العين المعجزة يَنْضُبُ ماؤها في صمت كصمت مسؤولينا بالجنوب الشرقي

حميد أيت علي “أفرزيز”

“عين العاطي” من العيون الإستشفائية بالمغرب، تقع في قرية “الدَّامِيَة” بين أرفود و أوفوس بإقليم الراشيدية جهة درعة تافيلالت، بمحاذاة الطريق الوطنية رقم 13، تغريك بمظهرها وقذفات مياهها المستمرة، ظهرت ذات يوم من سنة 1984 بمعية عيون أخرى جانبها، حيث خصها الملك الحسن الثاني بنفسه باسم “عين العاطي”.

يميزها نوعية مياهها الكبريتية الغير الصالحة للشرب، لا تصلح للري في الزراعة، بل تضر الأراضي المجاورة بسبب نسبة المعادن و نوعية مياهها الغريبة والنادرة بمكوناتها، لها إيجابيات حيث أنها تساعد على الشفاء من بعض الأمراض الجلدية كالصدفية وغيرها، يبلغ عمق “عين العاطي” حسب الجهات المختصة حوالي 100 متر، و تقذف الماء عموديا، بحيث يصل علو عمود الماء إلى أكثر من 6 أمتار.

يُرجَّحُ البعض ظهور “عين العاطي” وباقي العيون المحيطة بها سنة 1984 بالزلزال الذي ضرب المنطقة في ذلك الوقت وهذ خطأ كون الزلزال ضرب المنطقة سنة 1992، و الأصح ظهور “عين العاطي” بسبب ثقب تم إنجازه في إطار التنقيب عن البترول في منطقة الجنوب الشرقي سنة 1984 بأمر من الحسن الثاني، تم إغلاق جميع الثقوب مع ترك ثقب “عين العاطي” .

لقبت العين أنذاك من طرف الساكنة “بالعين المعجزة”، حيث كانت متنفسا و مصدر عيش لمجموعة من الشباب، يبيعون الأحجار و المستحثات بخيمة أقاموها بجانب العين المعجزة مستقبلين السياح والزائرين، هذه العين المعجزة التي خلقت الحدث في المنطقة سنة 1984 جعلت ساكنة الإقليم تحج نحوها للتأكد مما كان يروجه من زارها حينها، ظلت ملجئ السياح المغاربة والأجانب ومتنفس ساكنة المنطقة، ومعلمة طبيعية نادرة.

رغم كل ذاك الزخم الذي لقيته وقت إنفجارها وطيلة سنوات ضخ مياهها النادرة التي تصب في نهر واد زيز القريب منها، ها هي في يوم السبت 20 يناير 2018 تجف و ينضب ماؤها في صمت، كصمت مسؤولينا عن الدفاع عنها وعن ثراثنا ومعالمنا السياحية التي لا تجد إلتفاتة و منابر إعلامية وطنية للترويج بالموروث الثقافي، وبالمعالم السياحية التي يزخر بها وطننا.

شاهد أيضاً

أكادير تحتضن الملتقى الأول لتجار المواد الغذائية

تحتضن مدينة أكادير من 24 الى 26 يوليوز الجاري الملتقى الأول لجمعية تمونت لتجار المواد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *