“الصحافة والثقافة : الوشائج الملهمة”، موضوع محور ندوة وطنية نظمت يوم 16 السبت ببني ملال، بمبادرة من الفيدرالية المغربية لناشري الصحف.
وشكلت هذه الندوة الوطنية، التي نظمت على هامش الجمع العام التأسيسي لفرع الفيدرالية المغربية لناشري الصحف في بني ملال خنيفرة، فرصة للتأكيد على أهمية الثقافة في عالم الإعلام، والعودة إلى نشأة الصحافة والتأكيد على ضرورة التكوين عند الصحفيين، في موازاة التغييرات التي يمر بها مجال الإعلام.
ودعا المتدخلون خلال هذه الندوة، التي نظمت غداة إحداث تاسع فرع جهوي للفدرالية على مستوى جهة بني ملال خنيفرة، إلى إرساء أسس صحافة ثقافية حقيقية على مستوى كل جهة، كحلقة وصل أساسية في عالم الإعلام، مشيدين بالجهود التي تبذلها الفيدرالية المغربية لناشري الصحف لتطوير منظور جديد حول مستقبل الصحافة المغربية.
وفي حديثه بهذه المناسبة، أشار الكاتب عبد الكريم جويطي إلى أن الثقافة هي العمود الفقري لكل مقاربة صحفية، وأصر على أهمية تكوين الصحفيين المتعطشين للثقافة، لأنها تتيح للمهنيين الصحفيين تصميم الأخبار وتشكيلها بشكل أفضل.
وأضاف الجويطي أن “الصحفي يستخدم الثقافة بكثرة”، مشيرا إلى أنه لا ينبغي فصل أحدهما عن الآخر (الثقافة والصحافة) وأن الروابط بينهما لم تعد بحاجة إلى إثبات.
وقال الجويطي إنه فخور بالحضور إلى جانب ثلة من المثقفين وممثلي الفيدرالية المغربية لناشري الصحف من جميع أنحاء المملكة لمناقشة نفس الوسائل الناجعة لترسيخ الثقافة في السلوك الصحفي والإعلامي.
من جهتها، أبرزت الصحافية وداد بنموسى أهمية الثقافة في المجال الإعلامي، مشيرة إلى أن الصحفي قبل كل شيء مثقف يغوص وسط فيض من المصادر الثقافية قبل تقديم عمله.
كما تطرقت بنموسى إلى أفكار متعلقة بهذه المسألة بعمق أكبر، مشيرة في هذا الصدد إلى أن ظهور الشبكات الاجتماعية ينذرنا بثورة تكنولوجية خامسة، ومن هنا تأتي أهمية تسليح أنفسنا بالثقافة للتعامل معها.
من جانبه، أشاد محمد برادة، عضو الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، بالجهود الجبارة التي تبذلها الفدرالية لتتمتع الصحافة المغربية بدورها النبيل، مشيرا إلى أن هذه الجهود تجري في ظل أوضاع صعبة.
وقال في هذا الصدد إنه “بفضل جهود الفيدرالية والجميع سنتمكن من رؤية نهاية النفق والتغلب على هذا الوضع في خدمة رؤية جديدة للصحافة المغربية”.
وقد تخلل هذه الندوة الوطنية العديد من المداخلات من قبل كتاب وصحفيين مشهورين في الساحة الوطنية، فضلا عن أربعين ناشرا، ورؤساء أقسام، ومسؤولين ومفكرين.
وكان ناشرو الصحف، الملتئمون أمس الجمعة بمناسبة انعقاد الجمع العام التأسيسي لفرع الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بجهة بني ملال خنيفرة ، دعوا إلى تشكيل لجنة للإشراف على انتخابات المجلس الوطني للصحافة الذي ستنتهي ولايته القانونية في متم شتنبر المقبل.
وجاء في البيان الختامي للجمع العام التأسيسي أن أعضاء الفيدرالية لن يكونوا معنيين بأي تمديد مزعوم أو تأجيل غير مبرر أو تعديل في أي قانون يتنافى مع الأساس الديموقراطي للتنظيم الذاتي المنصوص عليه في الفصل 28 من الدستور.