جريدة العالم الأمازيغي صوت الإنسان الحر
شهدت ولاية بجاية في منطقة القبايل بالجزائر مواجهات عنيفة بين رجال الشرطة ومحتجين منذ يوم أمس الإثنين، استخدمت فيها قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين أقدموا على قطع عدد من الطرقات التي تربط بين بجاية والمناطق المجاورة، وأدت المواجهات التي جاءت عقب إضراب عام للتجار إلى تخريب عدد من الممتلكات العامة والخاصة.
وحسب ما أوردته وسائل إعلام جزائرية فقد سبقت الاحتجاجات دعوات، في مواقع التواصل الاجتماعي، للتجار والمهنيين، من أجل الدخول في 
إضراب عام من يوم الاثنين 02 يناير إلى السبت 07 يناير المقبل، احتجاجا على قانون المالية لسنة 2017 الذي فرض ضرائب جديدة على صغار التجار والمهنيين واحتجاجا على الغلاء وتدهور المعيشة.
بالمقابل رد وزير الداخلية والجماعات المحلية الجزائري نور الدين بدوي اليوم الثلاثاء على المحتجين، مؤكدا أن فرض الرأي بأساليب عنيفة وبغلق المحلات التجارية يعد طريقة “غير حضارية” وأن كل من يحاول المساس بالممتلكات العامة والخاصة سيجد أمامه مؤسسات الجمهورية بالمرصاد نافيا أن تكون المكتسبات الاجتماعية للمواطن قد مست في قانون المالية 2017″.
هذا وفي ظل تخوف السلطات الجزائرية بانتقال الاحتجاجات إلى ولايات جزائرية أخرى، وتحميل الحكومة المسؤولية، ناشدت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، يوم الاثنين 02 يناير سكان مدينة بجاية بتوخي الحذر ودعتهم إلى الهدوء، و قالت في بيان نقلته جريدة “الخبر” الجزائرية أن المطالب الاجتماعية المشروعة لا يمكن تحقيقها إلا في إطار سلمي لأن احتقان الوضع قد يؤدي حسبها بالبلاد إلى الخراب و نادت إلى الهدوء لتفادي الانزلاق.
وأرجعت الرابطة الحقوقية الجزائرية نجاح الإضراب العام بالولاية إلى ارتفاع النضج والوعي الذي اكتسبه موطنوها، معتبرة أن ذلك يظهر إصرار المواطنين على الدفاع عن حقوقهم الاجتماعية والاقتصادية المهددة، حسبها، من طرف قانون المالية لسنة 2017 التي تم التصويت عليه في خضم الأزمة الاقتصادية التي تمر بها الجزائر.
في السياق ذاته، سبق للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان أن سجلت تخوفها من قانون المالية لسنة 2017، بسبب مختلف الضرائب والرسوم التي يراد للمواطن أن يتحملها عوضا عن لوبيات الفساد والإقطاعيين الجدد في استنزاف أموال الخزينة العمومية، واستبعدت الرابطة قدرة المواطنين على أن دفع أكثر من 29 ضريبة سنويا.
يشار إلى أن السلطات أو الإطارات الحقوقية الجزائرية لم تنشر إلى حدود اليوم الثلاثاء تقارير بالأضرار التي نجمت عن الاحتجاجات التي شهدتها بجاية منذ يوم أمس الإثنين وما إذا كان ثمة اعتقالات أو جرحى.
أمدال بريس/ س.ف
