يعرف قطاع الصحة بإقليم زاكورة جنوب شرق المغرب، مشاكل كثيرة لا تحصى، والتي استفحلت مظاهرها خاصة في السنوات الأخيرة، نتيجة النقص الحاصل في الأطر الطبية، وكذا في المعدات والتجهيزات الضرورية والأدوية، إضافة إلى سوء المعاملة التي يتلقاها المرضى من قبل بعض المنتسبين لهذا القطاع، كما أن المؤسسات الإستشفائية الموجودة في الإقليم، تعاني من النقص الحاد في التجهيزات الأساسية، بالإضافة إلى غياب قسم للإنعاش، الأمر الذي يزيد من معاناة الساكنة، حيث يضطر المرضى للسفر إلى مدينة ورزازات مرغمين بتقبل هذه الظروف، وفي أحيان أخرى يضطرون لشد الرحال منهوكين القوى إلى مدينة مراكش أو المدن الكبرى كالدار البيضاء والرباط للبحث عن العلاج المفقود، لقد ضاقت ساكنة هذه الرقعة من المغرب العميق درعاً من تردي الوضع الصحي هناك، ولا من يحرك ساكنا لتحسينه في غياب للجهات الوصية.
وفي هذا الصدد قال السيد سالم العناية، فاعل جمعوي بزاكورة، ” أن الإقليم كان يعاني من ضعف في المجال الصحي، وازداد الأمر تفاقما حينما تم بناء المستشفى الإقليمي، الذي يعرف توافد عدد كبير من المرضى، الشيء الذي شكل ضغطا كبيرا عليه.
كما أوضح لعناية، أن المستشفى بني بدون قسم للإنعاش، وهذا خطأ كبير حسب المتحدث، معتبرا في نفس الوقت أن قسم الإنعاش هو القلب النابض لأي مستشفى، خاتما كلامه بأن هذه المؤسسة الاستشفائية شبه ميتة.
من جهته قال السيد لمين لبيض، مندوب الشبكة المغربية لحقوق الإنسان والرقابة على الثروة وحماية المال العام بزاكورة، “إن الوضع الصحي هناك كارتي جراء الغيابات المتوالية لأغلب الاختصاصات، وكذا غياب طبيب التخدير(البنج) مؤخرا وطبيب الجراحة الواحد بالإقليم الذي مرة يحضر ومرة أخرى يغيب، مما يجبر الحالات الاستعجالية للذهاب إلى أقاليم ورزازات ومراكش والراشيدية، بالإضافة إلى عدم توفر المستشفى الإقليمي على قاعة الإنعاش والتي تعتبر مربط الفرس خصوصا الحالات الخطيرة كضيق التنفس الناتج عن مرض كورونا، ولسعات العقارب الخطيرة، ونزيف النساء الحوامل، كما أكد لمين لبيض، بأن هناك لائحة كبيرة للمرضى تنتظر إجراء عمليات جراحية إلا أن غياب الأطر الطبية زاد من معاناة الساكنة، مشيرا في الوقت ذاته أن القوافل الطبية الجراحية كانت تحل جزاء من هذه المعضلة قبيل الحجر الصحي لمرضى كورونا، وبالرغم من هذه المعاناة لا يتوفر الإقليم سوى على طبيب جراح واحد والذي يعمل نصف الشهر أو أقل منه تم يغيب، ولا تجد الحالات المستعلة من يستقبلها إلا في حالة تواجده بالإقليم.
وأوضح نفس المتحدث، أن الحالة التي تعيشها المراكز الصحية والمستوصفات بكل ربوع الإقليم، والتي تفتقر للأطر الطبية، نادرا ما يوجد بها الطبيب، وعلى سبيل المثال الجماعات القروية كمحاميد الغزلان وجماعة كتاوة وجماعة تاكونيت التي ليس بها طبيب منذ 5 سنوات تقريبا، وناشد مندوب الشبكة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بإحداث مستشفى عسكري بإقليم زاكورة، للحد من معاناة الساكنة وجعل الإقليم ينعم بالصحة .
إسماعيل المالكي