القيادي بحزب آزادي الكوردستاني الموحد جويل أحمد عثمان في حوار مع “العالم الأمازيغي”

حاوره: منتصر إثري

قال عضو الهيئة القيادية بحزب آزادي الكورديستاني الموحد بسورية، جويل أحمد عثمان إن “الأجزاء الأربعة المشكلة للأراضي الكوردية تجمعها قواسم مشتركة من الظلم والاضطهاد المتبعة من قبل دول تركيا، سوريا، إيران والعراق”، موضحا أن “أي تطور سياسي على أي جزء من كردستان له انعكاساته على الأجزاء الأخرى سواء إيجاباً أو سلباً” في إشارة منه للاستفتاء المزمع إجراءه أواخر الشهر الجاري بإقليم كورديستان “العراق”.

وبخصوص أوضاع كورد سورية، أوضح القيادي الكوردي في حوار مع “العالم الأمازيغي” أن  “الشعب الكوردي عانى ويعاني منذ استقلال سوريا وحتى اليوم من أبشع أنواع الظلم والاضطهاد والحرمان من ابسط حقوقه، مع العلم كان للكورد دوراً رئيسياً في استقلال سوريا كونه شعب مرتبط بوطنيته أيضا، وعملنا إلى جانب إخواننا العرب وشاركناهم في جميع الحروب والمحطات التاريخية لسورية، ولكن كان تتويجنا المزيد من الحرمان من حقوقنا في سوريا”.

“بالنسبة للشعب الأمازيغي مثله مثل الشعب الكردي، هو شعب بدون دولة و يقارب 50 مليون نسمة أكثرهم في المغرب والجزائر وليبيا وفي تونس أيضا، هم أيضاً عانوا من الاضطهاد والتفرقة والعنصرية حتى يومنا هذا ونحن نحترمهم أيضا فلهم حقوق مثل غيرهم من الشعوب التواقة للحرية” يقول القيادي بحزب آزادي الكوردي.

مرحبا بك ضيفا على صفحة “قضايا الكورد” بجريدة العالم الأمازيغي، كيف تعرف نفسك لقرائنا؟

أهلا بكم وشكر للإتاحة هذه الفرصة، جويل أحمد عثمان من قرية علي كاميش، منطقة ديرك الواقعة في محافظة الحسكة ترعرعت في عائلة كردية وطنية وتعلمت منها القيم والمبادئ الوطنية والإنسانية النبيلة، انتسبت إلى صفوف الحركة الكردية في سوريا منذ ريعان شبابي في بداية الثمانينات من القرن الماضي، مارست عملي ونشاطي السياسي بشكل مستمر من دون انقطاع إيماناً مني بقضية شعبي المضطهد الذي ذاق كل أنواع الظلم وحيث تم اعتقالي وسجني مرات عديدة وملاحقتي وحرماني من الحقوق المدنية والسياسية ولكن ذلك لم يؤثر على نشاطي السياسي ولم تبعدني عنها واستلمت مسؤوليات عديدة إلى أن انتخبت عضواً للهيئة القيادية في الحزب الآزادي الكردستاني الموحد .

من هو الحزب الآزادي الكردستاني؟ متى تأسس؟ وما هي أهدافه؟

حزب الآزادي الكردستاني الموحد فصيلة ديمقراطية في المعارضة السورية تأسست في 14 حزيران 1957 تحت اسم الحزب الديمقراطي الكردستاني من قبل نخبة من المناضلين والمثقفين الكرد والأكاديميين أمثال أوصمان صبري ودكتور نور الدين ظاظا ورشيد حمو و  بقي الحزب على مسيرة ونهج المناضل أوصمان صبري حيث تعرض أعضاء ورفاق الحزب إلى شتى أنواع الظلم والاضطهاد والاعتقالات واستشهاد عدد من أعضائه عل أيدي النظام البعثي الحاكم. يناضل الحزب من أجل انتزاع الحقوق القومية وتحقيق مطالبه بالحرية والكرامة عبر تحقيق الفدرالية القومية عل أسس المساواة والعدل والديمقراطية وحرية الرأي.

ما هي مواقف حزبكم من الاستفتاء المزمع إجراءه في إقليم كردستان العراق؟ 

الاستفتاء حق مشروع لكل شعوب العالم، والشعب الكردي كأحد أقدم شعوب الشرق الأوسط والذي قدم آلاف الشهداء في سبيل حريته ونيل حقوقه وقد نال من الويلات والماَسي عبر مراحل تاريخية طويلة،  ونحن كحزب ازادي كوردستاني الموحد ندعم الاستفتاء بكل ما نملك للوصول إلى استقلال دولة.

وهل ترون في الاستقلال حلاً منصفاً للشعب الكردي؟

 كردستان حلم كل كوردي، ونرى بأن الاستقلال هو الحل الوحيد للشعب الكردي.

وماذا عن باقي المناطق الكوردية تركيا وسوريا وإيران؟

كوردستان هي أرض الكورد قسمتها الاتفاقيات الدولية إلى أربعة أجزاء كل جزء ألحقته بالدولة المحيطة بكوردستان (تركيا وسوريا وإيران وعراق) وكل جزء له خصوصيته، لكن الأجزاء الأربعة تجمعها قواسم مشتركة من الظلم والاضطهاد المتبعة من قبل الدول الغاصبة المذكورة وبالتالي أي تطور سياسي على أي جزء من كردستان له انعكاساته على الأجزاء الأخرى سواء إيجاباً أو سلباً.

كيف تنظرون في حزبكم إلى الصراع الدائر في سورية؟

 لا شك بأن الثورة السورية كانت شعارها الحرية والكرامة والمطالبة بإسقاط النظام بكل مرتكزاته الأمنية والسياسية، إلا أن النظام السوري السوري التجاء إلى الاستخدام المفرط للقوة وعسكرة الثورة ومحاولة إخراجها من مضامينها ومطالبيها الحقيقية وذلك عبر التوتر الطائفي والقومي وبالتالي وصلت سوريا لحالة الدمار الشامل وانهيار البنية التحتية وسوريا تتجه نحو التقسيم الإداري وفق النظام  السياسي الجديد.

على ذكر التقسيم الإداري، كيف تنظرون للفدرالية الكوردية المعلنة عنها في شمال سوريا؟

الفيدرالية حق مشروع لجميع الشعوب والأقليات وليس فقط للشعب الكوردي ونحن كحزب الآزادي الكردستاني الموحد نرى أن الفيدرالية أحسن حل للكورد في سوريا ولكن نختلف مع الفيدرالية المعلنة عنها في شمال سوريا من قبل حزب الاتحاد الديمقراطية الذي احتكر هذه الفيدرالية لحزبه ومصالحه الحزبي فقط دون الرجوع إلى الأحزاب السياسية الأخرى في شمال سوريا.

يعني حزبكم مع استقلال إقليم كورديستان “العراق”؟ ومع حل الفيدرالية ضمن وحدة سورية؟

مشروعنا واضح في حزبنا وذكرتها سابقاً نحن مع الفيدرالية التي تضمن حقوق الشعب الكوردي والأقليات الأخرى في سورية مع قيام دولة كوردستان في شمال العراق ضمن العهود والمواثيق الدولية، الكرد في شمال العراق رسموا حدودهم بالدم .

وكيف تنظرون في حزبكم لواقع الشعب الكوردي في سورية قبل وأثناء وبعد الثورة السورية والمآل الذي وصلت إليه؟

الشعب الكوردي عانى ويعاني منذ استقلال سوريا وحتى اليوم من أبشع أنواع الظلم والاضطهاد والحرمان من ابسط حقوقه، مع العلم كان للكورد دوراً رئيسياً في استقلال سوريا كونه شعب مرتبط بوطنيته أيضا، وعملنا إلى جانب إخواننا العرب وشاركناهم في جميع الحروب والمحطات التاريخية لسورية، ولكن كان تتويجنا المزيد من الحرمان من حقوقنا في سوريا.

كيف ينظر حزب الآزادي الكورديستاني الموحد  للتدخلات الأجنبية في الشؤون السورية غربية كانت أو عربية؟

لا شك أن التدخلات الدولية والعربية والدول الإقليمية كان لها دور سلبي على انحدار مسار الثورة السورية، وأدت إلى استمرار النزيف السوري ولم يبادروا إلى حل لوقف إراقة الدماء والأزمة السورية . روسيا وأمريكا وتركيا وإيران تتحكم على أرض الواقع وأصبحت سورية ساحة الصراع فيما بينهم وتصفية حسابات على حساب دماء الشعب السوري.

هل تعتقدون بأن النظام السوري انتهى؟ 

النظام السوري انهار واستنفذ كامل قوته العسكرية والاقتصادية وحتى انهار اجتماعيا، إلا أن روسيا وحلفائها تحاول إنقاذها بشتى الوسائل .

وما هو البديل الذي ترونه مناسبا لحل الأزمة السورية؟

أي حل الأزمة السورية يجب أن يعتمد على دولة لامركزية تعددية علمانية تحترم حقوق كافة الأقليات والطوائف في سوريا وتلبي متطلبات وأهداف الثورة بحجم تضحياتها.

وماذا عن المعارضة السورية وهل هناك تفاهم معها بخصوص الحقوق الكوردية؟

لا يوجد لدينا اتفاقيات مع المعارضة السورية ولكن لدينا علاقات مع بعض الأحزاب والشخصيات الوطنية التي تشاركنا بتقارب رؤيتنا السياسية وعلـى مبدأ قبولهم بشراكة سورية وطنية لكل السوريين، وحتى الآن أغلب المعارضة في سوريا لا تعترف بحقوق الشعب الكردي في سوريا بأنه شعب عريق على أرضه التاريخية وبالعكس عندما يطرح الموضوع الكوردي تتفق المعارضة مع النظام ضد حقوق الشعب الكردي في سوريا.

كيف تنظرون في حزبكم لموقف تركيا من الحقوق الكوردية وتهديداتها المستمرة للشعب الكوردي؟

تركيا حاربت وتحارب الكورد منذ عقود وترفض قيام  أي كيان كوردي خوفاً على مصالحها وسياستها في المنطقة وهي ترفض مناقشة  أي حوار حول مستقبل كورد تركيا، ونحن كحزب الآزادي الكردستاني الموحد نحترم خصوصية كورد تركيا واتخاذ ما يرونه مناسباً إلا أننا نرفض القمع والاضطهاد من قبل الحكومة التركية تجاه الشعب الكوردي هنالك .

أين وصلت المعارك التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردي ضد داعش؟

قوات حماية الشعب هي قوات ذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي والتي تعتبر من روافد حزب العمال الكردستاني المؤدلجة فكرياً و التي ساهمت بشكل كبير بدحر الإرهاب المتمثل بداعش من المناطق الكردية، لكن القوى الحاكمة بالإدارة الذاتية للمناطق الكردية حكمت الشعب بسياسة كم الأفواه وزج المناضلين والمختلفين سياسيا معهم في زنازين تابعة لهم كما أن تلك القوة العسكرية تنسق مع النظام السوري في مواجهة الجيش الحر .

وهل تعتقدون أنه ثمة هناك من يدعم داعش؟

كما يعرف الجميع، داعش هي لعبة بأيدي الدول الكبرى التي تمولها بالسلاح والمال من أجل الحفاظ على مصالحها وتحقيق أهدافها في المنطقة .

ماذا تعرفون في حزبكم عن القضية الأمازيغية؟ 

بالنسبة للشعب الأمازيغي مثله مثل الشعب الكردي بدون دولة و يقارب 50 مليون نسمة أكثرهم في المغرب والجزائر وليبيا وفي تونس أيضا، هم أيضاً عانوا من الاضطهاد والتفرقة والعنصرية حتى يومنا هذا ونحن نحترمهم أيضا فلهم حقوق مثل غيرهم من الشعوب التواقة للحرية، حتى ألان نحن كحزب لا توجد لدينا علاقات معهم. والأمازيغ شعب مضطهد مثل الشعب الكردي ونحترم رأيهم فيما يقررونه من حلول لقضيتهم ضمن الحلول والحقوق المشروعة ونسعى ونعمل جاهدا للتوسيع وتطوير العلاقة أكثر بين الشعبين الكردي والأمازيغي.

كلمة ختامية لك؟

ختاماً اشكر صحيفة العالم الأمازيغي لإتاحة هذه الفرصة لي والتعبير عن رأينا ونتمنى لكم التوفيق والنجاح والانتصار للشعبين الكردي والأمازيغي.

اقرأ أيضا

الكورد والأمازيغ.. الكفاح من أجل الهوية بين تشابه الواقع واختلاف أساليب النضال

الحدود السياسية التي رسمتها الدول الاستعمارية بعد بسط نفوذها على أرث الامبراطورية العثمانية وفرض هيمنتها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *