كشفت جولة داخل المعرض الدولي للكتاب والنشر بمدينة الدار البيضاء، ضعف حضور الكتاب الأمازيغي، حيث يقتصر تواجده على بضعة أروقة لا يتجاوز عددها رؤوس الأصابع ومحدوديةً في الإنتاج، تعكس صورة عامة عن واقع الكتابة باللغة الأمازيغية، الذي تقوض إشكالات النشر والتوزيع، حسب باحثين، انتشاره، رغم التطور المسجل خلال السنوات الأخيرة.
وأكد الأستاذ الجامعي، أحمد الخنبوبي لموقع “القناة الثانية” الذي أوردت الخبر، أن واقع الكتاب الأمازيغي، يستدعي استحضار التهميش الذي عانته الأمازيغية كلغة وكثقافة خلال فترة ما بعد الاستقلال، مشيرا أن الكتاب الأمازيغي ما يزال يعاني من تبعات هذا التهميش رغم أن هناك إرادة سياسية، نسبيا لإعادة الاعتبار الأمازيغية، وبالتالي فموقعه في اعتقادي في إطار المعرض الدولي للكتاب وفي سوق الكتاب بصفة عامة، مازال ضيقا.
وأضاف مدير مجلة “أدليس” أن الكتاب الأمازيغي يحتاج إلى نوع من التمييز الإيجابي والدعم والتشجيع، من طرف المؤسسات والوزارات الوصية، مبرزا أنه في حالة استمرار الكتاب الأمازيغي في هذه الوضعية، رغم وجود إنتاج مهم للباحثين والكُتاب للرقي بمستوى الكتاب الأمازيغي، قد نصل لمرحلة يختفي فيها، في مقابل المنافسة الشرسة من طرف دور النشر في مجموعة من الدول التي تنتج بوتيرة سريعة والتي تنتج الكتاب بلغات عالمية”.
وشدد الخنبوبي على مكانة الكتاب هي مكانة محورية في المعرفة والعلوم والثقافة، موضحا أنه “لا يمكن لأي شعب أن يرتقي ويتقدم دون العودة إلى أصوله وثقافتة وتراثه”، وأضاف: “هنا يكمن دور الكتاب الأمازيغي لأنه يجسد مكونا أساسيا من مكونات الهوية المغربية وبالتالي لا يمكن الحديث عن التنمية او التقدم دون التشبث بتراثنا واصولنا، بمعنى أنه إذا همشنا الكتاب الأمازيغي واعطينا العناية للغات أخرى غير اللغات الوطنية فإننا نحتقر ذواتنا”.
في المقابل، قال الباحث في الثقافة الأمازيغية، أحمد عصيد إن “الكتاب الأمازيغي يعرف في السنوات الأخيرة، تطورا كبيرا من حيث النوع والكم، بعد أن ارتفعت الإصدارات بسبب إدراج الأمازيغية في التعليم وترسيمها وأيضا بعد تقعيدها ومعيرتها، ما منحها وضعا اعتباريا أفضل وخضعت لمسلسل تهيئة لغوية من طرف المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية”.
وأبرز عصيد في تصريح لموقع القناة الثانية، أنه اليوم خلقت اتحادات ورابطات للكتاب الأمازيغ، وظهر جيل جديد من الكتاب الشباب في الرواية والقصة والمسرح والسيناريو، وهو ما أدى حسب المتحدث إلى حدوث تطور نوعي في كل هذه المجالات، كاشفا أن “الكتاب الأمازيغي يعكس اهتمامات النخب الأمازيغية”.
وبخصوص المشاكل التي تعترض الكتاب الأمازيغي، قال عصيد إن أ”كبر مشكل يتعلق بالتوزيع، كون الكتاب لا يصل إلى القراء، في مختلف المناطق، بسبب عدم اهتمام الموزعين بكتب اللغة الأمازيغية بل وأحيانا رفض توزيعه”، مشيرا أن “هذه الذهنيات القديمة تؤثر على وضعية الكتاب اليوم”.