العروبة عائق أمام تقدم “المروك”

ذ. العربي مكافح

هذا ليس تحاملا ولا شوفينية بل حقيقة واقعية لا يستطيع إنكارها أحد والعروبة هي الشوفينية التي من كترة تجليها لا يراها أحد.

المروك (المغرب) بلد لديه كل مقومات الإقلاع الإقتصادي والتحول إلى دولة متقدمة قوية لها هيبة أكثر مما هي عليه الآن. لكن ذلك يتطلب من المخزن شجاعة تاريخية لممارسة النقد الذاتي اتجاه بعض الخيارات الاستراتيجية التي لم تعد صالحة لهذه المرحلة.

على رأس هذه الخيارات الاستراتيجية التي لم تكن يوما نافعة كما هي عليها الآن . أقصد هنا الإرتباط بالشرق العربي. هذا الإرتباط الذي كلف المغرب إلى الآن الكثير. المغرب بارتباطه بالشرق العربي و(الجامعة العربية) رهن نفسه بأن يظل متخلفا. لا يمكن أن يتقدم المروك وهم ضمن مجموعة من أشباه الدول. كل دولة لها مشكل مع الدولة الجارة. كل نظام سياسي يبحث عن أخبث السبل للقضاء على نظام الدولة المجاورة.

دول الشرق العربي لا يمكن أن تصبح يوما دولا. هي مجرد خطأ تاريخي للإستعمار الغربي. البنية السوسيوثقافية لهذه الدول لا تسمح لها بالنمو والازدهار إلا في ظل حكم الأجنبي. عكس المروك(المغرب) الذي يعتبر دولة مستقلة عبر التاريخ وقائمة بذاتها.
المروك عليهم بالعودة إلى محيطهم الحقيقي والتاريخي. وخاصة الشمال افريقي والإيبيري والمتوسطي. وعلى دول شمال افريقيا أن تفهم جيدا أن الديماغوجيا والأيديولوجيا القومية للدول لابد لها من اعلام قوي.

لا يمكن بناء وعي قومي موري(مغربي) ونحن نشاهد مواهب أمازيغية مورية في برامج مشرقية عربية ويتم تتويجها بجوائز شريطة أن يقولوا نحن عرب ويتنازلوا بوعي او بغير وعي عن هويتهم القومية لصالح قومية مشرقية عروبية. إذن على القوى الحية في هذه البلاد، ومن داخل المخزن أيضا باعتباره نظام موري خالص يعود إلى قرون خلت أن يعلم أن الثابت الذي لا يزول هو جبال الأطلس الشامخة وليس رمال نجد المتحركة. البرغماتية السياسية تقتضي من المروك(المغرب)العودة إلى الذات أمام هذه السكتة القلبية التي وصلنا إليها من جديد. لأنه من المعلوم أن الدول بكل أنواعها لابد لها من سبب للاستمرارية والازدهار سواء كانت ديكتاتورية أو ديمقراطية.

وهذا السبب يجب أن يكون مصدر فخر لكل مواطن. وفخر المغاربة هو انتماؤهم للحضارة المورية بكل أشكالها من الكسكس والقفطان إلى القلاع والأسوار العالية.

لم يعد من مبرر لاستمرار هذا الشذوذ الهوياتي كما سماه الأستاذ بودهان (الذي نكن له كل التقدير والاحترام).

يجب أن يتحمل الكل مسؤوليته فالدول تحتاج إلى بنية أيديولجية ذات مصداقية علمية. الأجيال القادمة لن تقبل قراءة تاريخ الامم البعيدة والجهل بتاريخ بلدها الأصلي.

نحن في عصر المعلومة حيث أصبح الكذب صعبا وله عواقب وخيمة. فالمعادلة سهلة جدا ولكن تحتاج إلى شجاعة كبيرة. فعوض أن نحول المروك(المغاربة) إلى عرب قسرا ونتلف حضارة كبيرة اسمها الحضارة المورية يكفي أن نقول للناس ما هم يعلمونه جيدا، انهم مروك أبناء هذه الأرض. الدولة المغربية (المورية ) هي أشبه بشخص يحاول نقش الهوية العربية على رمال بحر الأمازيغ كلما ارتفع المد أو هبت رياح مورية إلا واختفت معالم العروبة.

وتبقى الهوية المورية تابثة لأنها هي الأرض والإنسان والتاريخ.

شاهد أيضاً

«مهند القاطع» عروبة الأمازيغ / الكُرد… قدر أم خيار ؟!

يتسائل مهند القاطع، ثم يجيب على نفسه في مكان أخر ( الهوية لأي شعب ليست …

تعليق واحد

  1. أمين خوباش

    إن الهوية الأمازيغية كانت ولا تزال أحد المقومات الداعمة في التنوع الثقافي ولا ننسى كذالك النمو الإقتصادي الذي ساهمت ولازالت تساهم فيه الرأسمالية الأمازيغية والهوية الأمازيغية ككل، رغم كل المحاولات من العاربان لطمسها فإن الأمازيغ كانو ولا زالو المؤسيسين للدولة المغربية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *