الصحفي عمر إسرى يشدد على أهمية القيم الأمازيغية ودورها في التصدي “للتطرف”

استحضر الصحفي والباحث عمر إسرى، أهمية القيم الأمازيغية ودورها في انقاد المغاربة من الوقوع في فخ الإرهاب والتطرف”.

وأشار إسرى خلال الندوة الوطنية التي نظمتها كل من جمعية “الأمل للتربية والتكوين” و”رابطة الإبداع والتنمية الاجتماعية”، السبت 15 يناير الجاري، بدار الشباب 20 غشت بمدينة الخميسات، بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة، تحت شعار :”إيض ن ناير… مناسبة لتعزيز الارتباط بالوطن والانتصار للتعدد في ظل الوحدة”،  إلى أن “أرض شمال إفريقيا استقبلت وتعايشت مع مختلف الثقافات والديانات من الرومان والفنيقين والإسلام فيما بعد، وثقافات أخرى دون مركب نقص وكان تأثير وتأثر بمختلف هذه الثقافات”. يورد المتحدث.

وأضاف الباحث إسرى ” غالبا ما نتحدث وندافع عن اللغة كلما تعلق الأمر بالأمازيغية، بالنسبة لي الأمازيغية منظومة ثقافية بأبعاد قيمية عميقة، فبدون ربطها بقيم التعايش والتسامح الذي عرف به أجدادنا عبر التاريخ، وكذا التضامن الذي يتجسد في “تيويزي”، والمساواة بين الرجل والمرأة والشعب الأمازيغي كما نعرف كان أميسيا عبر العصور، وكذا قيم التشبث بالأرض والوطن، والانفتاح على كل الثقافات والحضارات بدون مركب نقص، دون ربطها بهذه الأبعاد الأساسية سيبقى أي إدماج لغوي صرف إدماجا منقوصا”.

وزاد المتحدث في معرض مداخلته “حينما ندافع عن الأمازيغية يكون ذلك في إطار المساواة بينها وبين العربية كلغتين رسميتين، دون تهميش الدارجة التي صُنِعت فوق هذه الأرض المباركة، فهي والحسانية رافدين أساسيين، دون أن ننسى الإسلام المغربي المتماهي مع خصوصياتنا الثقافية والقيمية، والرافد اليهودي العبري، هي بشكل عام، منظومة متكاملة تعتبر الأمازيغية جوهرا لها”، مستطردا:” لكن لا يمكن أبدا التخلي أو تهميش أي مكون أو رافد من الروافد مهما كان الأمر، لأن هذه الفسيفساء إرث تاريخي وحضاري ورأسمال لا مادي في خدمة التنمية”.

وأشار إلى أن “الثقافة الأمازيغية، إسوة بجميع الثقافات، لديها علاقة وطيدة بالتنمية، حيث تبين فشل عدد من المشاريع التنموية التي أشرف عليها البنك الدولي بأمريكا الجنوبية وإفريقيا، بسبب عدم أخذ ثقافات وخصوصيات ولغات الشعوب الأصلية بعين الاعتبار، فتمت إضافة الثقافة والهوية كرافعتين أساسيتين للتنمية المستدامة”.

ودعا المتحدث إلى “الانتصار لمنظومة “تمغربيت” في شموليتها”، مضيفا “بدون أمازيغية تأخذ مكانها إلى جانب العربية وكل الروافد، فلا يمكن الحديث عن نهضة حقيقية وعن بناء مستقبل يتساوى فيه الجميع، ويحس فيه الجميع بالانتماء بنفس القوة، في ظل منطق “التنوع الذي يقوي الوحدة”، كما أن ترسيخ قيم التنوع و “تمغربيت” من شأنهما أن يصيرا بمثابة مناعة قوية ضد الأفكار الهدامة المستوردة، ونشر ثقافة الوطنية والمواطنة والتشبث بالأرض وقيمها”. يورد المتحدث.

وقال إسرى إن “أغلبية المغاربة المتورطين في “الإرهاب” بأوروبا هم أبناء شمال إفريقيا، ومن المغرب وهم مواطنون أمازيغ”، وأرجع ذلك إلى “مسألة القيم”. وأستطرد في معرض مداخلته قائلا :” غالبا ما نركز في مسألة إعادة الاعتبار للأمازيغية على اللغة وننسى القيم”.

وأضاف الصحفي إسرى “الأمازيغ شعب منفتح شعب متعايش”، و”عندما نتحدث عن القيم الأمازيغية فنحن نتحدث عن قيم التسامح والتعايش والانفتاح”، وأرجع إسرى سبب سقوط “الشباب الذين يرتمون في أحضان الإرهاب، إلى استيراد منظومات ثقافية مختلفة تماما عن ثقافتنا الأصيلة “.

وقال المتحدث “لو حافظنا على القيم الأمازيغية التي هي قيم التسامح والتعايش ودرسنا هاته القيم في المدرسة منذ نعومة الأظافر للشعب المغربي لمّا وقعنا في مشكل الإرهاب والتطرف “.

منتصر إثري

اقرأ أيضا

الإحصاء العام: استمرار التلاعب بالمعطيات حول الأمازيغية

أكد التجمع العالمي الأمازيغي، أن أرقام المندوبية تفتقر إلى الأسس العلمية، ولا تعكس الخريطة اللغوية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *