الفنانة التشكيلية والشاعرة زاينة بودهاير في حوار مع “العالم الأمازيغي”

المرأة الأمازيغية تحتاج إلىالمزيد من الدعم وعليها ان تعمل على دحض كل أشكال التمييز التي تعانيها

المرأة كائن حر يستحق ان يمارس حياته ويحظى بجميع حقوقه كإنسان اولا، ثم كأنثى مثلها مثل الرجل

في البداية مرحبا بالفنانة زاينة على صفحات جريدة العالم الأمازيغي، ونود أن تحدثنا عن بدايتك الفنية والأدبية سواء في الشعر أو الفن التشكيلي؟

بداية مشوري الفني والأدبي إبتدأت منذ الطفولة، حيث كنت أمارس هوياتي الفنية بالرسم على الحجر والجدارن وكل ما وجدته أمامي، لأنني لم احضى بأي فرصة قد تمكنني من ممارسة هوياتي ككل الأطفال، فأنا عشت طفولتي في الأحلام والمعاناة، وخصوصا أنني حرمت من الدراسة ومن معظم حقوقي، و كأي طفلة فقد كانت لدي عدة طموحات، ليس فقط في الشعر او الرسم، بل كانت أكثر وأكبر من ذلك، وقد كنت اتمنى ان احققها كلها، لكن للأسف لم استطع الوصول إلى كل ما تمنيته، صحيح أنني استطعت ان أصدر دوانين شعريين، الأول بعنوان «اكدز ن ارفان» والتاني بعنوان «تيمنتريت ن ازرفان»، لكن هذا لم يكن إلا جزا صغير من طموحاتي، خصوصا وأنني اعيش بداية صعبة افتقد فيها لدعم المحيطين بي لا معنويا ولا ماديا.

ما دور العائلة في حياتك منذ البداية ولمشوارك الآن ؟

العائلة ليس لها أي دور في مشواري ولم يسبق لي أن تلقيت اي تشجيع أو دعم من أي منهم، فهوياتي مارستها في السر، حتى كبرت وكبرت معي وكما ذكرت في السابق فحتى الدراسة لم توفرها لي عائلتي، بسبب الأعراف والتقاليد والتي تؤمن بأن الفتاة لا تحتاج إلى التمدروس، فيكفيها العمل داخل البيت، ولكنهم لم يكتفوا بتكليفي بأعمال البيت بل كنت مجبرة على العمل في الحقول وأنا في سن العاشرة، ومعظم أوقات طفولتي قضيتها في وسط الغابة أرعى الأغنام شتاءا وصيفا، وحتى في أوقات الخريف وعندما تشتد الرياح اكون انا لوحدي وسط تلك الغبار، وفي بعض الأحيان اتشاءم من حالي ومن كل ما عيشته في طفولتي ومع عائلتي التي قدست أعراف أجددها الجاهلة.

ما هي الرسالة المباشرة التي تبعثها الفنانة تانيرت لعشاقها عبر قصائدها ولوحاتها؟

الرسالة التي أسعى دائما إلى بعثها عبر قصائدي أو لوحاتي الفنية هي في الأصل تعبر وتجسد في طياتها وبين كلماتها الوقع المرير الذي اعيشه ويعيشه الكثير من امثالي، فهي رسائل تحمل في طياتها الكثير من الشكوى وطلب النجدة لتلك الأحلام التي يقتلها الإحباط كل يوم، والرسائل التي ابعتها عبر لوحاتي وحتى في أشعاري هي خاصة بي لوحدي، و لن يفهمها إلا الذين عاشو مثل معاناتي.

في العديد من لوحاتك نجد تيمة المرأة، ما سر اهتمامك بالمرأة؟

بالنسبة لي، المرأة في حد ذاتها تعتبر من المواضيع التي تستحق الاهتمام أكثر، لأن المرأة تعاني أشد المعاناة في كل مكان سواء في القرية وحتى في المدينة، فهي تقاسي الكثير ووتعرض في حياتها لمجموعة من العراقيل، لا لشيء سواء أنها أنثى، وأنا اعيش في مجتمع يحتقر الفتاة والمرأة بصفة عامة ويعتبرها عالة على المجتمع، فالمرأة كائن حر يستحق ان يمارس حياته ويحظى بجميع حقوقه كإنسان اولا، ثم كأنثى مثلها مثل الرجل.

فالمرأة في الكثير من الحكايات والروايات تعاني وتقاسي، وكثيرا مايحيرني أمرها وامري في نفس الوقت، حول اسباب هذا الواقع المريري الذي تعيشه المرأة في مجتمعاتنا، وأتمنى أن يتحسن وضع المرأة في المغرب كما أنني أرى أن حقوق المرأة لازالت معلقة حتى الآن.

كيف تجسدين وضعية المرأة خصوصا الأمازيغية؟

المرأة الأمازيغية إمرأة حرة، لكن حقوقها مهمشة وخصوصا المرأة القروية، التي لازالت تحت سيطرة الجهل، وهناك الكثير من النساء يعيشن تحت ضغط الواقع المعيش ويركضن وراء تفاهات الأعراف والمجتمعات المريضة بالثقافة الذكورية.

المرأة الأمازيغية تحتاج إلى الكثير والمزيد من المجهودات حتى تخرج من وضعيتها المهمشة وتتغلب على الأفكار الذكورية التي زرعها المحيط في أفكار المرأة الأمازيغية، وعليها ان تعمل على دحض كل أشكال التمييز التي تعانيها.

الأكيد أن كل بداية صعبة، فأين تجلت الصعوبات التي اعترضتك كامرأة وما هي نوعيتها وكيف تغلبت عليها؟

صحيح أن كل بداية صعبة وخصوصا عندما تكون الخطوات ثقيلة جدا مثل خطواتي، فأنا لازلت في بداية المشوار اعيش معاناة صعبة، سواء على الصعيد المعنوي أو المادي، بالإضافة إلى المعاناة التي اعيشها مع المحيط، ولم أجيد من يأخد بيدي.فكوني إمرأة اعيش معاناة مزدوجة ومن عدة نواحي يصعب علي سردها بالتفصيل، كما أن جهلي للكثير من الأشياء جعلني غير قادرة على التغلب على الصعوبات ولازلت مقيدة بسلاسل الأعراف والتقاليد، فأنا فقط أحاول التغلب على الخوف الذي زرعه المحيط في أفكاري، وعلى طموحاتي المعلقة بين الأمل والإحباط وأظن أن مشواري يحتاج مني بدل المزيد من الجهد والصبر والمتابرة من أجل الوصول إلى قمة الأهداف التي وضعتها لنفسي.

كيف توفقين بين حياتك الأسرية وبين عملك الفني؟

حياتي الأسرية هادئة، أعيش مع بناتي تانيرت وسكينة ومع زوجي الذي يقضي معظم أوقاته في العمل، أحاول دائما أن أنظم وقتي، وأن أضع برنامجي اليومي حتى أتمكن من كتابة الأشعار ورسم لوحاتي التي تتطلب جهدا وتركيزا، ليس لدى أي صعوبات من الناحية الأسرية، وعلى أي حال فرغم التعب والمشقة اليومية إلا أنني سعيدة، لأني وضعت أهدافا في حياتي، وأسعى جاهدة للوصول إليها، كما عملت على زرع روح المثابرة والعمل على النجاح في الحياة كهدف أساسي في بناتي.

ومادور زوجك في مسارك المهني؟ وهل هو انسان متفهم لوضعيتك كفنانة وشاعرة؟

لزوجي كل الفضل علي، لأنه منحني فرصة لممارسة هوياتي سواء في الشعر أو الرسم، لكنه لم يصل بعد إلى قمة التفاهم، لازلت اعيش تحت ضغط القيل والقال فزوجي من النوع الذي يغار، فكلامه أحيانا يحبطني، وأحيانا أخرى يحفزني، ولكن رغم كل شيء أكن له كل الشكر والتقدير في انتظار تفهمه الكامل في المستقبل وانا متأكدة سيتفهم أكثر في يوم من الأيام.

ماهي طموحاتك في الحياة؟

طموحاتي ضاع الكثير منها، لكن تبقى لي الكثير أولها أن اكسب ثقافة هائلة وأن اكون فنانة كبيرة يشهد لها التاريخ، كما أسعى إلى أن أصبح كاتبة وبأسلوبي الخاص، ثم أن أجول العالم بأفكاري الفانية وأن أكسب التحدي الذي وضعته بيني وبين المجتمع الذي احتقرني في يوم من الأيام.

ما جديدك من الاصدارات؟

جديدي من الإصدارات هو ديوان «تيمنتريت ن ازرفان» هو عبارة عن قصائد تجسد معاناة المرأة بصفة عامة وهو الآن بين يدي «رابطة تيرا» بالامازيغية في انتظار ان يخرج إلى الوجود وسيكون ذلك في أقرب الآجال ان شاء الله، ثم هناك عدة أعمال لم تكتمل بعد منها الرواية والقصة للطفل.

حاورتها: رشيدة إمرزيك

شاهد أيضاً

بيان التنسيقية النسائية على إثر إحالة بعض مقترحات الهيئة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة على المجلس العلمي الأعلى

صدر بيان التنسيقية النسائية على إثر إحالة بعض مقترحات الهيئة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *