلمية والحقيقة التاريخية. وبالتالي، محاولة نصحهم بتجنب عبارات “المغرب العربي” أو “الربيع العربي” حتى، التي تجرح في العمق إحساس وهوية وشموخ ملايين المواطنين الأصليين في جنوب البحر الأبيض المتوسط، والملايين من مواطنيكم الفرنسيين من أصل شمال-إفريقي. ليس هناك أي إشكال في استبدال هذه العبارات إما “بالمغرب الكبير”، أو بكل بساطة بالاسم الجغرافي “شمال أفريقيا”، و”الربيع الديمقراطي للشعوب”، الذي انطلقت شرارته بثورة الياسمين التونسية، وتلتها ثورة 25 فبراير في مصر ، و17 فبراير في ليبيا، وحركة 20 فبراير بالمغرب وكلها في أرض تامازغا، أي شمال أفريقيا.

وأرجوا أن تتفضلوا، السيدة الرئيسة المديرة العامة، بقبول فائق تقديرنا واحترامنا.

التوقيع:

رشيد راخا

رئيس التجمع العالمي الامازيغي

اقرأ أيضا

الإحصاء العام: استمرار التلاعب بالمعطيات حول الأمازيغية

أكد التجمع العالمي الأمازيغي، أن أرقام المندوبية تفتقر إلى الأسس العلمية، ولا تعكس الخريطة اللغوية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *