الصحفية والشاعرة الكردية مريم تمر في حوار مع «العالم الأمازيغي»

الأمازيغ والكرد تجمعهم علاقة موغلة في التاريخ، وقيام دولة كردستان الكبرى حلم كل كردي

الأم الكردية ربت شعبا أبى أن يفنى رغم كل المحاولات لينقرض

في حوار حصري مع جريدة “العالم الأمازيغي”، قالت الصحفية والشاعرة الكردية مريم تمر أن ما يجمع الشعب الأمازيغي والكردي، هو العلاقة الموغلة في التاريخ، مضيفة أن القضية الأمازيغية قضية شعب يريد الحياة ويواجه الطغاة، شعب حي، ولإرادته لابد أن تنتصر على حد قولها، وحول موقفها من قيام الدولة الكردية، أشارت  الصحفية الكردية أن حلم كل كردي هو قيام دولة كردستان الكبرى، وزادت قائلة: «أتوق جداً أن أسمع نشيد «أي رقيب» في كل المدارس والأحمر والأخضر والأصفر فوق كل الأبنية». واعتبرت المتحدثة أن الفيدرالية التي أعلن عنها مؤخرا في شمال سوريا من طرف الكرد بأنها الحل الأمثل لسوريا المستقبل والتي لابد أن تجد فيها كل المكونات حقوقها.

نبدأ معك بالسؤال الكلاسيكي، من هي مريم تمر؟

إمراة كردية تستيقظ كل يوم بالثبات نفسه، مقررة أن تواجه الحرب رغم التعب، تستجير بالكلمة كثيراً لتفرغ كل خوفها، وحبها وجنونها وآمالها وآلامها، تصادقها حيناً وتعشقها أحيانا، يطال رأسها السماء لأنها كردية وأنها تمشي على تراب قامشلو وتتنفس هواءها.

حدثينا قليلا عن بدايتك الشعرية وكيف دخلت الى عالم الشعر؟

يبدو أنه ليس هناك بداية مع قصيدة وأنا لم أدخل عالمها بل هي كانت تقض مضجعي كثيراً، تقرصني من أذني لتنبهني أني مازلت بخير.أفرح كثيراً في الصباح لأنها جعلتني ساهرة كل الليل أدللها في الطفولة كنت أكتب كثيراً في دفاتر ما زلت أحتفظ بها، ليكبر الوله ويستمر إلى اليوم ليتوج بمجموعة مطبوعة وأخرى في طريقها للطبع. قليلاً ما خذلنا بعضنا، وكذا تستمر بي في التوهان وأنا أبحث عني معها.

ما الذي يستهويك للكتابة الشعرية؟ وأين تجدين نفسك أكثر، هل في الشعر أم في مهنة المتاعب؟

فتحت قلبي وأنا أتيقن أني أدرك القصيدة و أظننا على توافق، ولم أفكر في خيانتها مع أي جنس أدبي آخر رغم أني بدأت الكتابة بالقصة القصيرة. الآن ليس لي أي جنون آخر سوى نص يحمل كل ما أحكيه من مشاعر في داخلي ليظهر بقالب نص بكامل الأناقة والحب.

العمل الصحفي باغتني وأحببته، صار سوسة يقتل الشعر أحياناً، رغم أني أجدني في الشعر وأحاول أن أرد طغيان العمل عني وحماية ما تبقى في من مشاعر.

للأهل والمحيطين بالشاعر أو الكاتب دور كبير في حياته، ترى كيف كان دور عائلتك في حياتك الشعرية والصحفية؟

بالتأكيد لهم الدور، سلباً وايجاباً هناك من ضمني بقوة، وأيضاً هناك من حاول أن يردني عن عشقي الأمومة كذلك تأخذ من الشعر أيضاً، كثيراً ما تسرقني أمومتي من حضن الكلمات، وقد حالفني الحظ بشريك يساندني كغيمة تمطر في كل فصول العطش، له علي الكثير من الامتنان.

لحظة الكتابة عند مريم هل هي مقيدة بفعل ما؟ أم تدخل محرابها في لحظة من القدر؟

مازلت أستغربه، هذا الجنون الذي يقتحمني في خلوتي وانشغالي، في طريق العمل، البيت، قبل النوم و…. ، انها لحظات تكون سيدة نفسها وسيدتي كذلك، لاتسأل الدخول بل تأتي وتجبرني على ترك كل الأشياء والالتفات لها، وأنا أنتظرها بفارغ الحب لأشرع لها كل نوافذ القلب على مصراعيها، انها لحظات ارادة حرة، في لا لحظات لا إرادية .

كيف ترين واقع الكتابة والشعر الكردي اليوم؟

هناك أسماء أثبت نفسها بجدارة، وتميز في الإبداع الأدبي سواء باللغة العربية أو الكردية، إن السوية الابداعية للكاتب الكردي مرتبطة بواقعه المعاش وبما يواجهه من مصاعب في حياته، لتكون مسيرة أكثرهم نحت في الصخر. ما نتوخى أن نصل إليه في المستقبل المأمول واقعاً ينال فيه الكاتب حقه لنصل إلى الحد الأعلى من الرقي الأدبي عامة والشعري خصوصاَ.

من هو الشاعر او الكاتب الذي يشدك إلى الكتابة؟

الأصح هناك أسماء تشدني إلى القراءة، وتطربني الحقيقة وترضي ذائقتي الشعرية، شعراء شباب عرفتهم على مواقع التواصل الاجتماعي وأسماء كبيرة فتحت عيني عليها ، ماركيز –درويش – نزار – سليم بركات وسواهم، دهشة القراءة لاتنتهي مادمنا أحياء.

ما هي المواضيع التي تعالجينها في شعرك؟

الشعر طرح لكل حالات الوجع والقهر والحب والحرب ولا يعالجها، أقارب مشاعر الأنثى كثيراً في كل حالاتها، وكل ما يمر حولي من أحداث، الحرب في وطني وماتتركه كل يوم من ندبات لن تشفى، عشق قامشلو، وكل ألوان التي تدغدغ قلبك من حجر «مركون» في الشارع إلى القذائف التي توقع الضحايا كل يوم .

كيف تقيمين الشعر الكردي مقارنة بالشعر العالمي؟

طبعاً التقييم والمقارنة يعود إلى مختصين هذا أولاً، أما عن رأيي، الشعر الكردي حافظ على اللغة الكردية، اللغة التي كانت عوامل اندثارها كثيرة إلا أنها حية حتى الآن، بالتأكيد الشعر الكردي لا يقل جمالية عن أي شعر بلغة أخرى ولابد من العمل أكثر على الترجمة إلى لغات أخرى لأسماء تكتب باللغة الكردية.

كصحافية وشاعرة أنثى ما هي أهم المعوقات التي واجهتك في حياتك؟

الكثير، والتي كانت الدافع الأكبر للمضي قدماَ في العمل، مصاعب العمل الاعلامي هنا كثيرة في مؤسسات هي في طور النشوء واثبات الذات وبامكانيات بسيطة، والمجتمع الشرقي الاسلامي التي انتمي اليه، لابد أن تواجه المرأة بعض العقبات تحت لافتة «العيب والحرام» والتي تريد لجم القصيدة التي رفضت بكل قوتها هذه المحاولات البائسة.

هل تتابعين الاعمال الكردية وبمن تأثرت في حياتك الشعرية؟

أنا أكتب بالعربية وأطرب لسماع بعض الشعراء الكرد ولقصائد كثيرة أصبحت اغنيات يغنيها مغنون كرد، نعم أتابع وهناك أسماء جميل جداً أن نذكرهم كتبوا الكردية منذ عقود ومازالوا مثل الشعراء «فرهاد عجمو- غمكين رمو- دلدار اشتي».

كونك امرأة كردية، كم تحتل المرأة الكردية في أعمالك الادبية؟

لا أعلم ربما لم أستطيع ايفاء المرأة الكردية حقها، ولكني على يقين أني أحاول أن أكون نبضها، نبضها الغزير بالاباء والتضحية، هي موجودة في طيات الكثير من النصوص اذا لا أقصد سوى تلك الجدائل الكردية التي يغني لها الريح أغاني الجبال، التي تحتضن وقع أقدامهن الطاهرة .

كيف تنظرين لواقع المرأة الكردية اليوم؟

المرأة الكردية اليوم تزين السموات بكبريائها وهي تقاتل الظلام، هي الأم التي ربت شعبا أبى أن يفنى رغم كل المحاولات لينقرض، هي الشاعرة التي تكتب للحياة، الطبيبة و..و..هي التي تصارع الحياة في كل مجالاتها، وكذا الشرق والعادات والتقاليد لتصنع تاريخاً يليق بإبائها.

ما هو دور الرجل في حياة مريم؟

أكررها دائماً هو المحرك الأول للقصيدة، هوالقاتل والمحيي في الوقت ذاته، يتغلغل القصيدة بسيئاته وحسناته، قد يبنيها وقد يهدمها، هو الدافع، السند، الظهر، والاحتواء أشكر كل الرجال في حياتي بسيئاتهم وحسناتهم (أبي – زوجي – ابنائي- اخوتي). فقد كان لهم الأثر الأكبر في كل التفاصيل حتى وإن كانت في كثير من الأحيان بعكس ما رسمته من أحلام .

كيف تصفي صلتك بالكتابة، بالقراء وبالمثقفين الكورد؟

الكتابة هي الزفير والشهيق اللذان أعيش بهما وأعي قيمة للحياة بالكتابة، هي أفضل ما أفعله في حياتي أما القارئ فهو من تجتهد لأجله ويحملك مسؤلية أكبر في حياتك ودائماً تتمنى أن تقدم له الأفضل، وكل من يحمل هاجس الكتابة هو شريك في الحالة التي تخصك، وما يجمعني بالمثقفين الكرد هو ذاك الهاجس والحب الكبير بيني وبين أكثرهم والاحترام لمسيرة كل من سبقني وما أشعره أن قرابة أقوى من قرابة الدم تجمعنا هي قرابة هاجس الكتابة .

ما هو الفرق بين الشاعر أو الكاتب الملتزم بقضيته والشاعر الكوني المتلزم بقضايا الانسانية؟

باعتقادي الشاعر الملتزم بالقضايا الانسانية لن يتوانى عن الالتزام بقضية شعبه، الانسانية لا تتجزأ ونصرة الحق لا تتجزأ، وبالنهاية المصب واحد.

المرأة الكردية قطعت أشواط جد متقدمة في درب التحرر والمساواة ترى أين يكمن السر؟

المجتمع الكردي حر بطبيعته إلا أن تأثير الشريعة الاسلامية واضح فيه ولازال، والطبيعة لابد أن تكون هي الغالبة، والمرأة الكردية طموحة ومقاومة كذلك ولديها روح التميز.

ما رأيك في الاحزاب الكردية ؟

بغض النظرعن تنظيمها وقاعدتها الشعبية بين الشعب الكردي والخلافات التي تثيرها أيضاً، ما أتمناه ككردية هو أن تعمل هذه الأحزاب لوحدة الصف الكردي وتفضيل مصلحة الشعب الكردي على المصلحة الحزبية الضيقة.

وما هو موقفك من الفيدرالية الكردية المعلنة في سوريا؟

الحل الأمثل لسوريا المستقبل والتي لابد أن تجد فيها كل المكونات حقوقها، سوريا تكون لكل أبناءها.

كصحفية ومهتمة، أين وصلت الحرب الدائرة بين القوات الكردية وتنظيم «داعش» ؟

المقاتلون الكرد سواء يحاربون السواد في الموصل وكذلك في الرقة، انهم ابطال في وجه قوى الظلام ، انهم السلام في هذه الحرب الضالة وباذن الله منتصرون.

هل أنت مع قيام دولة كردستان الكبرى؟

نعم، حلم كل كردي بالتأكيد، أتوق جداً ان أسمع نشيد «أي رقيب» في كل المدارس والأحمر والأخضر والأصفر فوق كل الابنية ويؤلمني اخي الكردي في ايران كما في تركيا، هذا الدم الواحد تفرقه حدود كثيرة، حلم شعب أن تُزال.

ماذا تعرفين عن القضية الأمازيغية؟

(الامازيغ) الاسم الذي حفظته منذ الطفولة في درس تاريخ بمادة التاريخ، قضية شعب يريد الحياة ويواجه الطغاة، شعب حي، ولإرادته لابد أن تنتصر.

وما هو أوجه التشابه بين القضيتين؟

ما يجمع الشعب الامازيغي والكردي هو العلاقة الموغلة في التاريخ وهذا القوة في التسمك بلغتنا وحقتنا انها رغبة كل الشعوب المغتصبة، التوق إلى الحرية وهناك عامل مشترك لا ننساه الجميلة (مليكة مزان).

مساحة حرة للتعبير عن ما تودين قوله؟

أشكركم، ولي أن أرى أن الحرية قادمة وإرادة الشعوب في الحرية منتصرة والطغاة لابد راحلون.

حاورها: منتصر إثري

اقرأ أيضا

الكورد والأمازيغ.. الكفاح من أجل الهوية بين تشابه الواقع واختلاف أساليب النضال

الحدود السياسية التي رسمتها الدول الاستعمارية بعد بسط نفوذها على أرث الامبراطورية العثمانية وفرض هيمنتها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *