الفنانة الأمازيغية القديرة فاطمة تابعمرانت ضيفة «العالم الأمازيغي»

الفنانة الأمازيغية القديرة فاطمة تابعمرانت في حوار مع «العالم الأمازيغي»:

الشعر الأمازيغي أعطى أهمية كبيرة لكل ما هو ديني ولأركان الإسلام وتحدث عن الأنبياء والسيرة النبوية

التاريخ عرف نساء أمازيغيات قويات تفوقن على الرجال في المجالات السياسية والاقتصادية والحربية والدينية

  * تلاحظين أن هناك من يتنمر على الأمازيغية إلى درجة وصفوها بالوثنية. ما ردك على مثل هؤلاء؟

** أزول تحية خالصة لمنبر «العالم الأمازيغي»، الذي منحني الفرصة للقاء بالأصدقاء، ونتمنى أن يكون لقاؤنا مفيدا لكل القراء.

كما يعلم الجميع، فإني قدمت ما يمكن تقديمه للأمازيغية وللفن والثقافة الأمازيغية، وأطمح تقديم أكثر ان شاء الله، أن كان في العمر بقية، ومن هذا المنبر أحيي كل من آمن بي وأحب فني، وأتمنى أن أكون ضيفة خفيفة على قلوب القراء، وأن يجدوا في هذا الحوار ما يمكن أن يعود بالفائدة على الامازيغية بشكل عام.

بصراحة وارتباطا بسؤالك، لا أود ان أتحدث عن أي شخص، كما لا أريد أن يكون موضوعي يقتصر على شخص لا يشكل بالنسبة لي أي شيء، ولا يقدم لي شيئا، فأنا لي جمهوري العريض الذي احبه واعشقه وأتمنى له حياة رائعة.

الأمازيغية هي الهوية التي بها نحيا، والتي يعتقد العديد أنهم قد دفنوها، ونسوا أن ما توجد فيه روح لا يمكن دفنه إطلاقا، فالتاريخ هو ظل الحياة، فالظل لا يفارق صاحبه إلا بعد وفاته، وهكذا حال التاريخ فهو ظل الحياة وسيبقى معها إلا أن تنعدم الحياة على وجه الأرض، فالتاريخ ليس بشيء مجرد لكي يتم دفنه.

فالأمازيغية عانت من عدة قيود ومطبات، كما عانت من الاعتقالات التي تعرض لها مناضلون في زمن حرمت فيه الأمازيغية، ورغم ذلك بقوا على العهد وقدموا الكثير للأمازيغية، وبهذه المناسبة أتقدم بتعازيا الحارة للذين فارقونا، وبطول العمر للذين لازالوا فيما بيننا، فالحركة الأمازيغية عانت في لحظات تاريخية معينة من تاريخ المغرب، كما عانت الجمعيات من المنع وعدم الترخيص لتنظيم أنشطة ذات علاقة بالأمازيغية. لذا فكل ما يقال في حق الأمازيغية من سوء لن يزيدها إلا قوة وصمودا، فالأمازيغية باقية وستبقى.

* هناك عدة هجمات على الفنانين الأمازيغ، ويتم اتهامهم بكونهم خارجون على الدين، ما قولك؟

** فيما يخص علاقة الدين بالفن، هل فعلا ممارستنا للفن تعني تركنا لتعاليم ديننا الحنيف؟ أخبر كل من يعتقد ذلك، وكل من يتهجم على الفنانين الامازيغ، أن الأمر غير صحيح، فنحن تربينا على تعاليم الدين الإسلامي، ووجدنا الدين في بيوتنا ولدى اجدادنا ووالدينا، ففي قرانا وجدنا الدين والفن، الدين والافراح، الدين والمحبة، حتى أننا نتحدث عن الدين عن طريق الفن، كما أننا من خلال الفن أيضا نعبر عن روحنا الوطنية، وعن التربية وعن كل ما له علاقة بالتواجد الإنساني.

وإن قلت إننا ترعرعنا على تعاليم الدين في بيوتنا، فهذا لا يعني أننا تركنا الدين واختارنا الفن، هذا غير صحيح، فنحن أناس نؤمن بالله، وربما إيماننا أقوى من إيمان المتهجمين على الفنان الأمازيغي، وحبنا لله كبير، وهنا أقول إننا نحب الله أكثر من خوفنا منه، لأننا نعلم أنه خالقنا، ولم يخلقنا حتى أحب لنا الحياة، فالله ليس صعب عليه ألا يخلقنا من الأساس، وإنما خلقنا وفرض علينا الحياة، كما فرض علينا الموت، ولكن الغريب أننا نؤمن بالموت ولا نؤمن بالحياة.

* وما قولك فمن يعتبر السنة الأمازيغية بدعة؟

** أكيد أن هناك من يعتبر السنة الأمازيغية وثنية وبدعة إلى غير ذلك من النعوت، وهذا دليل على أن هناك اشخاص غرضهم الأساس وشغلهم الشاغل هو محاربة كل ما هو أمازيغي، تاريخا كان أو حضارة أو ثقافة، لأن من لا يمتلك تاريخ يحارب تاريخ الأخرين، ولو كان لهم تاريخ لا عرفوا معنى التاريخ وقيمته للوجود الإنساني.

نحن نحتفل هذا العام بالسنة الأمازيغية 2973، وهي سنة سابقة على التاريخ الهجري والميلادي، وهذا تاريخ مهم لا يمكن السماح فيه، سواء لدى الناطقين بالأمازيغية وغير الناطقين، ولكن كل أبناء تمازغا لا يجب ان يسمحوا في هذا التاريخ، وعلى عاتقهم مسؤولية الحفاظ عليه، وهذا التاريخ هو الدليل على وجودنا وعلى القيمة التي يكتسيها تاريخنا وتواجدنا على هذه الأرض.

فالأمازيغية استطاعت أن تفرض نفسها اليوم، وفي هذه السنة احتفلت عدة هيئات وتنظيمات مدنية وسياسية بالسنة الأمازيغية، وهذا امر رائع ومهم، نستنتج منه أنه أصبح هناك وعي بأهمية هذه اللغة والثقافة وأن الأمازيغية استطاعت أن تفرض نفسها رغم كيد الكائدين.

بالنسبة لي ما يحز في النفس في بعض الأحيان، هو الذين يحاربون تاريخ أجدادهم ويعتبرونه بدعة وعادة وثنية، وهذا ينطبق على الفنان الأمازيغي أيضا الذي أصبح يتعرض لعدة هجمات ويوصف بنعوت مشينة، هذا كله لأنه يساهم في إيصال رسائل تصب كلها في النهوض وحماية اللغة الأمازيغية ثقافة وحضارة ولغة.

* برأيك كيف نفهم علاقة الدين بالفن؟

** فيما يخص الفن، لا ننسى أنه يلعب دورا مهما في توعية المجتمع، فالفن يتطرق إلى دور الدين في الحياة، كما يتناول أهمية التربية الصحيحة في خلق أجيال صالحة، كما عبر عن الطبيعة وعن المناسبات الوطنية إلى غير ذلك من المواضيع.

فالبعد الديني في الشعر الأمازيغي كتبت حوله كتب كثيرة، ونذكر هنا على سبيل المثال البعد الديني في شعر الحاج المهدي بن مبارك، الذي يعد نموذجا كبيرا في هذا المجال، أيضا الحاج محمد البنسير، وهو غني عن التعريف، والذي تغنى بجوانب متعددة في الحياة، إضافة إلى الحاج عمر واهروش والحاج عمر بنحي واتزناخت، إذن البعد الديني في الشعر الأمازيغي حاضر بقوة، ونجد أن الشعر الأمازيغي تناول كل ما يتعلق بالدين بشكل كبير، بل ساهم في نشر بعض تعاليم الدين وحث الناس على التشبث بها.

فالدين يعد عنصرا أساسيا لدى كل أسر علماء سوس والسوسيين بشكل عام، باعتبارنا نتواجد بسوس العالمة، وهذا اللقب اطلق على المنطقة نظرا لتواجد الكبير لعلماء الدين بها، وهنا أذكر العلامة الحاج المختار السوسي والحاج محمد العثماني والحاج الطاهر الإفراني والحاج الحبيب البوشواري، الحاج اعمون مولاي البشير، والحاج عبدالحميد بزاوية بويكودين بإدا وزيكي، سيدي محمد اوزال، سيدي حمد اوحماد بتمكوشت، سيدي محمد والهاشم الذي يعد نموذجا فريدا من نوعه وسط علماء سوس، فهو شاعر ويمارس الفن، كما يدرس طلاب العلم، وتخرج على يده أفواج من طلاب العلم في مجال الدين والشريعة الإسلامية، وفنه يعتبر نموذجي ومن بعض اشعاره:

Dunit tzri yanu ukan innan uhu
izayd ad ik lqubur
Ad iZr mad pban ikaliwn
zund lbahyat fla lucam
Ula chayt sul d lmubr
waka k aykal iql sinx

فأنا مثلا وجدت والديا واجدادي ومن يكبرنني سنا حفاظا لشعر سيدي محمد والهاشم، وهذا ما جعلنا نعي ما لنا وما علينا، والا نهتم بما يقال، فنحن نعرف من نكون، وأن نقف مهما كانت الظروف، فالفن والإيمان ليس منعزلين، فأنا أعتبر الفن رسالة روحانية تساهم في بناء المجتمع.

فالدين في المجتمعات الأمازيغية هو عصب الحياة، وأنا أتذكر أنه في قريتي كان ينظم ما يعرف ب «نزاهت ن طلبة» والتي تمتد إلى أكثر من 15 يوما، بحيث ينظم طلبة ما يسمى ب «ادوال» والتي تمتد لسبعة أيام، فالثلاثة الأيام الأولى تكون مخصصة لقراءة القران وللأحاديث والتفسير، ويحضر الفقهاء من كل المناطق، وتتبعه بعد ذلك ثلاثة أيام مخصصة لأحواش، والذي يحضر فيها كل الشعراء وانضامن، وفي اليوم السابع يخصص للختم والتي تكون بالقرآن، وهنا اود أن أشير إلى أن الفقهاء بنوا «النزاهة» على الأساس بني عليه الكون والذي تم بناؤه في سبعة أيام، لدى تنظم هذه الموسم على مدى سبعة أيام أيضا.

وهنا أود أن أقول إنني من محبي العلماء والفقهاء واوظب على زيارتهم، كما انني محافظة على ديني، ولا يمكن لأحد أن يتزايد علي في هذا الإطار، وحتى في فني استحضر دائما البعد الدني، وأنا أسير على نهج من سبقوني إلى هذا المجال، فمثلا في فن الحاج المهدي بن مبارك نجد أنه تحدث عن مناسك الحاج بشكل كامل، والتي من خلال قصيدته «الحج ايكا د الفرض « lhj ayga d lfRD العديد من الأمازيغ تعرفوا على هذه المناسك، كما نجد أيضا قصيدة الحج عند الحاج محمد اوتولوكت، وأيضا الحاج محمد البنسير، وقصة النبي سيدنا يوسف وسيدنا أيوب عند الحاج محمد واهروش وبيزماون، بمعنى أن الشعر الأمازيغي أعطى أهمية كبيرة لكل ما هو ديني ولأركان الإسلام وتحدث عن الأنبياء والسيرة النبوية، ومن العار أن يأتي أحدهم ويهاجم هؤلاء وننعثهم بنعوث يندى لها الجبين، وهذا في رأي جهل بالمجتمعات الأمازيغية.

* ألا ترين في هذا الإطار أن الأمازيغ على مر التاريخ يعتبرون نماذج في التعايش المشترك والإيمان بالاختلاف؟

** أكيد، أن الأمازيغ اثبتوا للتاريخ وللحضارات التي عرفتها تمازغا أنهم رمز التعايش، ويعتبرون من المجتمعات التي تعيش الحياة بشكل مختلف ورائع، يؤمنون بالاختلاف ويتقبلون الأخر بغض النظر عن جنسه أو ديانته، وهذا أمر يعتبر قليلا إن لم نقل منعدم في المجتمعات الأخرى، فالأمازيغ يؤمنون بالدين الوسطي، طبقا لرأي الرسول (ص) «خير الأمور اوسطها»، ونجد أن هذه المقولة لها وقعها في العديد من الأمور ، والمجتمع الأمازيغي تغلب عليه البراءة، وهو أيضا مجتمع غير منغلق سواء على نفسه أو مع الأجنبي، فخير مثال على ذلك وداخل الأسر نجد أن تربية الأبناء تبقى مسؤولية القرية بكاملها وليست مسؤولية الأسرة وحدها، بحيث أنه يمكن لأبناء الجيران أن يمكثوا عندك لأيام وينامون ويأكلون، وتكوين أيضا مسؤولا على رعايتهم كما لو أنهم ابناؤك أيضا، وهذا ما جعل المجتمع الأمازيغي يتصف بالترابط القوي بينه وبين باقي افراد مجتمعه، ويعتبرون انفسهم اخوة، وهذا الامر جعل المجتمع الامازيغي يكون منفتح على الأخر بدون عقد وبدون مكبوتات وبدون خلفيات اقصائية أو عنصرية.

