السيول والفيضانات تعزل منطقة “تفنوت” والساكنة تستغيث

ed26d0a9-2625-4526-b685-335d94213c80

نالت منطقة تفنوت الواقعة بتخوم جبل توبقال، والتابعة إداريا لدائرة تالوين، عمالة وإقليم تارودانت، نصيب الأسد من الفيضانات والسيول التي ضربت عدد من المدن والأقاليم الجنوبية قبل أيام قليلة، وتسبب إرتفاع منسوب مياه واد تفنوت المنبع الرئيسي لواد سوس، في خسائر بشرية ومادية مهمة، إضافة إلى إتلاف العديد من المحاصيل الزراعية بعد أن غمرتها المياه بسبب غزارة الأمطار، كما تسببت في انهيار عدد من المنازل وفقدان الساكنة لمواشيها وأراضيها الزراعية.

وأكدت مصادر محلية “للعالم الأمازيغي” أن منطقة تفنوتلازلت إلى حدود كتابة هذه الأسطر منطقة معزولة عن العالم الخارجي بسبب انقطاع الطرق المؤدية إلى المنطقة،نهيك عن الخسائر المادية الهائلة التي تعرضت له المنطقة، وفي هذا السياق، أوضحالناشط والمخرج، عزيز أرشيد وهو من أبناء المنطقة،أن هول الفاجعة فاجأة ساكنة المنطقة بعد أن كانت الأمور عادية قبل مساء يومه الأربعاء الرابع من ماي، إلا أن ساعة من  هطول أمطار قوية ورعدية غيرت قدر الكثيرين بالمنطقة إلى الأسوأ، حيث ثم فقدان أرواح بشرية “أخص بالذكر سيدة مسنة كانت داخل سيارة خاصة بعدما وقف ركابها في جانب مصب صغير يصب في وادي تفنوت، في انتظار نقص مياه المصب للمرور و لكون السيدة امرأة مسنة بقيت جالسة داخل السيرة، فإذا بي المصب يرتفع منسوبه أكثر من المألوف و يجر السيارة داخل الوادي أمام ذهول باقي الركاب الذين نزلوا من السيارة دون استطاعتهم إنقاذها، ليتم انتشال جثتها بعد أربعة أيام من فقدانها أي صبيحة يوم 7 ماي الجاري بسد المختار السوس، فيما تم العثور على السيارة مدمرة بالكامل تحت قنطرة طرقية على وادي تفنوت و سجلت كذلك مقتل شاب في عقده الثالث بعدما جرفته المياه “. يورد أورشيد

وأضاف المتحدث في معرض حديثه، أن الخسائر المادية كبيرة أبرزها فقدان قطعان من المواشي إضافة إلى هدم العديد من المنازل السكنية و إتلاف الأراضي الزراعية و العديد من الأشجار المثمرة، أما على مستوى البنى التحتية فقد تم تسجيل انقطاع الطريق الإقليمية رقم 1737 الذي يربط منطقة تفنوت بمركز تارودانت مرورا بأوزيوا، و تدمير مقطع طرقي بدوار إرزي بسبب إنجراف الصخور و التربة و تدمير المحلات التجارية بالسوق الأسبوعي سوق السبت أسراك و سوق إثنينتفنوت، كما تم تسجيل إتلاف أرشيف الجماعة الترابية أسراك تفنوت التي تعتبر الجماعة الأم لساكنة المنطقة كونها أول جماعة ترابية بالمنطقة قبل إحداث جماعتين جديدتين و هما جماعة إكيدي و جماعة توبقال.

واستغرب أرشيد لغياب الإعلام العمومي من تغطية هذه “الفاجعة” كدعم نفسي للساكنة على الأقل، وربط المخرج السينمائي ما وقع لساكنة تفنوت بـ”التهميش الغير مفهوم الذي تتعرض له المنطقة من قبل السلطات و المسؤولين على الشأن العام بإقليم تارودانت، كون المنطقة منطقة جبلية سياحية  فلاحية تتوفر فيها كل سبل النجاح و الاستثمار الفلاحي و السياحي، بالأخص أن المنطقة تتواجد بها البحيرة الشهيرة إفني و المرتفع الجبلي الشهير كأكبر مرتفع في شمال افريقيا المعرف بتوبقال داعيا المسؤولين لإعادة النظر في سياسة تعاملهم مع المنطقة و ساكنتها”.

ووجه أرشيد نداءا إلى السلطات المحلية للتدخل العاجل و تحمل مسؤوليتها، لفك العزلة عن ساكنة المنطقة  لتجنيبها لكارثة إنسانية أكثر مما عليها الأن و العمل على المستوى القريب و المتوسط على تشييد قناطر على وادي تفنوت لتجنب تكرار مثل هذه الفاجعة مستقبلا.

منتصر إثري

 

 

شاهد أيضاً

ندوة دولية بأكادير حول أهمية التربة في التنمية المستدامة

افتتحت يوم الاثنين فاتح يوليوز بأكادير ندوة دولية حول موضوع “متجذرة في القدرة على الصمود: …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *