القيادي بالحزب الديمقراطي الكوردي، عثمان مسلم في حوار مع «العالم الأمازيغي»

أشار القيادي في الحزب الديمقراطي الكوردي، عثمان مسلم في حوار حصري مع «العالم الأمازيغي» إلى أن حزبه يتطلع إلى التواصل مع الشعب الأمازيغي وفتح أفضل العلاقات بين الشعبين العظيمين الكوردي والأمازيغي، وأضاف المتحدث أن قضية الشعب الأمازيغي من القضايا الهامة والتي تستحق الاهتمام بها، والتواصل في أعلى المستويات وتبادل العلاقات والخبرات بين الشعبين الشقيقين من خلال الحركة السياسية التي تمثل الشعبين الكوردي و الأمازيغي. وحول قيام دولة كورديستان الكبرى، أوضح ممثلي الحزب الديمقراطي الكوردي في تركيا أن حلم الكورد جميعا هو قيام دولة كورديستان الكبرى، قبل أن يعود القيادي الكوردي ويوضح أن الواقع وما أفرزته العهود والتقسيمات في القرن الماضي جعلت القضية اعقد بكثير، ويرى في الفيدرالية هي الحب الأنسب للشعب الكوردي في الوقت الراهن.

وحول التدخلات والصراعات الأجنبية في سورية، أوضح عثمان مسلم أن الحزب الديمقراطي الكوردي جزء من المعارضة السورية، مشيرا إلى أن التدخلات الأجنبية زادت من حجم مأساة السوريين وعقدت المشهد السياسي والعسكري، مبرزا أن هذه التدخلات أدت إلى الكارثة الكبرى بوصول عدد الضحايا إلى 800 ألف شهيد و13 مليون مشرد.

«داعش» صناعة دولية تتلقى دعم استخباراتي من جهات دولية عديدة
قضية الأمازيغ قضية عادلة وعلينا التواصل وبناء أفضل العلاقات الأخوية

أستاذ عثمان نود أن يتعرف عليك أكثر قراء العالم الأمازيغي؟

عثمان مسلم من كوباني الجريحة، قيادي في الحزب الديمقراطي الكوردي، وحاليا رئيس ممثلية المجلس الوطني الكوردي في تركيا، مقرها اسطنبول .

حدثنا قليلا عن الحزب الديمقراطي الكردي «البارتي»؟ متى تأسس؟ وما هي أهدافه؟

الحزب الديمقراطي الكوردي «البارتي» تأسس في عام 1957 كأول تنظيم سياسي للكورد، وكان مشروعه هو المطالبة بحقوق الشعب الكوردي في سوريا ضمن الدولة السورية، الحزب رفع شعار الإخوة العربية الكوردية، لكنه تعرض للملاحقة والسجون والظلم طيلة العهود السابقة. كما أن حزب «البارتي» شارك الشعب السوري في ثورته ضد النظام السوري منذ اليوم الأول وما يزال، وذلك من اجل الدولة الديمقراطية المنشودة في إطار النظام الفيدرالي الذي نطالب به. وأهداف حزبنا هي الدفاع عن حقوق الشعب الكوردي وهويته القومية وحريته في الحياة الحرة والكريمة.

وما هي قراءتكم للفيدرالية الكردية المعلن عليها في شمال سوريا؟

الفيدرالية المعلنة من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي لا نعترف بها، لأنها لا تحمل أية صفة كوردية، اسمها فيدرالية الشمال بدون آية صفة قومية، والمعلنون عليها، أعلنوا عليها من طرف واحد، وهم متحالفون مع النظام السوري.

لماذا لا تعترفون بها؟

لأنها معلنة من قبل حزب واحد، ولا تحمل أية صفة أو هوية تشير إلى القضية الكوردية.

قلت أن الفيدرالية أعلنت من طرف حزب واحد والواقع يثبت أن هناك قوى كوردية مختلفة ومتحالفة فيما بينها هي من أعلنت عنها، هل من توضيح أكثر؟

هناك حزب الاتحاد الديمقراطي فقط وبقية التسميات وهمية لتضليل الرأي العام ، المجلس الوطني الكوردي بأحزابه وقواها الجماهيرية وتاريخ نضاله يمثل الأغلبية الساحقة من الكورد، لذا أية محاولة خارج هذا الإطار مؤامرة على القضية الكوردية .

كيف هي علاقتكم بالمعارضة السورية؟

علاقاتنا مع المعارضة السورية الأساسية جيدة ومتقدمة، ولابد من هذه العلاقة في مستقبل سوريا إذ لا يمكن الإعلان عن الفيدرالية من جانب واحد، كما أن الدول الكبرى تنصحنا بالتلاحم مع المعارضة وكسبهم.

هل لمستم فيها أي تفاهم لحقوق الشعب الكوردي؟

هناك الكثير منهم يتفهمون القضية ويطالبون بحلها على أسس ديمقراطية، ويعترفون بحقوق الشعب الكوردي وهم كثر، وهناك في المعارضة السورية من عاش ويحمل ثقافة البعث والعروبة بعكس ذلك، وهذه معركة لابد من الخوض فيها بكل تأكيد.

كيف تنظرون في حزبكم إلى الصراع الدائر في سورية؟ وما هي السيناريوهات المحتملة لما بعد هذا الحرب؟

سوريا أصبحت ساحة للتدخلات الأجنبية والنظام غير موجود بشكل فعلي، سورية اليوم تسيرها إيران وروسيا وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران. ولا نعتقد أن الحرب سوف تضع أوزارها قريبا، نعرف أننا مقبلون على المواجهة العنيفة لا قدر الله حتى تزول كل الأسباب التي تقف في وجه بناء الدولة الديمقراطية، وحقوق كل مكونات الشعب السوري بما فيها حق شعبنا الكوردي .

هل تظنون في حزبكم أن ثمة هناك من يدعم داعش بالسلاح والعتاد؟

نعم، تنظيم «داعش» صناعة دولية تتلقى دعم استخباراتي من جهات دولية عديدة، نتوقع ايران والنظام السوري نفسه وربما بعض الدول الغربية، وذلك لخلق مناخ لهم في التدخل واللعب بمقدرات المنطقة ومنها سوريا .

أين وصلت المعارك الحامية الوطيس التي تقودها وحدة حماية الشعب الكردي ضد داعش؟

المعارك حاليا تدور خارج المناطق الكوردية بين داعش ووحدات حماية الشعب بدعم إيراني وأمريكي، وهذه الوحدات رغم بسالتهم فهم لا يحملون تسمية الكوردي، إنهم وحدات حماية الشعب فقط، وهذه هي تسميتهم الأساسية، وليس لديهم مشروع كوردي، إنما يستغلون الشباب الكوردي في حربهم مع المعارضة سابقا ومنذ سنتين مع إجرام داعش وهم على تفاهم مع النظام وإيران.

هل تعتقدون أن النظام السوري انتهى؟ وما هو البديل الذي ترونه مناسبا لسورية الجديدة؟

النظام السوري انتهى منذ اليوم الأول، حينما واجه الشعب السوري بالرصاص الحي وقتل شعبه ودمر مدنه بالطائرات، اليوم يقاتل كما غيره من الفصائل المسلحة وبدعم إيراني وروسي.. ولم تبقى له أية شرعية، والبديل هو إرادة الشعب السوري بجميع مكوناته في دولة ديمقراطية فيدرالية.

كيف تنظرون في حزبكم إلى التدخلات الأجنبية غربية كانت أو عربية في الشؤون السورية؟

نحن جزء من المعارضة السورية، ونرى بان التدخلات الأجنبية زادت من حجم مأساة السوريين وعقدت المشهد السياسي والعسكري، وهذه التدخلات أدت إلى الكارثة الكبرى بوصول عدد الضحايا إلى 800 ألف شهيد و13 مليون مشرد، زد على ذلك عجز الأمم المتحدة والمجتمع الدولي عن وقف حمام الدم في سوريا، كل هذا بسبب مصالح العديد من الدول التي لها مصلحة في استمرار الأزمة السورية.

هل انتم مع قيام دولة كورديستان الكبرى؟ أم ترون الحل في فيدرالية ضمن وحدة سورية؟

قيام دولة كوردستان الكبرى حلم الأكراد جميعا، لكن حقيقة الواقع وما أفرزته العهود والتقسيمات في القرن الماضي جعلت القضية اعقد بكثير، حيث الكورد وكوردستان تقاسمتها العديد من الدول، لذا تجنبا للحروب وبعيدا عن الأحلام نرى في الفيدرالية الحل الأنسب، وطبعا نحن كحزب ديمقراطي كوردي في سوريا ندافع ونطالب بالفيدرالية.

كيف هي علاقتكم بباقي الأحزاب الكردية خصوصا في إقليم كرودستان والحزب الكردي في تركيا؟

علاقاتنا جيدة مع كوردستان العراق، لكن هناك خلافات مع حزب العمال الكوردستاني التركي بسبب تدخلاتهم في شؤوننا الداخلية وملاحقة مناضلي الحركة الكوردية الأساسية بذاك السلاح الذي يحملونه مع الأسف .

على ذكر تركيا، بماذا تفسرون تحاملها إن صح التعبير على الشعب الكردي؟

في تركيا أكثر من عشرون مليون كوردي، ولابد للحكومة التركية الاستجابة إلى حقوق هذا الشعب، ونفضل أن تكون الاستجابة للحقوق الكوردية في تركيا عن طريق الحوار عبر الأسس الديمقراطية الحضارية.

لكن ماذا عن تدخلها في المناطق الكوردية ومنع أي تسلح للقوى الكوردية؟

هي ترفض قيام أي كيان كوردي على حدودها بقيادة حزب الاتحاد الديمقراطي والذي تعتبره جزءا من حزب العمال الكوردستاني التركي طبعا.

قراءة وتحليلا، كيف تنظرون لواقع الشعب الكردي في سورية قبل وأثناء وبعد الأحداث الجارية في بلاد الشام؟

قبل الأحداث كان الظلم والاستبداد والعنصرية ضد شعبنا، والذي كان محروما من أبسط الحقوق الإنسانية، واليوم سوريا ساحة معركة وحرب، القتل والتشرد والمأساة في كل مكان، ونتطلع إلى الخلاص من نظام القتل والإجرام وبناء الدولة الديمقراطية فيها حقوق شعبنا الكوردي حسب الأعراف والمواثيق الدولية، ونرى في الفيدرالية الحل الأفضل لجميع السوريين.

ماذا تعرفون عن القضية الأمازيغية؟ وهل لديكم في أجندة حزبكم التقارب مع الأمازيغ في شمال أفريقيا؟

رغم العلاقات الشبه معدومة والمقطوعة بيننا وبين الإخوة الأمازيغ نحن نكن لهم بالمحبة والتقدير لعدالة قضيتهم، إنهم شعب عظيم نعتز بهم ولديهم حقوقهم الكاملة في تقرير مصيرهم، ونتطلع إلى التواصل معهم وفتح أفضل العلاقات بين الشعبين العظيمين، ونعتبر قضية الشعب الأمازيغي من القضايا الهامة والتي تستحق الاهتمام به والتواصل معهم في أعلى المستويات وتبادل العلاقات والخبرات بين الشعبين الشقيقين من خلال الحركة السياسية التي تمثل الشعبين الكوردي و الأمازيغي.

كيف تنظرون للتضامن الأمازيغي الكردي وللعلاقات التي تجمع الشعبين؟

نتضامن مع شعبنا الأمازيغ العظيم بدون تحفظ على حقوقه ومستقبله، فقضية الأمازيغ قضية عادلة وعلينا التواصل وبناء أفضل العلاقات الأخوية، الكورد و الأمازيغ يجمعهم الكثير ولا يفرقهم أي شيء .

لك كلمة حرة.. للتعبير عن رسالة ما تود إرسالها عبر منبر «العالم الأمازيغ»؟

أشكركم وأتمنى التواصل دائما بين الشعبين الكوردي و الأمازيغي، أتمنى للأمازيغ والكورد الوحدة ثم الوحدة وهي الطريق إلى الحقوق والحرية، شعبكم عظيم نكن له الاحترام والتقدير وقضيتكم عادلة نتكاتف معكم يدا بيد، دمتم وعاش الشعب الأمازيغي البطل.

حاوره: منتصر إثري

شاهد أيضاً

الإحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة يُبرز المكتسبات التي حققها الشعب الأمازيغي في العُقود الأخيرة

منذ سنوات وانا اتابع قدر الامكان نضال الشعب الامازيغي عموما، وفي المغرب خصوصا، نتيجة العلاقة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *