طعن الطيب أمكرود في نتيجة جائزة الثقافة الأمازيغية صنف الإبداع الأدبي المكتوب بحرف تيفيناغ- الشعر برسم سنة 2018 وذلك بعد إقصائه من الجائزة الوطنية للثقافة الأمازيغية صنف الشعر.
وطالب أمكرود، في رسالة موجهة إلى احمد بوكوس عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، بفتح “التحقيق بشأن قرار اللجنة التي نظرت في الأعمال المترشحة وتكليف لجنة مستقلة من المختصين في الشعر الأمازيغي للنظر فيها من جديد طبقا لقواعد علمية صارمة تستبعد كل ما خالف ذلك”، آملا أن يلقى ردا شافيا على تظلمه والإتيان بما يبرر حرمان ديوانه الشعري tamgra n yibaDan (حصاد الأباطيل) من جائزة الثقافة الأمازيغية عن سنة 2018 الخاصة بالشعر.
وأثر الشاعر الأمازيغي، الطيب امكرود، في رسالته “انتباه ،احمد بوكوس، إلى كون العمل المترشح به، أي ديوان tamgra n yibaDan (حصاد الأباطيل)، فضلا عن كونه سادس أعماليه، يفوق حجما ونصوصا وتيمات ومقومات العمل الذي تم تتويجه؛ كما أنه يستجيب لكل الشروط المطلوبة في المصنفات التي تترشح لنيلها”.
وشكك امكرود في “كون قرار اللجنة التي نظرت في الأعمال الشعرية المترشحة يبدو أنه لم يستند على أي أساس، وهو ما يمكنكم التأكد منه عبر إحالة عملي الشعري tamgra n yibaDan المترشح به والعمل الذي تم تتويجه على أي لجنة مستقلة ترتضونها للنظر فيهما من جديد وتقييمهما علميا بناء على شبكة دقيقة تتضمن معايير محددة تؤطر صناعة الشعر الأمازيغي”؛
ونفى أن يكون الغرض من الجائزة هو تشجيع الإبداع حيث قال “إن ما أسفرت عنه نتائج عمل اللجنة المكلفة بالنظر في الأعمال الشعرية المرشحة لجائزة الثقافة الأمازيغية برسم 2018 لا يبدو أنه يتطلع لتشجيع الإبداع بل لتثبيطه، وإلا لاستحضر أثناء النظر في الأعمال المترشحة القيمة العلمية والأدبية الحقيقية للعمل”؛
وحث على أن “التتويج المستحق يستوجب إعمال تكافؤ الفرص والنزاهة والحياد والشفافية، تطلعا لاكتساب اللجان المكلفة بالنظر في الأعمال للمصداقية”؛
واشار الطيب امكرود إلى أن “الديوان المتوج من قبل اللجنة المكلفة بالأعمال الشعرية هو الإصدار الوحيد واليتيم لمن تم تتويجه من قبلكم، ولا يضم إلا 12 نصا، ولا يقع إلا في أقل من 60 صفحة من الحجم الصغير موزعة بين الحرفين اللاتيني وتيفيناغ، فضلا عن القيمة الأدبية لنصوصه، في حين أن ديوان tamgra n yibaDan (حصاد الأباطيل)، المكون من 129 صفحة من الحجم المتوسط موزعة بين الحرفين اللاتيني وتيفيناغ، يتألف من اثنين وثلاين (32) نصا شعريا تنتسب صوتا وإيقاعا لثلاثة تيارات شعرية هي القصيدة الموزونة وقصيدة التفعيلة وقصيدة النثر، ووظفت فيها ليس فقط أوزان مناطق جنوب المغرب الناطقة بتشلحيت، بل أوزان استدعيتها من بقاع أمازيغية مختلفة داخل المغرب وخارجه، وهو وجه من أوجه المعيرة، الشخصية جدا، المأمول بلوغها على مستوى الشعر، استدعى إبداعها دلالة وتركيبا مختلف مقومات النص الشعري القوي دلاليا وتركيبيا، مع بذل مجهود على مستوى اللغة، وطرق مختلف أغراض الشعر الأمازيغي، متماهيا مع ما يعتمل داخل النفس والأرض والمحيط بكل امتداداته”
وذكر ان ديوانه الشعري المترشح به تؤثث صفحاته العناوين الاثني والثلاثون التالية:
amnay n ughanim, tinml inu, ighud, uRcalim, ayt ugwbal, ulawn krmnin, yuf, adrar n laZ, alili, darngh, ifssi, ijiwjiwn, imzzan f wakuc, ismummuyn, takuRayt tanakrurt, tirgin, tammnt n yimi, wakwak, agadaz n tguriwin, aflla n wawal, gar amud, igigiln n rribab, imanarn, aghbalu n tudrt, nkki, tanglust, aqqayn, ikucamn, anaruz ighrin, uddigh, tiwargiwin, izrfan n imZlaD
وأشار أمكرود أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي، تخصص اللغة الأمازيغية، إلى أنه قد وافى مؤسسة المعهد بملف ترشحه وضمنه كل الوثائق والمستندات المضمنة في الإعلان المتعلق بجائزة الثقافة الأمازيغية، مؤكدا أنه أرفق رسالة تظلمه بمكونات الملف المذكور مضافة إليها نسخ من إصداراته السابقة للإصدار المترشح به، والتي تضم مجتمعة أزيد من مئتي نص شعري، مع الإشارة إلى إصداره السابع الموجود تحت الطبع.
