الأمازيغية تضل جزء مني وأنا جزء منها ولدي رغبة شديدة في الكتابة بلغتي الأم
«مساري الأدبي بالكاد ابتدأ، وصدقا لي رغبة شديدة في الكتابة بلغتي الأم، فالأمازيغية تضل جزء مني وأنا جزء منها، وأعتز بانتمائي للجنوب الذي يعتبر أغلبية سكانه أمازيغ يحبون أصولهم ويفتخرون بها، وبالتأكيد لن أتهاون عن كتابة عمل أمازيغي مستقبلا»، تقول الروائية الصغيرة ذات الثامنة عشر ربيعا، مريم وكريم في لقائها مع جريدة «العالم الأمازيغي».
وحول روايتها الأولى وهي في عمر السابعة عشر، تردف ابنة منطقة طاطا بالجنوب المغربي:» روايتي «لا تغفري»، أقل ما يمكنني القول عنها أنها كانت السبب الذي زاد من تشبثي بالحياة حتى وإن كانت قاسية علي في بعض الأحيان، لقد جعلت من عقلي متسعا كي أحلم دون توقف، علمتني أن أقاتل من أجل حلم ظننته طوال عمري مستحيلا فتحقق. حلم أن أغدو كاتبة وأنا في عمر السابعة عشر، وأن ألقب بأصغر روائية».
هلا قدمت نفسك لقراء «العالم الأمازيغي» ؟
مريم وكريم، ابلغ من العمر 18 سنة، طالبة جامعية، أنحذر من اقليم طاطا. حاليا أتابع دراستي في مدينة الرباط ، كاتبة ومدونة مغربية.
متى بدأت قصتك مع الكتابة الروائية؟
كانت بدايتي مع الكتابة متواضعة للغاية، بدأت ككل فتاة نشأت في حب القراءة، تقرأ لهذا الكاتب وذاك، اتخذت منها نهرا انغمست فيه دون رغبة في العزوف عنه. لدرجة أنني أحببت بدوري أن أصنع عملا أعرف به، ويعرف بي، ويضمن لي مقعدا في العالم الروائي ضمن روائيي القرن الواحد والعشرين.
كيف اشتعلت لديك جمرة الكتابة والإبداع الأدبي وأنت في عمر السابعة عشر؟
وسط جبال شامخة، أعتز كوني أنتمي لها، كانت شاهدة على ولادة موهبتي وبروزها على أرض الواقع ليكتب لي لقب هواة الكتابة، في الأخير أنا جد سعيدة بهاته الخطوة التي جعلت مني فخرا لعائلتي ولمن أعتز بي ووثق بأنني قادرة على أن أعطي في مجال الكتابة، وأستطيع نحث اسمي فيه بجمالية عملي الذي كتبته بحب وبإحساس، ورغبة مني كي أكون قدوة لمن وجد في عالم الأدب نفسه وتيقن بأنه قادر على أن يخلق الأفضل فيه، وسعيدة أيضا بأن أورث حب التدوين في نفوس الشباب الذين مازالوا في عمر الزهور، فمجدا لأمة اتخذت من القراءة وطنا تسكنه ومجدا لعقول قرأت وما أرادت أن تكتفي.
حدثنا قليلا عن عملك الأول، أقصد عن رواية «لا تغفري»؟
«لا تغفري» أقل ما يمكنني القول عنها أنها كانت السبب الذي زاد من تشبثي بالحياة حتى وإن كانت قاسية علي في بعض الأحيان. زادت من إصراري على الاستمرار في صنع الأفضل على الدوام. هي التي جعلت من عقلي متسعا كي أحلم دون توقف، وهي التي علمتني أن أقاتل من أجل حلم ظننته طوال عمري مستحيلا فتحقق. حلم أن أغدو كاتبة وأنا في عمر السابعة عشر، وأن ألقب بأصغر روائية تدون باللغة العربية الفصحى على أرض المملكة المغربية.
هي رواية أستطيع القول أنني استطعت أن أجمع فيها الكثير من القيم. قيم الحب والتقدير والاحترام، في قالب سردي ممتع جمعت بين غفران وزياد لكن القدر لم يشأ أن يجمع بينهما. رواية تحكي عن يوميات لسجينة مصحة أمراض نفسية تسرد على لساني ما جعلها حبيسة الأربع جدران. حبها الجنوني لزياد يكشف لنا عن خبث الرجال وقسوة الحب وفراق الحبيب. وإذا تعمقت في الحديث عن الرواية خاصتي فيمكنني أن أقول بأن «لاتغفري « دائما ما كنت أعتبره عملا فجائيا ناتجا عن أحاسيس كانت تعج في عقلي وتحتاج للتفريغ على الورق، قصة مقتبسة من أحداث واقعية ممزوجة بخيالي الخاص.
لا أنكر أنني كنت شديدة الوله بمعانقة الحلم بالرغم من أنني كنت أنظر إليه شبه مستحيل في تلك الأيام. ولا أنكر أيضا أنني كانت لدي الرغبة حينها ليصبح لي عملي الخاص أصطحبه معي أينما رحلت.عمل يبصم به التاريخ اسمي لأكون قدوة لمن وجد لذة ومتعة في عالم الأدب والروايات. هذا كله جعل من قلمي ينبض دون قلب ويستمر في العيش لأدون به أعمالا أخرى في المستقبل القريب جدا. أعمالا ستثبت أن قلمي لا يستحق أن يشيخ بهذه البساطة دون أن يوصل ما دونته للآخرين.
تقولين في تقديم الرواية «حالتي أشبه بسجينة محكوم عليها بالإعدام» وهذا يدفعنا إلى السؤال عن البيئة التي استخلصت منها مريم عصارة الإبداع التي استخدمتها في روايتها؟
في البداية ما أود توضيحه لجميع القراء أن الرواية استخدمت فيها ضمير المتكلم، لكن ما أود تأكيده على أن أحداثها لا تتعلق بي، لكن تتعلق بالبطلة غفران ولا يمثل شيئا من واقعي الخاص، صحيح أنني أسقطت على البطلة الكثير من طموحاتي المستقبلية، من أحاسيسي الخاصة ومن أشياء أخرى تمثلني، إلا أن الرواية تضل مرتبطة بالشخصية غفران أكثر مني، بالنسبة للبيئة التي استقيت منها عصارة الإبداع فأكثر ما يمكنني القول عنها أنها بيئة محافظة وبشدة، لها أسس ومبادئ تسير عليها، مقيدة بعادات وتقاليد لا يمكن تجاوزها أو حتى نكرانها، لكن ما أود أن أشير إلى أنه ليس بالضرورة أن تعبر بيئتي عن الكتابات التي أنسجها .
يقال إن لكل روائي قضية فما هي القضية التي وضفتها الروائية الصغيرة في كتابتها؟
هم قضايا وليست قضية واحدة، أولهما قضية المرأة التي تضع قلبها في يدا رجل لا يستحقها، والتي تتخلى عن طموحاتها وأحلامها مقابل اللهث وراء رجل سيسبب في الأخير في ولادة تعاستها، زيادة على قضية الغدر والخيانة، وقضية الثقة المفرطة التي تكون نهايتها أقسى وأبشع نهاية.
هل نستطيع القول بأنك حققت حلما من أحلامك؟
سمعت كثيرا أن تحقيق الأحلام ليس بالأشياء الصعبة أبدا، آمنت بذلك بمجرد أن انتهيت من تدوين أول عمل ٱبداعي لي، تيقنت حينها أنه بالفعل نستطيع أن نحقق كل ما نتمنى حدوثه. استطعت بعد أعوام قليلة من الإمساك بروايتي وأنا أتصفحها وعيوني تلمع شوقا لاستقبال أخرى غيرها، أتصفحها وفي قلبي رغبة في التدوين دون توقف، أن أدون حتى أحس بأنه لم يعد في مفكرتي أفكارا تصبح حبرا على ورق.
أين الأمازيغية من الأعمال والمشاريع الأدبية القادمة؟
كثيرا ما طرح علي مثل هذا السؤال في ما مضى من استجوابات ، وكنت دائما ما أجيب بأن الأمازيغية تضل جزء مني وأنا جزء منها، وأعتز بانتمائي لجهة الجنوب الشرقي التي يعتبر أغلبية سكانها الساحقة أمازيغ يحبون أصولهم ويفتخرون بها كأنا. عن المشاريع المقبلة فمساري الأدبي بالكاد ابتدأ، وصدقا لي رغبة شديدة في الكتابة بلغتي الأم، وإذا بقيت رغبتي كذلك فإني بالتأكيد لن أتهاون عن كتابة عمل أمازيغي مستقبلا.
كلمة حرة لك؟
جد سعيدة بهذه الخطوة التي جعلت مني فخرا لعائلتي ولمن اعتز بي ووثق بأنني قادرة على أن أعطي في مجال الكتابة وأستطيع نحث اسمي فيه بجمالية عملي الذي كتبته بحب وٱحساس. رغبة مني كي أمثل قدوة لمن وجد في عالم الأدب نفسه وتيقن بأنه قادر على أن يصنع الأفضل فيه، وسعيدة أيضا بأن أورث حب التدوين في نفوس الشباب خصوصا الذين مازالوا في عمر الزهور ، فكنت دائما ما أقول بأن روايتي تظل بمثابة تحفيز بسيط لكل من لديه القدرة على الإبداع، فمجدا لأمة اتخذت من القراءة وطنا تسكنه ومجدا لعقول قرأت وما أرادت أن تكتفي. تحت شعار «المستقبل المزهر للقراء والكتاب».
حاورها: منتصر إثري
كيف أحصل على هذه الرواية أخي