اختتمت مساء أمس الفنانة ” لينا شريف” فعاليات الدورة الأولى من ملتقى اتسافت للتنمية والتراث، وقد لاقت هذه الفنانة الصاعدة إقبالا كبيرا من طرف الحضور، وكان لأدائها المتميز إلى جانب زميلها في مجموعة “أزير” سفيان، وقع كبير على جمهور بلدة كاسيطا، خاصة وأن المجموعة تعمل على إحياء الموروث الغنائي الشعبي بالريف.
وقد عرفت النسخة الأولى، من هذه المبادرة الأولى من نوعها بجماعة اتسافت استحسانا كبيرا من لدن مختلف أطياف ساكنة الجماعة والمناطق المجاورة، وكذا مختلف الزائرين لهذا الملتقى طيلة اليومين، وشهد هذا النشاط وعلى غير العادة حضورا نسويا مكثفا، وسواء تعلق الأمر بالجمعيات النسوية المشاركة في معرض الصناعة التقليدية، أو زائرات المعرض وكذا تجاوبهن مع كل فقرات البرنامج الخاص بهذه النسخة.
كما كان مقررا، فقد أعلن عن إنطلاق الدورة الأولى من ملتقى اتسافت للتنمية والتراث بإطلاق السمفونية التراثية بالريف ” رالا بويا” بالموازاة مع افتتاح معرض الصناعة التقليدية والمنتجات المحلية، والذي شاركت فيه الجمعيات النسوية والجمعيات الحرفية بمختلف مجالات اشتغالها، إضافة إلى عرض منتجات محلية من طرف أصحابها.
قبل انطلاق أشغال الندوة الأولى المبرمجة في الفترة المسائية من اليوم الأول، تم تقديم كلمة الجمعية المنظمة وشركاءها، للانتقال إلى أشغال الندوةن والتي حملت عنوانا بنفس شعار الملتقى “تثمين الموارد المحلية مدخل لتحقيق التنمية الترابية”، حيث أشرف على تأطيرها كل من الاستاذ الحسين استيتو (المدير الإقليمي للصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني لإقليمي الناظور والدريوش) بمداخلة تحت عنوان “الصناعة التقليدية ركيزة أساسية للنهوض بالتنمية المحلية” والأستاذ عزيز بودرة (أستاذ باحث في التاريخ) بمداخلة “رد الاعتبار للمآثر التاريخية، مدخل أساسي لتنمية جماعة اتسافت”.
أما بالنسبة لليوم الثاني والأخير، فقد تم صباحا تنظيم خرجة ميدانية جماعية للحامية العسكرية الإسبانية بتلامغيت، شارك فيها تلاميذ الثانوية الاعدادية ومجموعة من الفعاليات الجمعوية بالمنطقة، فيما أطّر هذه الخرجة الاستاذ عبد المجيد خوخو.
خلال الفترة المسائية، وعلى هامش الندوة الثانية كان الجميع مع حفل توقيع مسرحية sophonisbe للكاتب voltaire والتي ترجمها الى اللغة الأمازيغية الكاتب والشاعر سعيد ابرنوص، والذي تحدث بالمناسبة عن الأسباب التي كانت وراء اختياره لهذا العمل، وكذا تجربته الإبداعية في الأدب الأمازيغي.
فيما انتقل الحضور لتتبع أعمال الندوة الثانية، التي جاءت تحت عنوان “التراث اللامادي بالريف، وحماية الذاكرة الجماعية من الإندثار” من تأطير الأستاذ محمد ميرة (الباحث في الثقافة الشعبية وصاحب إصدارات في الأمثال الشعبية بالريف) بمداخلته “توظيف الأشكال التعبيرية في خدمة التنمية”، والأستاذ أنديش إذير (الباحث في اللسانيات الامازيغية بكلية فاس- سايس) بمداخلة بعنوان “أجناس الأدب الشفهي بالريف”.
فيما كان مسك الختام من نصيب مجموعة ” أزير”، التي أتحفت فيها الفنانة لينا شريف بصوتها الشجي، الحاضرين بروائع من التراث التقليدي الأمازيغي بالريف، عباراة عن باقات من “إزران” نالت عنها تصفيق الجمهور بحرارة.
وفيما يلي بعض توصيات الدورة الأولى من ملتقى اتسافت للتنمية والتراث:
- تشييد قاعة للندوات تليق بالمنطقة.
- إعادة الاعتبار للصناعة التقليدية وتأهيلها عبر تشجيع سياسة المعارض والبحث عن التسويق.
- دعم الصانع التقليدي وتأهيله، وتشجيعه على الإبتكار والإبداع.
- توفير التغطية الصحية للصناع التقليديين.
- تشجيع الشباب على الإشتغال في مجال الصناعة التقليدية.
- تنظيم بعض الحرف التقليدية غير المهيكلة.
- حماية وتأهيل الحامية العسكرية بتلامغيت، لما تشكله من رمزية في الذاكرة الجماعية لسكان المنطقة والريف بشكل عام.
- المحافظة على التراث اللامادي للمنطقة من الاندثار أمام غزو العولمة.
- خلق مسالك ومختبرات داخل كلية سلوان للبحث في تاريخ وتراث المنطقة عبر التاريخ.
- عقد ندوات لتعميق الدراسة في تاريخ وتراث المنطقة سواء عبر التوعية أو عبر تعميق البحث.
عن لجنة الإعلام بجمعية ثازيري للتنمية والثقافةـ بوعلمة