القيادي بحزب «يكيتي» الكوردي عبد القادر حمي «للعالم الأمازيغي»

الأمازيغ إخوة لنا في الظلم والاستبداد

لم يستبعد عبد القادر حمي، القيادي في حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا والمعروف اختصار بـ(يكيتي)، قيام دولة كردية ذات سيادة، مشيرا في حواره مع «العالم الأمازيغي» أن النضال والكفاح المسلح ودماء الشهداء ينير الطريق لقيام الدولة الكوردية، مبرزا أن الشعب الكردي من الشعوب المظلومة ولها الحق بالتحرر، وهذا «حلم كل فرد كما تغرد البلابل لتحررها من الأقفاص».

وحول الحرب المستمر بين الكورد تنظيم «داعش» أكد عضو اللجنة المنطقية لحزب «يكيتي» أن القوات الكردية تحارب أقوى قوة ظلامية إرهابية على وجه الأرض نيابة عن العالم بأكملها، موضحا أن القوات الكوردية دخلت في اعنف جبهة، أطلقت عليها جبهة غضب الفرات لتحرير محافظة الرقة بمساندة قوات التحالف الدولي التي تعد المعقل الأساسي لداعش وجعلتها عاصمة لنفسها.

وشدّد القيادي الكوردي على أن الحل الأمثل للشعب السوري هو قيام دولة فيدرالية تعددية تعترف بكل مكوناتها، وعلاقة بالعلاقة الأمازيغية الكوردية، قال حمي أن هناك تشابه بين الشعبين من حيث الظلم والاستبداد، مؤكدا استعداد حزبه للعب دور مهما في تقريب وتطوير علاقة الشعبين.

بداية نود أن يتعرف عليك قراء العالم الأمازيغي؟

عبد القادر حمي، سياسي كردي وعضو اللجنة المنطقية لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).

حدثنا عن حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا ؟متى تأسس ؟

هو إطار سياسي ديمقراطي بمثابة امتداد طبيعي لأول حزب كردي في سوريا انبثق منذ صيف 1957 يشكل أداة نضالية من إتحاد طوعي لأفراد ذوي مطالب وأهداف مشتركة يقبلون برنامجه السياسي ونظامه الداخلي ليعملوا من اجل رفع الاضطهاد القومي عن كاهل الشعب الكردي في سوريا وتحقيق الاعتراف الدستوري بوجوده بهدف تمكينه من التمتع بحقوقه القومية المشروعة في إطار وحدة البلاد عبر اعتماد أسلوب النضال السلمي ويعمل بالتكاتف مع جميع القوى الوطنية الديمقراطية لبناء الدولة الحديثة على أسس من الديمقراطية والشراكة واحترام حقوق الإنسان في ضل سيادة القانون وحمايته .

في عام 1988 انشقت مجموعة قيادات وقواعد الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) والتقت المجموعة مع حزب العمل الكردي في سوريا بالإضافة إلى مجموعة من قواعد حزب اليسار الكردي إلى جانب حزب الشغيلة الديمقراطي الكردي فعقدت مؤتمرين في عامي 1990 و1993 وإثر تلك المؤتمرين تأسست حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا ترأسها الأستاذ المرحوم إسماعيل عمر منذ ذلك التاريخ حتى وفاته سنة 2001ويعتبر الحزب كسائر الأحزاب المعارضة السورية حزباً محضوراً، وحزب الوحدة هو ابرز الأحزاب المؤسسة لإعلان دمشق بالإضافة إلى مشاركته في تأسيس المجلس الوطني الكردي في سوريا، وعمل جاهداً لعدة اتفاقيات، اتفاقية هولير (1)اتفاقية هولير(3)واتفاقية دهوك ، بقيادة سكرتيره الأستاذ محي الدين شيخ آلي.

وما هي أهداف حزبكم ؟

نسع إلى رفع الاضطهاد القومي وفضح السياسة الشوفينية حيال شعبنا الكردي في سوريا وذلك عبر رصد وتوثيق أوجه ووقائع التمييز لنشرها على أوسع نطاق، وكذا إلغاء نتائج الإحصاء العنصري الخاصة بمحافظة الحسكة منذ عام 1962وكذلك مشروع الحزام العربي عبر مواصلة النضال السلمي وتكثيف اللقاءات مع القوى والشخصيات السياسية وفعاليات المجتمع المدني بغية وضعها في صورة المظالم وكسب تأيدها بهدف استعادة الجنسية للمجردين منها وعودة الحق لأصحابها .

أيضا نسعى إلى تنفيذ وتوثيق الذرائع التي تعيق وتمنع مشاركة الأكراد في العديد من مؤسسات الدولة، إلى جانب حماية اللغة والهوية الثقافية الكردية ومناهضة سياسات التعريب، وأيضا مواصلة الجهود لتأطير الحركة الكردية في سوريا على قاعدة برنامج الحد الأدنى برؤية وطنية واضحة وإرساء أسس التعامل الديمقراطي بين فصائلها عبر اشتراك وطنيين مستقلين وفعاليات ثقافية احتراماً للرأي والرأي الآخر وتشجيع الوحدات الاندماجية، وحل القضية الكردية ديمقراطياً في سياق التمتع بحقوق المواطنة كاملة والاعتراف الدستوري بوجوده للتمتع بحقوقه القومية المشروعة من خلال الإدارة الذاتية للمناطق الكردية في إطار وحدة البلاد.

كيف ينظر الحزب للواقع الكردي عموماً، أقصد في سورية ؟

الأكراد هم القومية الثانية في البلاد وعانت الاضطهاد منذ مئات السنيين، فلابد أن تكون لهم جغرافية وكيان ذو طابع خص بهم، وبسبب التدخل الخارجي في الشأن الكردي هناك تشرذم في الحركة الكردية بسبب المحاور فهناك محورين، محور( هولير )ومحور (قنديل)، والتحالف الوطني الكردي التي تمثل شريحة واسعة من الجماهير الكردية تائهة بين الطرقة والسنديان بعيدة عن التخندق والمحاور، فلذا ليس هناك خيار للشعب الكردي إلا العودة إلى اتفاقية دهوك ووحدتهم هي كفيلة لنصر قضية عادلة في كردستان الغربية.

وموقفه من الأحداث الجاري في سوريا ؟

موقفنا كان واضحاً منذ البداية عدم عسكرة الثورة والانجرار إلى الطابع العسكري التي ألت إليها البلاد، في بداية الأزمة السورية نزلت الجماهير إلى الشوارع وهتفت بإسقاط النظام ضمن ثورة سلمية، إلا أن النظام قمع المظاهرات واتجهت الثورة نحو التسلح والعسكرة وإبادة الشعب السوري، والتشرد والجوع والدمار.

ما موقف حزبكم من الفدرالية المعلنة عليها في الشمال السوري؟

لابد أن يكون للأكراد جغرافية خاصة بهم والتمتع بلغتهم الأم، ونحن كحزب ندعم الفدرالية، لكن بأسلوب مختلف وعدم التفرد بالحكم وأن تمثل كافة الأقليات من عرب وكرد وتركمان واشور وكلدان تحت رؤية موحدة .

هل انتم مع قيام دولة فدرالية في سوريا؟

نعم، ولابد أن تكون هناك فدرالية في سوريا تتضمن حقوق كافة المجتمع السوري، والفدرالية هي الخيار الأفضل للشعب السوري برمته.

ما موقفكم من قيام دولة كردية كبرى ؟

جميع الشعوب المضطهدة تحلم بالتحرر، والشعب الكردي من الشعوب المظلومة وله الحق بالتحرر، ودولة كردية كبرى حلم كل فرد كما تغرد البلابل لتحررها من الأقفاص.

عمليا هل يمكن قيام دولة كردية مستقلة تتمتع بكل مقومات الدولة المستقلة؟

ليس هناك استبعاد قيام دولة كردية ذات سيادة، النضال والكفاح المسلح هو الذي يثبت للزمن ذلك، فدماء الشهداء هي التي تنير طريق تلك الدولة.

حدثنا قليلاً من الأحداث الجارية بين القوى الكردية والتنظيم الإرهابي داعش ؟

القوات الكردية تحارب أقوى قوة ظلامية إرهابية على وجه الأرض، أي ما يسمى «داعش» نيابة عن العالم بأكمله، فهي تحارب من عدة محاور سواء في الإقليم أو كردستان الغربية وهي بالتقدم في جميع المحاور.