كما أشار إلى أن أحد أعماله الشعرية، أي ديوان”inagan”، قد نشر من قبل مؤسسة المعهد الملكي سنة 2010، “مما يعنيه ذلك من إقرار منكم بقيمته الإبداعية، إذ أن نشر أي عمل أدبي يقتضي التصديق عليه من قبل لجنة علمية مختصة وهو ما تم بالضبط من قبل المختصين بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بشأن ديواني المذكور قبل التأشير عليه للنشر” يقول أمكرود.
وأكد أن “ثلاثة من دواوينه، وهي دواوين agwrram (2014) و takwZin (2017) وimkkasan n yiwnnan الموجود تحت الطبع برسم سنة 2019، قبلت للنشر من قبل رابطة tirra للكتاب بالأمازيغية بأكادير بشراكة مع وزارة الثقافة، مع ما يقتضيه ذلك من دراسة للعمل الأدبي وتقييم له من قبل مختصين منتسبين للهيئة الناشرة قبل إبداء الرأي بشأن القيمة الأدبية والابداعية للعمل المترشح للنشر بدعم من وزارة الثقافة، ونشره بعد ذلك، فضلا عن كون الهيئة المذكورة غنية عن التعريف، ومشهود لها ولأعضائها بمكانتهم العلمية والأدبية الرفيعة”.
ونبه امكرود عميد المعهد الملكي إلى أنه سبق له أن ترشح لنيل جائزة الثقافة الأمازيغية برسم سنة 2017، بديوانه الشعري takwZin دون أن يحظى كذلك بالتتويج “لأسباب يبدو أن لا صلة لها بالقيمة الإبداعية للعمل المترشح به” وأضاف أن “ترشحه نابع من كون هذا حق من حقوق الاستفادة من الجائزة بصفتي شاعرا وبوصف المعهد مؤسسة عمومية تمول من قبل الدولة”.
وووضح أمكرود ” إنني أكتب الشعر واعيا بأدق تفاصيل كتابته صوتا ودلالة وتركيبا، متطلعا من خلال كتباتي إلى الوصول بالشعر الأمازيغي إلى مكانة الشعر الكامل صوتا ودلالة، وهو ما جعلني على مستوى مقومات الصوت أي الوزن والإيقاع أكتب نصوصا تنتمي لأصناف الشعر الثلاث أي القصيدة الموزونة وقصيدة التفعيلة وقصيدة النثر، وأجنح على مستوى الدلالة لإعمال كل مقومات القصيدة الحديثة من صورة وانزياح واقتباس وتناص وأسطورة…، وأستدعي مقومات اللغة والتركيب ذات السمة الشعرية في بناء النص الشعري”؛
وأبرز أن “مهمة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، بناء على مقتضيات المادة الثالثة من الظهير الشريف، الصادر بتاريخ 29 رجب الخير 1422ه، الموافق ل 17 أكتوبر 2001م، المحدث والمنظم له، تتمثل في النهوض بالإبداع الفني في الثقافة الأمازيغية قصد الإسهام في تجديد وإشعاع التراث المغربي وخصائصه الحضارية”؛
وأشار إلى أن “المعهد الملكي يمنح سنويا الجائزة الوطنية للثقافة الأمازيغية للأعمال والإبداعات والمنجزات المتميزة في المجالات المتعلقة بالأمازيغية، وتمنح للأشخاص أو المجموعات غير المنتمين للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية (المادة الثانية من النظام الخاص بالجائزة)؛ وبأن فحص الأعمال المترشح بها وقراءة المصنفات، والمداولة والتحكيم بشأنها، مهام يعهد بها إلى اللجن الفرعية لتحديد الأعمال المتميِّزة وذات الجودة العالية”؛
موضحا أن “كل لجنة يتعين أن تعتمد سلّما لتقييم الأعمال المترشح بها حسب المقاييس المناسبة لخصوصيات كل صنف. ويتم توضيح المعايير التي يتم اعتمادها في محضر أشغال لجنة كل صنف من أصناف الجائزة. حسب المادة الخامسة من النظام الخاص بالجائزة؛
وشدد على أن “الجائزة الوطنية للإبداع الأدبي الأمازيغى تمنح لمكافأة الكتاب الأدبي الأمازيغي المكتوب بحرف تيفناغ– ايركام بالأولوية. وتُرشّح لها مؤلفاتُ المبدعين المغاربة المنشورة في مجال الإبداع الأدبي الأمازيغي، من (أ) شعر، (ب) أدب الشباب، (ج) نص مسرحي، (د) أدب الطفل. وتخصص جائزة واحدة لكل صنف من هذه الأصناف الأربعة. (المادة الحادية عشرة من النظام الخاص بالجائزة)”؛
وقال امكرود أنه “بناء على الإعلان المنشور على البوابة الإلكترونية للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، بعثت إليكم يوم 22 أبريل 2019 عبر البريد المضمون المرفق بالإشعار بالاستلام رقم LD639808792MA بملف ترشيحي لنيل جائزة الثقافة الأمازيغية برسم سنة 2018، صنف الجائزة الوطنية للإبداع الأدبي الأمازيغي المكتوب بحرف تيفيناغ-ايركام (الشعر)؛ مترشحا لنيل هذه الجائزة بديواني الشعري tamgra n yibaDan أي حصاد الأباطيل الصادر سنة 2018؛ ومرفقا طلبي بالوثائق المكونة لملف الترشيح المطلوبة أي خمسة نظائر من العمل المترشح به والصادر سنة 2018 عن مطبعة المدينة بكلميم والحامل لرقم الإيداع القانوني 2018MO1725، واستمارة ترشحي، ونبذة عن سيرتي الذاتية والعلمية، وصورة لبطاقة تعريفي الوطنية مصادق على مطابقتها للأصل، وشهادة تزكية من السيدة مديرة مدرسة المسيرة الخضراء ببوجدور بصفتها إذ ذاك رئيستي المباشرة في العمل، وتصريحا بالشرف مصادقا على توقيعي عليه أشهد من خلاله بكون العمل المترشح به لم يسبق أن نال أية جائزة، واستلمتم الطرد كما يثبت ذلك وصل الاستلام عدد LD639808792MA المؤشر عليه من قبل مكتب الضبط بالمعهد يوم 25 أبريل 2019″.
وتأسف على عدم ادراج إسمه ضمن لائحة الفائزين بالجائزة “يوم الخميس 25 يوليوز 2019 أعلنتم من خلال بلاغ حول اجتماع لجنة جائزة الثقافة الأمازيغية المنشور على بوابة المعهد عن أسماء الفائزين بمختلف أصناف جائزة الثقافة الأمازيغية عن سنة 2018، والتي لم تتضمن اسمي بصفتي مترشحا لنيل جائزة الإبداع الأدبي المكتوب بحرف تيفيناغ صنف الشعر”؛ مضيفا “وافيتكم بتظلم في الموضوع في نفس الفترة لم تتوصلوا به بناء على كون مؤسستكم كانت في عطلة خلال شهر يوليوز وهو ما تثبته ملاحظة مصالح البريد بالرباط على ظهر البعيثة، فانتظرت انتهاء عطلتكم ووافيتكم بنفس المراسلة مع جميع مرفقاتها يوم 02/09/2019، طبقا للإرسالية رقم ID687365737MA متوصل بها من قبلكم وفقا للإشعار بالاستلام عدد ID687365737MA يوم الاثنين 09 شتنبر2019 ، وهي المراسلة التي لم أتلق بشأنها منكم أي رد رغم انصرام شهر ونصف على اطلاعكم على فحواها”.