محمد الغيداني – إعلامي باحث: «العالم الأمازيغي» صوت الأمازيغية
في البداية لا يسعنا كأمازيغ ومهتمين بالشأن الإعلامي، إلا أن نثمن المجهودات المبذولة للحفاظ على استمرارية صدور جريدة «العالم الأمازيغي»، هذا المنبر الإعلامي، الذي يعتبر صوت الأمازيغية الحر، المنبر البعيد عن قيود الرقابة التي تحد من حريته وتفرض عليه رقابة مباشرة وغير مباشرة، ففي مثل هذا التاريخ من شهر ماي من سنة 2001، كان ميلاد «العالم الأمازيغي»، جريدة تديرها بكل اقتدار المناضلة أمينة بن الشيخ، فالمختصون والمهتمون بالشأن الإعلامي يعرفون أن تاريخ الصحافة في المغرب، شهد ظهور العديد من المنابر الإعلامية الأمازيغية المكتوبة من جرائد ومجلات أصدرتها جمعيات وشخصيات، وظهرت ملاحق ثقافية في بعض الجرائد الوطنية اهتمت بالشأن الأمازيغي، كل هذه المبادرات توقفت عن الصدور، وتعود أسباب عدم استمرار أغلب هذه المنابر الاعلامية الأمازيغية المكتوبة الجمعوية والفردية، أساسا إلى العامل المادي، وإلى غياب الدعم العمومي والخاص، إضافة الى مشاكل تتعلق بالتوزيع والتسويق.
وفي المقابل ترجع أسباب نجاح واستمرار صدور «العالم الأمازيغي»، إلى مهنيتها ورغبة المشرفين عليها في تجويد المنتوج شكلا ومضمونا، والإهتمام بالقضايا الثقافية واللغوية ذات الأبعاد الاستراتيجية والأكاديمية، بعيدا عن المقالات الإخبارية الاستهلاكية التي أصبح مكانها الطبيعي اليوم هو الأنترنت وليس الورق، وأيضا إلى صدور الجريدة بشكل أنيق واهتمامها بالقارِئ الأمازيغي أينما وجد في الريف والأطلس المتوسط وسوس.
وهكذا فاستمرار صدور جريدة «العالم الأمازيغي»، يمنحها صفة أقدم جريدة أمازيغية، ويجعلها أرشيفا مهما يؤرخ للعديد من الأحداث التي مرت بها الحركة الثقافية الأمازيغية. كما يجب أن لا نغفل الدور التكويني لجريدة «العالم الأمازيغي»، التي أصبحت مدرسة ساهمت في تكوين وتلقين مبادئ الممارسة الصحافية لعدد من الأسماء أصبحت نجوما في سماء الإعلام السمعي البصري الأمازيغي، ومن هذه الأسماء نذكر على سبيل المثال لا الحصر، الزملاء إبراهيم باوش وسعيد باجي وعبد النبي إدسالم وآخرون، هذه النجوم وأخرى تتحمل حاليا عبئ استمرار مسار وصيرورة الإعلام المسموع والمرئي الوطني، وذلك بإشرافها على إنتاج وتقديم برامج متميزة في المجال.
وختاما، ننتهز مناسبة احتفال جريدة «العالم الأمازيغي» بذكرى تأسيسها، لنتمنى لها دوام التألق والعطاء، حتى تبقى كما كانت، الدعامة القوية لترسيخ التنوع الثقافي واللغوي ببلادنا، فوجود الاعلام الأمازيغي وضمنه جريدة «العالم الأمازيغي» من شأنه أن يساهم في النهوض بالبعد الأمازيغي في هويتنا الثقافية الوطنية، التي تتسم بالتعدد والتنوع في إطار الوحدة.
وجود الإعلام الأمازيغي مسألة لا تقبل الجدل؛ باعتبار الإعلام يساهم في تأطير المواطنين وتوعيتهم بحقوقهم وواجباتهم، من خلال وظائف الإخبار والتّثقيف والتّرفيه، باللغة التي يتقنها المشاهد أو القارئ أو المستمع.