أين وصلت المعارك بين الطرفين؟

هم في أعنف جبهة أطلقت عليها جبهة «غضب الفرات» لتحرير محافظة الرقة التي تعد المعقل الأساسي لداعش وجعلتها عاصمة لنفسها، طبعا بمساندة قوات التحالف الدولي.

سياسياً ماذا كسب الكرد من تضحياتهم ودحرهم لداعش من عدد من المناطق الكردية؟

تعاطفت الدول معها وكسبت ثقة أقوى دولتين على الأرض روسيا وأمريكا، وإقامة الإدارة الذاتية المؤقتة والإعلان عن فدرالية شمال سوريا، تأمين الأمان لشعبها رغم الظروف الصعبة والتمثيل في المحافل الدولية، وتأكيدهم على لغة الأم في المدارس والجامعات في مناطقهم.

كيف ترى التدخل الأجنبي في سوريا هل يصب في مصلحة القضية الكردية أم العكس؟

دخول قوات أجنبية إلى سوريا هي بمثابة خرق احترام سيادة الدولة، لكن عندما يتعلق الأمر بالإرهاب يكون هناك وجهة نظر آخر، وتلك الدول لها مصالح اقتصادية وسياسية وفرض هيمنتها.

أما بالنسبة للشق الثاني من السؤال، فلكل الدول مصالحها وكون الكرد من الأقليات وتشكل القومية الثانية لابد أن تكون مصالحهما معاً، فالأكراد متعطشون للحرية منذ أمد بعيد، والدول مصلحتها بأن تكبر «الأقليات» وفي نفس الوقت تهدم البنية التحتية لدول الشرق الأوسط .

كيف هي علاقتكم بباقي القوى الكردية؟

نحن كحزب على مسافة واحدة عن جميع القوى الكردية في ضمن علاقات احترام متبادلة.

ماذا عن علاقتكم بالمعارضة السورية ؟

نحن ككرد ننظر إلى جميع المكونات السورية بأننا إخوة في ضل البلاد، وليست لدينا أي علاقة مع المعارضة السورية كوننا نرى بأن المعارضة تمارس الإقصاء وسياسة الشوفينية بحق الكرد، فلا فرق بينها وبين النظام، لكن إن عادوا إلى طاولة الحوار وتقبلوا حق التقرير المصير للشعب الكردي، والموافقة على حقوقهم سيكون لنا وجهة نظر أخر .

كيف هي علاقتكم بإقليم كردستان؟

علاقة تآخي وهم إخوة لنا ناضلوا على مدى مئات السنين ونكن لهم كل الاحترام وهم من لحمنا ودمنا ومصيرنا واحد.

ماذا تعرف عن العلاقات الأمازيغية الكردية وهل هناك تشابه بين القضيتين؟

علاقة ودية تآخي بين الشعبيين وندعمهم لإيجاد حل عادل لقضيتهم، نعم هناك تشابه من حيث الظلم والاستبداد، لكن القضية الكردية بين ثلاثة قوة (العرب. الترك. الفرس )، أما بالنسبة للشعب الأمازيغي فهو محصورة من طرف جهة واحد، واختلاف في البيئة والجغرافية، لكنهم إخوة لنا في الظلم والاستبداد.

هل يمكن أن تتطور علاقة الشعبين؟

بالتأكيد فالشعبين عريقين ويكنون لبعضهم البعض الاحترام.

هل يمكن لحزبكم أن يلعب دوراً في تطوير هذه العلاقات؟

بالتأكيد سنلعب دورا مهماً، فنحن كحزب مع المضطهدين في كل بقعة على الأرض، والشعب الأمازيغي جزء من هؤلاء المضطهدين.

كلمة أخيرة لك؟

أشكر جريدة «العالم الأمازيغي» التي أتاحت لي فرصة اللقاء، والنصر لقضيتكم العادلة، نحو مستقبل مشرق لشعبكم الأمازيغي.

حاوره: منتصر إثري

شاهد أيضاً

«مهند القاطع» عروبة الأمازيغ / الكُرد… قدر أم خيار ؟!

يتسائل مهند القاطع، ثم يجيب على نفسه في مكان أخر ( الهوية لأي شعب ليست …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *