الكسكس ركنا من أركان الإسلام

الطيب أمكرود

اكتسبت عدد من العادات في أذهان الناس صفة القداسة، فمن فرط التكرار أضحى عدد منا يظن أن جزءا غير يسير مما نقوم به جزء لا يتجزأ من المعتقد يجب الدود عنه والعمل على المحافظة عليه وصيانته. ويظن عدد كبير من المغاربة، من فرط تأثير الإيديولوجيات السائدة، أن ممارساتهم الدينية لا تصح من دون القيام بجملة شعائر لا صلة لها بصميم الدين نفسه.

وتشتهر بلدان شمال إفريقيا برصيد هائل من الأكلات صلبها ما تنتجه الأرض من خيرات، ويعتبر الكسكس أكثرها شهرة وحضورا في كل فصول السنة، بل أن من مراسيم احتفال سكانها بالسنة الجديدة إعداد هذه الوجبة بمختلف تنويعاتها، وينذر أن تجد أسرة مغربية يغيب عن مائدتها مع اختلاف الأوقات والنسب والأسباب.

ويتخذه الناس في مناطق كثيرة كالأطلس الكبير الغربي وجبة رئيسية يومية غالبا ما يتم إعدادها للعشاء ويتناول مرفوقا باللبن المخيض، أو طعاما يقدم للعمال المياومين خصوصا عمال الحصاد بين وجبتي الغذاء والعشاء، إلا أنه اكتسب شيئا فشيئا منذ قرابة العقدين قسطا من القداسة وأضحى عنصرا رئيسيا من طقوس كالمآتم؛ وتفضل الأسر المغربية الكسكس طعاما يقدم هبات للمساجد ورجال الدين في المناسبات الدينية مع التفنن في تنويعه.

إلا أن المثير في قصة علاقة المغاربة بالكسكس أنه تحول منذ سنوات إلى جزء من الطقوس التعبدية ليوم الجمعة، فهذا اليوم عند المغاربة، خصوصا في الحواضر، مرتبط بالكسكس والذهاب إلى المسجد؛ بل إن من تطلعات عدد منا تعطيل العمل أو تعديل أوقات الذهاب إليه مساء الجمعة بعد أداء الصلاة وأكل الكسكس.  ومن الطرائف أن نقاشا  فتح بين زميلين في العمل حول ظاهرة الكسكس أفضى إلى حكم أحدهما على زميله الذي لا تعد أسرته الكسكس يوم الجمعة ببعده عن الدين وكأن الكسكس ركن سادس للإسلام.

شاهد أيضاً

الجزائر والصحراء المغربية

خصصت مجموعة “لوماتان” أشغال الدورة السابعة لـ “منتدى المغرب اليوم”، التي نظمتها يوم الخامس من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *