احتضنت الصويرة ندوة دولية حول “من وليلي إلى الصويرة، معطيات أثرية وتراثية جديدة بالمغرب” يوم الخميس 17 مارس الجاري، تكريما للراحل عبد الفتاح إشخاخ، الباحث البارز والمحافظ السابق للآثار والمواقع التاريخية بمدينة الرياح، من سنة 2001 حتى وفاته سنة 2020.
وتنظم هذه التظاهرة العلمية، على مدى يومين، بمبادرة من المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، ومديرية التراث الثقافي بالوزارة الوصية، وتجمع زملاء وأصدقاء الراحل وثلة من الباحثين والخبراء في علم الآثار لتقديم شهاداتهم، عرفانا بعطاء وانخراط وبالجهود التي بذلها الراحل (1969- 2020) من أجل النهوض بالبحث الأثري والتراث الوطني.
ويسعى هذا اللقاء، بذلك، إلى أن يشكل تكريما متميزا لعالم الآثار الشغوف والمحافظ النشط في تدبير التراث وحمايته وترميمه.
واستعرض المتدخلون، خلال الجلسة الافتتاحية للقاء، التي شارك فيها مدير المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، عبد الواحد بن نصر، ورئيس المجلس الإقليمي للصويرة، وممثلو السلطة الإقليمية، والمجلس الجماعي، ومسؤولون جهويون وإقليميون لقطاع الثقافة، المسيرة المهنية للراحل عبد الفتاح إشخاخ خدمة للآثار والتراث المغربي، وأعماله وإسهاماته التي تعكس تفانيه في البحث والتعاون وتكوين طلبة المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، وطلبة الجامعات، وتدبير وتثمين التراث الأركيولوجي والتاريخي.
وتميزت هذه الجلسة بإعلان نائب رئيس المجلس الجماعي للصويرة، محمد أوسوس، عن قرار هذه الهيئة المنتخبة إطلاق اسم الراحل عبد الفتاح إشخاخ على إحدى الساحات العمومية، أو على أحد شوارع مدينة الرياح، بينما كشف مدير المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث أن المعهد قرر أيض ا، تسمية أحد أفواجه، وإحدى قاعاته باسم الراحل.
من جانبها، أشادت المديرة الإقليمية للثقافة، زهور أمهاوش، وهي أيضا أرملة الراحل، بتنظيم هذه التظاهرة، التي تحتفي، في الوقت ذاته، بغنى وتنوع التراث المغربي وبالعمل والجهد الذي بذله الراحل عبد الفتاح إشخاخ لفائدة تثمين هذا الإرث الثقافي.
وأوضحت أن اختيار مدينة الصويرة للاحتفاء بمساهمة باحث ملتزم ليس وليد الصدفة، بالنظر إلى المكانة المتميزة التي تتمتع بها هذه المدينة، على خريطة التراث الوطني والعالمي.
وخلصت أمهاوش إلى القول إن “الطريق من مراكش، مسقط رأس الراحل، إلى وليلي ثم إلى موغادور، كان قصير ا جد ا بالنسبة لعبد الفتاح إشخاخ “.
وشغل عبد الفتاح إشخاخ، خريج المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالرباط، سنة 1992، منصب محافظ مساعد بموقع وليلي الأثري (1993-2000)، ومحافظا للآثار والمواقع بموغادور- الصويرة من عام 2001 إلى أن وافته المنية.
وتتوزع أشغال هذه الندوة، الموجهة لتكريم الراحل عبد الفتاح إشخاخ، على أربع جلسات يقدم خلالها خبراء وباحثون (علماء آثار، ومؤرخون، ومعماريون، وأساتذة، ومحافظون) المواضيع التي كان الراحل قد اشتغل عليها مع فرق وطنية أو دولية، والاكتشافات الجديدة.
وخصصت الجلسة الأولى من الندوة لـ “تاريخ وآثار المغرب، من عصور ما قبل التاريخ إلى العصور القديمة” ، والثانية لـ “الأبحاث التاريخية والأثرية الجديدة في وليلي”، والثالثة لـ “العمارة وعلم الآثار في العصور الوسطى والحديثة والمعاصرة بالمغرب”، بينما تتمحور الرابعة حول “تدبير، وحماية، واستثمار التراث الثقافي المغربي”.