* ولكن ماذا عن اليوم؟

** اليوم أصبحنا نسير نحو ثقافة دخيلة، علينا وليست ثقافتنا ولا تمثلنا في شيء، واصبحنا نضع اقنعة ونخفي وجوهنا الحقيقية، وهذا اعتبره أمرا خطيرا يهدد مجتمعنا ويهدد ثقافتنا ولغتنا.

* ما رأيك في الهجوم الذي تتعرض له الامازيغية والحركة الأمازيغية ؟

** فيما يخص السنة الامازيغية والحركة الامازيغية، أقول أن الأمازيغية لا يمكن أن تموت في يوم ما فهي باقية لأن الله هو من أراد لها البقاء، الإشكال يكمن في بعض الناس الذين يتكلمون ولا يقرؤون.

فالله في كتابه أكد على اختلاف البشرية في اللون واللسان، واعتبر ذلك من آيات الله، إذن الأمازيغية هي أية من آيات الله، فكل شعب من شعوب الأرض يملك لغة خاصة به، يتواصل بها وهذا الامر ليس اعتباطيا، بل هو إرادة الله أن يجعل عباده مختلفة الالسن لغاية يعلمها وحده.

وأكيد أن ما تتعرض له الأمازيغية ليس منعزلا، فهناك العديد من الحضارات التي تعرصت أيضا للتهميش والإقصاء نذكر الأشورية بسوريا، السوريالية والأرمينية، بل العديد ممن تعرضت حضارتهم وثقافتهم ولغتهم للهدر والاندثار، لأنه حين تضيع اللغة تأخذ معه كل التوابع التي ترتبط بها.

الأمازيغية في المغرب تعتبر نموذجا في شمال افريقيا، باعتبار المغرب أول بلد يعي بأهمية الهوية الأمازيغية، ونص عليها في الدستور، وجعلها لغة وطنية إلى جانب اللغة العربية، فالملك لم يدع إلى التنصيص على الامازيغية في الدستور عبثا، بل هو يعي جيدا التاريخ الحقيقي للمغرب ولا يريد أن يسمح في مرحلة مهمة من تاريخ هذا البلد، وفي جزء مهم من حضارته وثقافته، وهذا تعبير عن الإعتزاز بالهوية الأمازيغية للمغرب.

وما أود أن أقوله هو أن الوطني يريد مجتمع متماسك ومترابط ومنسجم بين كل مكوناته وثقافته، وأن يكونوا نموذجا للأجيال القادمة، فمادام أن الحياة مجرد رحلة، فنتمنى أن تكون هذه الرحلة رحلة تفاهم وحب الآخر والقبول به رغم اختلافه عنا، فنحن مفارقون لا محالة ولا يبقى إلا الأثر ونتمنى أن نكون أجمل الأثر.

* في نفس الإطار ما رأيك في وضع المرأة؟

** في الوقت الذي نسمع فيه عن المساواة بين الرجال والنساء، فأنا كنت أتمنى أن يكون تعاون الرجال في هذا الأمر، وهنا احي الرجال الذي ربو بناتهم وسهروا على تدريسهن حتى وصلن إلى مناصب مهمة لتكون لدينا سائقة الطائرة والقاضية والوزيرة والمهندسة إلى غير ذلك من المناصب التي وصلت إليها المرأة، ونتمنى أن تصل إلى أكثر من هذا ونراها في مناصب أخرى لم تلجها بعد.

فالعقلية السائدة هي التي تتحكم في الوضع، وإن لم نصلح عقلية بعض الرجال فلا يمكن أن نصلح وضعية المرأة.

وما أود أن أقوله أن المرأة وفي العهد الجديد بقيادة الملك محمد السادس الذي عمل على إحداث مجموعة من الإصلاحات والقوانين لحماية النساء، والنهوض بأوضاعهن سواء على المستوى الحقوقي أو الاقتصادي أو الاجتماعي، حتى تكون المرأة في المستوى الذي يليق بها، كما عمل على تحقيق المساواة بين الرجال والنساء عبر التنصيص على المناصفة في الدستور الجديد، فالمرأة عمود المجتمع، والمجتمع هو جسد يسير على قدمين وليس على قدم واجدة، ولن يكون هناك مجتمع سليم وصحي دون وجود للمرأة.

المرأة هي ديناموا الأسرة ومحركها الأساسي، لذا يجب ان نضعها في مرتبة تليق بها ولا نعتبرها ناقصة سواء في الدين او العقل او ما تقدمه من خدمات، فالمرأة تتحمل مسؤوليات جسام في المجتمع، لدى وجب ان نوفر لها الظروف الملائمة سواء في التربية و في الأسرة حتى نخفف عنها الثقل الذي تتحمله من اجل بناء مجتمع سليم ونافع.

* كيف هي علاقة المرأة الأمازيغية بالدين؟

** الأمازيغية هي الهوية واللغة والثقافة والتقاليد والعادات والعديد من المميزات التي ساعدتها على المحاربة من أجل البقاء والإستمرار إلى يومنا هذا ، وكما يقال «حب الأوطان من الإيمان»، وحين نتحدث عن الوطن فنحن لا نقصد الأرض فقط لأن الأرض ليست هي الوطن، الوطن هو العديد من المكونات التي بدونها لا يمكن الحديث عن الوطن، تتمثل فيما هو لغوي وهوياتي وثقافي وحضاري وتراتي ..الخ، فإن لم تكن لك ثقافة خاصة وهوية وحضارة تعبر عن كيانك فانت مجرد نكرة.

وبالنسبة للمرأة أود أن أقولها لها أنك لست ناقصة عقل ولا دين، فإن كنا نؤمن بالفعل فلا يمكن أن نكون ناقصات، لأننا من صنع الله سبحانه وتعالى، والله لا يمكن أن يخلق الانسان ناقص، فكل ما تحتاجه قد منحك إياه، والنقص مرتبط بالإنسان وهو المسؤول عن النقص الذي فيه.

فالمرأة حين تسير في الطريق السليم والطريق الصحيح، لا يمكن أن توصف بالنقص، فالتاريخ الأمازيغي شهد نساء أمازيغيات قويات تفوقن على الرجال في العديد من المجالات السياسية والاقتصادية والاستراتيجية والمجالات الحربية والدينية ..الخ، وفي اعتقادي نحن المجتمع الوحيد الذي توجد لديه الوالية الصالحة والتي تعتبر مأزر يحج اليه العديد من العلماء والناس في كل سنة منذ زمن ألا وهي «لالة تاعلات»، وهناك أيضا للالة تاعزا تاسملالت، لالة ماماس علي، لالة عزيزة وكلهن والية صالحات.

والمجتمع الأمازيغي لو كان يعتبر المرأة ناقصة، لما كان وجود لهذه الصالحات ونتمنى ان نرى مثلهن في عصرنا الحاضر، فالله لم يمنع الخير عن الدنيا فهو موجود دائما.

* دور المرأة في التربية على قيم التعايش والتسامح؟

** أولا وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة، أقول لكل النساء في العالم عيدكن سعيد وأتمنى لهن حياة سعيدة والتوفيق في تربية أبنائهن، فالمرأة هي نتاج المجتمع والأجيال، وهي حامية للثقافة واللغة في أي حضارة ولدى كل الشعوب.

فالمرأة الأمازيغية لعبت دورا مهما في الحفاظ على اللغة والثقافة الأمازيغية وفي نقل ثقافة التسامح والإيمان بالعيش المشترك لأبنائها، لدى لابد من توعية النساء بالخصوص في عصرنا الحاضر، بأهمية التاريخ والهوية، وبأهمية الثقافات الحية وأهمية الاختلاف، فأهم ما يمكننا أن نؤمن به هو أن نتعلم ثقافة الاختلاف والاعتراف، لأنها أساس التعايش بين متخلف مكونات والشرائح المتواجدة في المجتمعات، وهذا هو مفتاح الحياة والنجاح.

*حاورتها رشيدة إمرزيك

شاهد أيضاً

أكادير.. الكرنفال الدولي “بيلماون” يبرز تنوع وثراء التراث الأمازيغي

جاب الكرنفال الدولي “بيلماون” مساء أمس الأربعاء، أهم شوارع مدينة أكادير، وذلك لإبراز تنوع وثراء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *