الـMCA تناقش دور الاعتقال السياسي في الوعي الأمازيغي

8توجت الحركة الثقافية الأمازيغية موقع أيت ملاّل “بني ملال” افتتاح أول أيامها الثقافية، بتنظيم ندوة فكرية أطرها المعتقلان السياسيان السابقان للقضية الأمازيغية، مصطفى أساي وحميد أعطوش، وذلك مساء الثلاثاء 29 نوفمبر 2016، برحاب كلية العلوم والتقنيات بجامعة مولاي سليمان ببني ملال، الندوة كانت  تحت عنوان  “الاعتقال السياسي ودوره في تعميق الوعي بالهوية الأمازيغية”.

وفي مداخلة له، تحدث المعتقل السياسي السابق، مصطفى أوساي، عن ما أسماه بـ”آليات المخزن في تحوير الاعتقال السياسي، خصوصا طريقة اعتقال المعتقلين بكل تفاصيلها”، مضيفا أن الدولة تحاول أن تلفق تهمة واهية للمعتقلين السياسيين  حتى تبعد عن نفسها تهمة الاعتقال السياسي، مبرزا أنها  تقوم بطبخ الملفات في الكواليس، زد على ذلك “المحاكمة الصورية التي تكون غير عادلة وصولا إلى تعامل السلطات مع المعتقلين داخل السجن”، موضحا أن “الدولة تتجنب انتقادات المنظمات الدولية وبالتالي تلفق التهم للمعتقلين السياسيين”.

وجدّد أوساي تأكيده على أن اعتقال المعتقلين السياسيين للقضية الأمازيغية كان لغاية فرملة النضال الأمازيغي الذي عرف طفرة نوعية سنة 2007 تاريخ اعتقالهما، كما سرد المعتقل السابق ما تعرض له إلي جانب أعطوش في الاعتقال، والتعذيب الذي تعرضوا له، وأردف أوساي قائلا “أرغمونا علي توقيع علي محضر مجهول، وكلما طالبنا بالكشف عن مضمون المحاضر إلا وتفننوا  في تعذيبنا”.

وأكد أوساي في معرض مداخلته، أن جميع الأدلة تثبت أنهم أبرياء، وكل الأدلة التي يتوفرون عليها تثبت أنهم أبرياء وتؤكد أنهم معتقلين سياسيين، “اعتقلنا بسبب مواقفنا”.

وحول دور الاعتقال السياسي في تعميق الوعي بالهوية الأمازيغية، أكد مصطفى أوساي أن “الاعتقال السياسي أعطى للقضية الأمازيغية، وساهم وساعد على تعميق الوعي بالهوية الأمازيغية، مشيرا إلى الاستقبال الذي حظي به المعتقلان من طرف الشعب الأمازيغي في القرى والمداشر، unnamedوأضاف ” أستطيع أن أقول بأن اعتقالنا فتح الطريق لعدد كبير من الأمازيغ البسطاء للوعي بدواتهم وهوياتهم الأمازيغية.”

كما تحدث أوساي عن مرحلة اعتقال المفكر صدقي أزيكو مرورا باعتقال معتقلي تيليلى بكلميمة وصولا إلى اعتقاله إلى جانب أعطوش سنة 2007، وربط المعتقل السياسي السابق بين هذه الأحداث قائلا بأن للاعتقال السياسي دور بارز في الوعي بالهوية والذات الأمازيغية، وأن الوعي الأمازيغي تحول من النخبة المثقفة إلى الناس العاديين، وأعطى أوساي المثال بخروج ساكنة فزو وأملاگو مسقطي رأس المعتقلين لحظة استقبالهما.

وختم المعتقل السياسي السابق مداخلته بالقول “لا خوف علي فكر الحركة الثقافية الأمازيغية داخل الساحة الجامعية، نحن في الطريق الصحيح، وأكد أوساي أن الفكر الأمازيغي في رقعة أمازيغية يتواجد بها الشعب الأمازيغي حتما سينتصر لأنه لا يمكن أن تأتي بفكر عروبي من المشرق لشمال أفريقيا وتحاول أن تطمس هوية ولغة وثقافة شعبها الأصلي.

“نتسلح بالعلم والمبادئ التي تؤمن بها الحركة الثقافية الأمازيغية، ونسعى لكي يحيى الشعب الأمازيغي حرا في وطنه، ولا يمكن لأي شعب في العالم أن يقبل أن تأتيه بهوية أخرى وتفرضها عليه في وطنه”. يورد المعتقل السياسي الأمازيغي السابق.

بدوره، قام رفيق أوساي، المعتقل السياسي السابق، حميد أعطوش بسرد كرونولوجي لتاريخ الحركة الأمازيغية بشمال أفريقيا، خصوصا الجزائر بدءا بتأسيس جمعية قدماء تلامذة ثانوية أزرو 1929، مرورا بتجربة القبايل وكتابة النشيد الوطني 1948من طرف يدير ايت عمران، وصولا إلى تأسيس ABREC سنة 1965 ورفض السلطات المغربية تأسيس فرع لها  بالمغرب، قبل تأسيس AMREC جمعية البحث والتبادل الثقافي.

كما تحدث المعتقل الأمازيغي السابق، أعطوش عن اعتقال الفكر الأمازيغي علي صدقي أزيكو، وميثاق أكادير1991 واعتقالات 94 التي طالت معتقلي تيليلى بكلميمة، وأوضح في معرض مداخلته أنه “بالرغم من أن MCA هي الامتداد الموضوعي للمقاومة المسلحة وجيش التحرير، إلا أن الحركة الأمازيغية كانت تناضل من أجل النهضة الأمازيغية عكس الحركة الثقافية الأمازيغية التي ظهرت أواخر الثمانينات من القرن الماضي رافعة شعار التحرر والتغيير.4

واعتبر أعطوش أحداث 2007، مرحلة ظهور وعي وخطاب حداثي استطاع كسر مجموعة من الطابوهات ووعي أمازيغي جماعي تجاوز أسوار الجامعة،  ما شكل تهديد مباشر لمشروعية الدولة حسب المعتقل الأمازيغي السابق، مطالبا في السياق ذاته بضرورة الإضاءات على أحداث 2007، تاريخ اعتقالهما بمكناس.

و أكد المتحدث في الأيام الثقافية للحركة الأمازيغية بأيت ملاّل، على أن مفهوم وصفات المناضل ونظرا لكون القضية قضية عادلة فهي تحتاج إلى مناضلين حقيقيين، مؤكدا أنه ليس هناك أي مجال للتلاعب والاستئناس، فالمرحلة مرحلة أن نكون أولا نكون، على حد قوله مذكرا بالاغتيالات والاعتقالات والاختطافات التي تعرض لها النشطاء الأمازيغ، مشيرا إلى ما وصفه بالوجه القبيح للنظام، الذي يرتدي مجموعة من الأقنعة التي يظهرها متى يشاء، مستدلا بالفيلسوف ميشل فوكو .

وأكد المعتقل السابق أن المعتقلين الأمازيغ رصيد مشترك لجميع الفعاليات الامازيغية وسيعمل جاهدا على جمع الشتات الأمازيغي معلنا عن لقاء في الشهور القادمة لهدا السبب”، معتبرا أن هدف التغيير من الداخل حيث تغير العقليات وإعادة النظر في المفاهيم والسلوكات، حركة تسعى من تخلص المثقف من التبعية واحتقار الذات من مستهلك لفكر غيره إلى مثقف يفكر انطلاقا من الذات.

يذكر أن الحركة الثقافية الأمازيغية موقع أيت ملاّل “بني ملال” اختارت عنوان: “بناء المعرفة العلمية بالذات عبر نقد آليات الاستلاب، خطوة في مسار التحرر الفكري والهوياتي”، لأيامها الثقافية والتي تستمر إلى يوم الأربعاء المقبل، كما نظمت مائدة مستديرة معنونة بـ” تاريخ إيمازيغن بين الواقع الإيديولوجي والحقيقة الغائبة”، كما أطرت في خضم حلقية فكرية “سؤال الديمقراطية في خطاب جماعات الإسلام السياسي المعاصر” قبل أن تتوج  الأيام الأولى باستقبال المعتقلين السياسيين السابقين أوساي وأعطوش اللذان أطرا الندوة الفكرية المعنونة بـ”الاعتقال السياسي ودوره في تعميق الوعي بالهوية الأمازيغية”.

بني ملال/ أمدال بريس: منتصر إثري

 

شاهد أيضاً

أكادير تحتضن الملتقى الأول لتجار المواد الغذائية

تحتضن مدينة أكادير من 24 الى 26 يوليوز الجاري الملتقى الأول لجمعية تمونت لتجار المواد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *