أحمد زاهد – رئيس تحرير سابق لجريدة “العالم الأمازيغي”: «العالم الأمازيغي» قصة حب قديمة
كنا نلتقي بشقة بزنقة دكار، نتعانق أكثر في مطابع أمبريال، خرجتنا الأولى مضى عليها عشرون عاما، لازلت أتذكر، كان يوم الخميس، شهر ماي، في يومه الأخير من عام 2951 تحدثنا فيه عن دافيد هارت الذي فارقنا في صمت، عن فاتح ماي الذي كنا نخرج فيه للاحتجاج بشوارع الرباط تضامنا مع معتقلي تيليلي.
في المرة الثانية ذهبنا لبوزنيقة جهة البحر، كنا نشعر أننا محاصرين، المنع يمتد إلى أصدقائنا في صفرو والدار البيضاء…، في المرة الثالثة لم نتمكن من اللقاء، كتبت إلي إن البربر يحاصرون إيمازيغن، تحدثنا طويلا عن المنع الذي طال لقاء بوزنيقة الثاني في يونيو 2001، أتذكر أنه في لقائنا الرابع كان هاجسنا هو سؤال لماذا ترفض الحكومة المغربية فتح حوار وطني حول الأمازيغية، إنه سؤال لا يزال معلقا وقد مر عليه عشرون عاما.
بالصدفة في جلستنا الخامسة اكتشفنا أن السيد الوزير الأول آنذاك اليساري عبد الرحمان اليوسفي كان جمهوري.
15 شتنبر 2001 كانت إحدى أجمل لقاءاتنا، شعرنا بافتخار فملك البلاد قد أنصفنا، روح الرقعة الوطنية اتسعت، راسلنا أصدقاؤنا من الجزائر يقولون «لا يمكن إلا أن نسعد بقرارات ملككم الشجاعة، إنها صفعة للبعثيين بالجزائر الذين لا يزالون ينكرون الحقوق الأساسية للأمازيغ..».
أصبحنا أنا وحبيبتي جريدة «العالم الأمازيغي» واثقين من حبنا، قادرين أن نعلن للعالم عن علاقتنا، لم نعد نخشى أحد أو أي شيء، فضحنا اسبانيا التي استعملت الغازات السامة في 2002، شرحنا للعالم من هم إشلحاي-ن-سربيس بالمغرب، ديكتاتورية الجنرالات بالجزائر، أعلنا مذكرة بحث عن المهدي بن بركة الذي اغتال عباس لمساعدي، سافرنا معا لهولندا في نونبر 2001، التقينا سعيد الخطابي، حدثنا عن إعجابه بالملك محمد السادس…
لم نعد نلتقي في زنقة دكار، أو نتعانق في أمبريال غير أنها دائما تلوح لي بألوانها الجميلة، وتهمس لي من وراء الأكشاك إنها مازالت وفية للأغلبية المهمشة، أخبرها أني لازلت أحتفظ بعناوينها القوية، وذكريات لا تنسى.