”العالم الأمازيغي” صيوان ذاكرة النضال الأمازيغي ورجالاته العظام

الحسين بوالزيت – صحافي وباحث في التاريخ

هذه الجريدة. أعيد، هذه الجريدة كالكشكول. تم بين أعمدتها منذ صدورها الأول كيف هي الأمازيغية. كيف هو النضال الأمازيغي السلمي المشروع. تم فيها معرفة ما يروج من أباطيل وأطاريح مهلهلة حول اللغة والثقافة الأمازيغيتين.

جريدة خاطبت الجميع، حاورت الأدباء والمفكرين، السياسيين والمؤرخين، فتحت مساحات ممكنة لنقاشات صعبة، معقدة ومركبة، ولكن هادئة ومفيدة. نشرت مقالات دعت إليها الضرورة طوال سنوات وما زالت تنشر بعزيمة وشجاعة.

استماتة في العطاء وأقسمت على الاستمرار، وما زالت تتدفق منها الحياة تدفق الماء بين جلاميد الجبال متسللا بهدوء في جداول البسيط ليسقي بساتين أزهار النضال لتنمو وترفع الألوان الأمازيغية الزاهية، أزرق، فأخضرـ، وأصفر، وأحمر يشدهم إلى المستقبل.

تلك هي الراية الجميلة والشعار الخالد.

تصدر، وما زالت تنشر. إنها صيوان الأمازيغية…

إنها صيوان النضال الأمازيغي، تاغنسا…

إنها صيوان ذاكرة النضال الأمازيغي ورجالاته العظام

إنها جريدة العالم الأمازيغي…

جريدة، سجلت بكل شجاعة، ونشرت أفكار، ومارست حق الرد الممكن، وألهمت الكثيرين.

مرآة هي، مرآة شعب تكسرت مراياه، وأصبح بدون…. فوق أرضه….

تنشر من أجل الحق والدفاع عنه، تنشر من أجل أن تقول: الأمازيغية، نعم، الأمازيغية لم تعد كما كانت إذ ذاك؟؟ تطرح السؤال وتجتهد في الإجابة.

تكتب وتنشر من أجل أن يعرف القارئ أن الأمازيغية تحتضر أمام شعرائها، أمام الروايس، أمام لوطار، ولوطرا، ايكَدمان، والبانجو، وأمام كل الآلات الموسيقية التي تنشد اللحن الجميل.

وهذا ما جعلني أجلُّ هذه الجريدةـ. وأحاول على قدر المتواضع في الكتابة أن أقول شيئا جميلا في حقها، خاصة في زمننا، هذا الذي قل فيه من يشيد ويجل ما يقدمه الآخرين. ربما لا أرى هذه التجربة كما يراها الآخرين، إني أراها صمام أمان للصحافة الأمازيغية والمغرب المتعدد والمنفتح في محيط وعالم يجتاحه تسونامي المعلومة، الكاسحة.

جريدة لا تسترضع دروسا في الوطنية من أحد، فهي من أبناء شهداء المقاومة وجيش التحرير ممن صنعوا بطولات تاريخ هذا الوطن. التاريخ، رجال ونساء من سوس والريف ممن عرف أجدادهم وأباءهم بالإقدام والشجاعة في الذود عن الوطن ورموزه، وهم ممن خدموا، الصالح والمصلح أينما وجد، ولا يبغون في ذلن مقابلا ماديا ولو كانت بهم خصاصة. ودافعوا على وحدة الوطن واِستقراره ولا مزايدات في ذلك، ولا مجال لنعتهم بالخونة، وأبناء ليوطي لأنهم أبناء الأحرار من هذا الوطن، إنهم بكل بساطة شريحة مجتمعية تبغي انسجام الأرض مع الإنسان، انسجام يعكس التاريخ وجغرافية البلد، وخدمة الشعب والنهوض بتنمية كل جهات المغرب.

إنها جريدة، وصوت المغرب العميق وكشكوله الجميل.

شاهد أيضاً

محمد المعين: مسار مأسسة الأمازيغية لم يكن مجرد خطوات معزولة

في كلمة بمناسبة مشاركته في الندوة المنظمة على هامش مهرجان تيفاوين لمقاربة موضوع “ورش تفعيل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *