“تحية نضالية لمعتقلي القضية” “قتلوهم اعدمُوهم إيمازيغن إخلفوهم” “أسرويف س أسرويف أبريد سول إغزيف” كانت هذه شِعارات من بين عشرات الشّعارات الأخرى التي صدحتْ بها أفواه طلبة الحركة الثقافية الأمازيغية، موقع مكناس، وهي تستقبل المعتقلين السياسيين السابقين للقضية الأمازيغية، حميد أعطوش ومصطفى أوساي، مساء الخميس 01 دجنبر 2016، بمُدرج كلية العلوم لتأطير ندوة فكرية، موضوعها: “الخطاب الأمازيغي والأصولية” والتي تأتي في سياق الأيام الثقافية التي تُنظمها تحت عنوان ” الطالب الجديد بين النزعات الأصولية وفكر التغيير“.
حميد أعطوش، المعتقل السياسي السابق الذي أطر الندوة الفكرية “للإمسيا” إلى جانب رفيقه في السجن، مصطفى أوساي، إعتبر في مداخلة له أن “الخطابات الأصولية الإقصائية هي سبب بزوغ الحركة الأمازيغية”، مشيرا إلى أن “الحركة الأصولية تجاوزها التاريخ”، موضحاً في نفس السياق أن “الحركة الأمازيغية بفضل خطابها العلماني العلمي الحداثي تهدد الأصولية، وتهدد الخطابات الكلاسيكية الأصنامية” وفق تعبيره.
وأضاف أعطوش، أن الفكر الأمازيغي فكر تحرري تنويري يؤمن بالنسبية، ولا يقدس الأفكار ولا ألأشخاص ولا يؤمن بالعاطفة، مضيفاً أن “الحركة الثقافية الأمازيغية هي الحركة الوحيدة التي تقف في وجه النظام القائم، الذي يستمد شرعيته من الدين”، بل واستطاعت يضيف أعطوش “أن تخرج خطابها الحداثي التحرري من داخل الأسوار الجامعية إلى الشارع، وهذا ما يهدد كل من يعول علي الخطاب الأصولي ويتخذه كإيديولوجية”.
وزاد أعطوش في معرض كلامه قائلاً: “الحركة الثقافية الأمازيغية تنتصر للعلم والفكر وتؤمن بالإختلاف وبقوة الحجة والبرهان”، مشيراً إلى أن الحركة الثقافية الأمازيغية كانت السباقة إلى وضع ميثاق شرف لنبد العنف منذ سنة 2001”.
ودعا أعطوش طلبة الـ”MCA” للتسلح بالعلم والفكر، لأن “بالعلم نستطيع أن نغير التاريخ وتغيير فكر ضحية واسترجاع الذاكرة لإيمازيغن” على حد قوله، كما دعا الحركة الثقافية الأمازيغية التي وصفها بالمدرسة الوحيدة التي تتمتع بالاستقلالية وبتكوين المناضلين، بالبحث عن الإجابات للتشتت والتشرذم الذي تعاني منه الحركة الأمازيغية خارج الجامعة “.
وعاد أعطوش إلى سنة 2007 تاريخ اعتقاله إلى جانب أوساي، وقال أن الدولة المغربية جهزت ملفات جاهزة واستعملت ما سماها بأساليب خسيسة في إعتقال المعتقلين السياسيين الأمازيغ، مجدّداً تأكيده على أن المعتقلان يتوفران على أدلة علمية تؤكد بأنهم أبرياء”. يورد المتحدث.
على منوال أعطوش، سار المعتقل السياسي ألآخر مصطفى أوساي وقال في مداخلة له أن “الخطاب الإسلاموي المبني على الأصولية يسعى إلى العودة للماضي كما هو ودون أي تغيير، أي إلى 14 قرناً خلت “، في الحين “الخطاب أو الفكر الأمازيغي ينفتح على المستقبل”.
وأكد أساي أن الفكر الأمازيغي فكر تحرُّري مبني على العقلانية، موضحاً أن الحركة الأمازيغية عندما تتحدث عن الملوك الأمازيغ الذين كانوا يحكمون في القرون الغابرة، لا يعني أننا سنعود للوراء لنعيش كما عاشوا في ذلك التاريخ، بل فقط نتذكرهم لأنهم رموز لنا ونفتخر بهم”.
وأضاف المعتقل الأمازيغي السابق، أن فكر الحركة الأمازيغية، “فكر حداثي يساير العصر الذي نعيش فيه، وخطابها، خطاب عقلاني علمي علماني تحرري، عكس الخطاب الإسلامي المنغلق الذي يسعى حامليه العودة بنا إلى الوراء، أي إلى زمن الأنبياء والصحابة”. وفق كلامه.
وربط المتحدث بين موقف ما أسماها “بالأصولية الإسلامية وبين الأصولية المتمركسة”، من هوية شمال أفريقيا، قائلا بأن “أصحاب الأصوليتين يستمدان أفكارهم من المشرق وبالضبط من العروبة، ويتنكرون لهوية شمال أفريقيا التي هي الأمازيغية”، وأعطى النموذج بالجمهورية الإيرانية التي حافظت على هويتها الأصلية ولغتها الأم بالرغم من أنها دولة أصولية” يقول أوساي.
ووصف أوساي الفكر الماركسي اللينيني بأنه ملك إنساني لا يخص طرف بعينه، كما فكر ابن خلدون وعدد من الفلاسفة التاريخيين”، مضيفاً بأن ” الأصولية المتمركسة التي يتبناها البعض، هي أصولية متطرفة بعيدة كل البعد عن التحليل الملموس للواقع الملموس لأن حامليها قرؤوا الفكر الماركسي في الكتب العروبية ولكتاب قومين عرب وبالتالي يتبنون الهوية العروبية”، قبل أن يعود أوساي ويقول بأن “كارل ماركس أنتج وأعطى حلول لبقعة جغرافية معينة في زمن معين”.
وفي ختام مداخلته، جدّد المعتقل السياسي الأمازيغي السابق مطالبته بضرورة الوحدة والتعاون والتكامل بين الفعاليات والإطارات الأمازيغية، وبين الحركة الثقافية الأمازيغية، ووضع حدّا للتشرذم والتشتت وللصراعات الشخصية والشخصنة، مشيراً إلى أن أغلبية المناضلين الذين يتواجدون اليوم في الإطارات والفعاليات الأمازيغية هم من خريجي الحركة الثقافية الأمازيغية، عكس الماضي التي شكلت فيه النخبة القادمة من اليسار الأغلبية في صفوف الحركة الأمازيغية”.
مكناس/ أمدال بريس: منتصر إثري