القيادي في حزب اليسار الديمقراطي الكردي عمران السيد في حوار مع «العالم الأمازيغي»

شدد القيادي البارز في حزب اليسار الديمقراطي الكوردي، عمران السيد على ضرورة تطوير علاقات الشعبين الأمازيغي والكوردي، مشيرا إلى أن كلا الشعبين يعانون من نفس المعاناة.

وعلاقة بموضوع الشعب الكوردي في سوريا، أكد القيادي اليساري في حواره مع «العالم الأمازيغي» أن القضية الكردية في سوريا قضية وطنية وفوق الصراعات الإقليمية ولا يمكن أن يكون أي حل في سوريا دون مشاركة الكرد فيه، وأضاف «إما سوريا مع الكرد أو سوريا سنية عروبية وهذا الشكل الأخير مرفوض دوليا ومحليا».

نحن نعمل على تطوير علاقاتنا مع الامازيغ
لم ندخل المعركة مع داعش بمحض إرادتنا وإنما فرض علينا، فإما أن نقتل وتسبي نساؤنا أو ننتصر وندحض داعش

من يكون ضيفنا، وكيف تود أن تعرف نفسك لقراء العالم الأمازيغي؟

عمران السيد عضو المكتب السياسي في الحزب اليسار الديمقراطي الكردي في سوريا، وعضو الهيئة التنفيذية في التحالف الوطني الكردي.

حدثنا عن حزب اليسار الكوردي؟ متى تأسس؟

الحزب اليسار الديمقراطي الكوردي في سوريا هو امتداد لحزب اليسار الكردي الذي تأسس في 5ـ 8 ـ 1965، وذلك بعد أول انشقاق في الحزب الديمقراطي الكردستاني، ومنذ ذلك الحين وحتى 2011 ناضل الحزب بشكل سري، كون سوريا مثلها مثل كل البلدان «العربية» تعاني من الاستبداد وإقصاء كل المكونات الغير عربية من الحياة السياسية، وبعد اندلاع الثورة في سوريا عام 2011 حصل خلاف داخل الحزب لأسباب كثيرة منها ما هو سياسي ومنها ما هو تنظيمي واشتد الخلاف داخل الحزب خاصة نتيجة لسلوك السكرتير ومحاولته ممانعة استحقاقات التغيير الذي ضرب كل المنطقة، وبذلك اضطرت غالبية اللجنة المركزية والمكتب السياسي إلى الدعوة لعقد مؤتمر استثنائي بموجبه اتخذ قرار بإبعاد السكرتير وتغيير اسم الحزب من الحزب اليساري الكردي إلى الحزب اليسار الديمقراطي الكردي في سوريا.

ما هي أهداف حزبكم بصيغته الجديدة في سوريا اليوم؟

حزب اليسار الديمقراطي يناضل من أجل تحقيق التغيير الديمقراطي في سوريا وتحقيق مطالب الكرد في بناء نظام تعددي يقر بالكرد كثاني مكون أساسي في سوريا وحل القضية الكردية كقضية شعب يعيش على أرضه التاريخية من خلال دولة اتحادية يكون للكرد فيدراليتهم الخاصة ضمن الكيان السياسي السوري.

ما موقف حزبكم من الأحداث الجارية في سوريا؟

كنا من البداية كما هي كل الحركة الكردية مع الثورة السورية، لكن هذا الحركة اختطفت من قبل بعض الدول الإقليمية، أيضا هيمنة الطرف الإسلامي على هذا الحراك، لذلك نحن في كردستان سوريا أعلنا عن الطريق الثالث الذي هو ثورة «روج افا» أو كردستان الغربية، أي أننا ضد الاستبداد ولسنا مع المعارضة الإخوانية، لكن في المقابل هناك تحاور مع كل القوى العلمانية في سوريا لإنشاء جبهة عريضة.

كيف ترون التدخل الأجنبي في سوريا هل يصب في صالح القضية الكردية أم العكس؟

موضوع التدخل الأجنبي في سوريا، أصبح واقع، حيث أن كل الأطراف المتصارعة، لها امتدادات خارجية ومصالح متبادلة، ونحن نرى أن الشكل الأمثل لحل القضية السورية هو جلوس كل المكونات السورية مع بعضها، لأنه لم يعد باستطاعة أي طرف الحياة دون الطرف الداعم له، فقط الكردي يدرك بأن مصلحته ومشكلته مع شركاء الوطن وليس في الخارج، ولا أخيفكم سرا أننا نحاول الاستفادة من هذا الواقع المؤلم.

كيف تنظرون في حزبكم للواقع الكردي عموماً؟

نرى بأن القضية الكردية على مستوى الكردستاني تتطور في السنوات القليلة المنصرمة، لكنها تعاني من بعض المعوقات الداخلية، وأكيد هناك الكثير من أصدقاء الكرد يضغطون لتجاوز كل الإشكاليات.

هل انتم مع قيام دولة فيدرالية في سوريا؟

أكيد، وطرحنا مع عشرة من الأحزاب الأساسية الكردية رؤيتنا للحل في سوريا، كما أننا نرى بان الحل الأمثل هو سوريا فيدرالية، كما أن حزبنا من مؤسسي الفيدرالية في «روج افا» شمال سوريا مع الكتلة الأكبر من الأحزاب الكردية وقوى وممثلين عن بقية مكونات المنطقة، والآن نحن بصدد إعداد مشروع تحت عنوان طريق الحل سأبعثه لكم لاحقا.

وما موقفكم من قيام دولة كوردية كبرى؟

أي كردي أينما كان يحلم ويتمنى كردستان الكبرى، لكن الحلم شيء والواقع شيء أخر، بتصوري دولة كردية في مثل الظروف الراهنة صعب إن لم يكن مستحيلا، لذلك نحن حزب سياسي ونعمل على الممكن.

عمليا هل يمكن قيام دولة كوردية مستقلة تتمتع بكل مقومات الدولة المستقلة؟

على الأقل بخصوص الجزء الكردستاني الملحق بسوريا صعب في الوقت الراهن، لكن في تصوري قيادة إقليم كردستان تعي هذه الحقيقة جيدا، لكن إن لم يحصل تفاهمات حقيقية مع الحكومة المركزية بالعراق، ستبحث قيادة الإقليم عن خيارات أخرى وهذا ما أعلنه أكثر من مرة السيد رئيس الإقليم مسعود البارزاني، ومن بين هذه الخيارات إعلان دولة مستقلة.

حدثنا قليلا عن الأحداث الجارية بين القوى الكوردية والتنظيم الإرهابي داعش؟

داعش هي الوجه السيئ للنزعة العروبية ـ الإسلاموية، لذلك هو ضد كل المختلف عنه، في البداية وفي «روج افا» احتلت داعش جزء ليس بقليل من مناطقنا وهذا العدوان هو ما سرع بإنشاء قوة عسكرية كردية للدفاع عن المناطق الكردية، وبعد الانجازات الكبيرة التي حققتها القوات الكردية بإبعادها لداعش وكل القوى الإرهابية عن روج افا، الآن تعمل على إنهاء داعش من كل الأراضي سوريا، لان وجود داعش هو خطر على كل السوريين وفي طليعتهم الكرد.

وأين وصلت المعارك الجارية بين الطرفين؟

الآن لا يوجد داعش ولا أي إرهابي في روج افا، وقواتنا تعمل على تحرير الرقة «عاصمة داعش» من الإرهاب، طبعا بمشاركة قوات التحالف الدولية.

سياسياً ماذا كسب الكورد من تضحياتهم ودحرهم لداعش من عدد من المناطق الكوردية؟

لم ندخل المعركة مع داعش بمحض إرادتنا وإنما فرض علينا، فإما أن نقتل وتسبي نسائنا أو ننتصر وندحض داعش، لذلك في البداية لم يكن هناك حسابات الربح أو الخسارة، أما الآن بتصوري أصبحت القضية الكردية في سوريا قضية فوق إقليمية ولا يمكن لأي حل في سوريا دون مشاركة الكرد في هذه الحلول، كما أصبحت القضية الكردية قضية وطنية فإما سوريا مع الكرد أو سوريا سنية عروبية، وهذا الشكل الأخير مرفوض دوليا ومحليا.

كيف هي علاقة حزبكم بباقي الأحزاب الكوردية في سورية؟ وبحزب الديمقراطي الكردستاني في إقليم كردستان؟

لنا علاقات جيدة وتنسيق عالي المستوى مع معظم القوى الكردية في سوريا، ونحن مع خمسة أحزاب أخرى شكلنا التحالف الوطني الكردي، ولنا علاقات مع كل القوى الكردستانية على أرضية احترام خصوصية كل جزء، لكن بكل تأكيد علاقتنا مع البعض اكتر من ممتازة ومع الآخرين جيدة حسب الظروف والمواقف السياسية، لنا رأي واضح كل من يحترم خصوصيتنا ولا يتدخل في قراراتنا ككرد في سوريا علاقتنا جيدة معه.

وماذا عن علاقتكم بالمعارضة السورية؟

لنا علاقات مع كل الأطراف الديمقراطية والعلمانية في المعارضة السورية، أما الاتجاهات ذات النزعات الدينية فليس لنا معهم أي اتصال.هل تساند موقف الكورد في الفيدرالية؟ بعض القوى تساند وبعضها تقف على الحياد، والبعض الأخر يرفض وبقوة، وهناك من يهاجم الفيدرالية، بالمقابل الرئيس المشترك للفيدرالية هو رياض ضرار المعارض السوري المعروف.

ماذا  تقول عن  الأمازيغ؟

أتمنى أن أبني صداقات مع الناشطين الأمازيغ، وأكيد سأبدأ من اليوم في ربط وتطوير العلاقات الطيبة مع الشعب الأمازيغي.

هل يمكن أن تتطور علاقة الشعبين مستقبلا؟

أكيد، ويجب أن تتطور لأن كلا الشعبين يعانون من نفس المعاناة.

الكلمة مفتوحة لك لما تود قوله وفي الشأن الذي تريده؟

أتمنى من كل الشعوب المضطهدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التكاتف معا ضد كل أشكال الاضطهاد والعنصرية، وما يجري اليوم هو في صالحنا.

حاوره: منتصر إثري

اقرأ أيضا

الكورد والأمازيغ.. الكفاح من أجل الهوية بين تشابه الواقع واختلاف أساليب النضال

الحدود السياسية التي رسمتها الدول الاستعمارية بعد بسط نفوذها على أرث الامبراطورية العثمانية وفرض هيمنتها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *