خيمت روح الفنان الأمازيغي الراحل عموري مبارك على فعاليات الندوة التي نُظمت مساء السبت 17 فبراير 2024، بالمركب الثقافي أكدال الرباط تحت عنوان “المجموعات الغنائية المغربية” تخليداً للذكرى السنوية التاسعة لرحيل “التائر الحر”. مجدد الأغنية الأمازيغية.
المتدخلون في الندوة المنظمة من طرف عائلة الفنان الأمازيغي الراحل بتنسيق مع “النادي الإقليمي للصحافة والإعلام”، و”بتعاون مع مقاطعة أكدال”، و “شركة اسني كوم”، أجمعوا على دور الراحل عموري مبارك في “الثورة الثقافية والفنية الأمازيغية منذ سبعينيات القرن الماضي مع انطلاقة مجموعة أوسمان” ، كما قاموا بتسليط الضوء على مساره الفني وحياته الإبداعية المحفورة في سجل التاريخ الفني الأمازيغي.
واستحضر المشاركون في الندوة تشبث الراحل عموري مبارك بالثقافة الأمازيغية الأصيلة والانطلاق من الذات إلى العالمية، بالإضافة إلى التجربة الرائدة التي قادها عموري مبارك مع مجموعة “اوسمان” الذين تكونوا علميا وفهموا النبض العميق للموسيقى التقليدية ومعها انطلقت الموجة مع ازنزارن وإزماز وأرشاش…”
وتطرق الباحث الأمازيغي، أحمد عصيد إلى “عبقرية عموري مبارك” فيما تحدث مدير القناة الثامنة عبد الله الطالب علي عن “الموسيقار والمؤلف الكبير الذي أبدع وجدد في الأغنية المغربية من خلال الأغنية الأمازيغية” واعتبره “فيلسوف عصره”، وتحدث الفاعل والمحامي الأمازيغي حسن ادبلقاسم عن “علاقة عموري بميلاد الثورة الثقافية بعد صمود ثقافي”، فيما تطرق ابراهيم أقديم “إلى علاقته الشخصية بالراحل عموري مبارك” وتحدث النقيب أيوب الترابي عن “الإكراهات التي تواجه المجموعات الغنائية”.
اليوم الفني المخلد للذكرى التاسعة لرحيل الفنان الأمازيغي، شهدت كذلك تنظيم معرض للصور الفوتوغرافية خاصة بالمسيرة الفنية للمرحوم عموري مبارك.
واختتم الحفل بسهرة فنية، شارك في إحيائها مجموعة تافسوت باند، ومجموعة هشام ماسين، وفرقة احواش معمورة، بالاضافة الى تكريم العديد من الوجوه التي أعطت الكثير للثقافة واللغة الأمازيغيتين، كالإعلامية والمستشارة بديوان رئيس الحكومة، أمينة ابن الشيخ، والحسين مجاهد الأمين العام للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، عموري خدوج، أحمد عصيد، بلعيد العكاف، ابراهيم أقديم، طارق المعروفي ، عبد الله الطالب علي و حسن ادبلقاسم.
يذكر أن الفنان عموري مبارك الذي ازداد سنة 1951 في بلدة ايركيتن، باقليم تارودانت، التي قضى فيها طفولة قاسية، بين جدران إحدى المؤسسات الخيرية، وافته المنية بتاريخ 14 فبراير 2015 ، بمدينة الدار البيضاء.
كما بدأ الراحل مساره الفني رفقة مجموعة “سوس فايف”، التي كانت تؤدي إضافة إلى الأغاني الأمازيغية، أغاني بالفرنسية والإنجليزية، ويعتبر مبارك أول فنان أمازيغي يوظف نغمات ” القيثارة ” في الأغنية الأمازيغية التي تعتمد أكثر على آلة لوتار والرباب.
وبعد ذلك التحق عموري مبارك بالعمل الجمعوي من خلال انخراطه في الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي(AMREC)، التي كانت وراء تأسيس مجموعة “ياه”، التي ستحمل ابتداء من سنة 1975 اسم مجموعة “أوسمان”، والتي يمكن اعتبارها أول مجموعة أمازيغية تدخل عالم المجموعات بالمغرب، إلى جانب مجموعات ناس الغيوان، وجيل جيلالة ولمشاهب ومجموعة ايمازيغن، وفرقة ازنكاض…
وقد تميزت فرقة اوسمان ” البُروق، جمع برق ” عن باقي المجموعات الموسيقية الامازيغية الأخرى، بتأثرها الكبير بالموسيقى من خلال الاعتماد على آلات القيثارة، والكمان، والأكورديون، وغيرها، والمقامات الموسيقية الحديثة.
كما ساهم المرحوم عموري مبارك في أداء الكثير من روائع الأغنية الامازيغية الملتزمة على مدى أربعة عقود من العطاء رغم الكثير من التحديات والظروف التي واجهها.
وتبقى أهم أغانيه الرائدة، اغنية “جانبيي”، كلمات الشاعر علي صدقي ازايكو، والتي جسد فيها بنمط موسيقي خلق ثورة في الأغنية المغربية الأمازيغية العصرية، قصة انفصال الإنسان السوسي عن أرضه، وجبال الأطلس وخضرة المراعي، والهجرة للعمل بمعامل ومصانع جانفيليي ضواحي باريس، حيث الضباب ولون السماء الأسود بالدخان يسطو على المشهد.
تفاصيل أكثر في العدد القادم من جريدة “العالم الأمازيغي”
https://www.facebook.com/share/p/2wPbMihJ1kqVbpsv/?mibextid=2JQ9oc