الكوردية نادية مراد تفوز بجائزة نوبل للسلام

تمكنت الناشطة الكوردية/الإيزيدية، نادية مراد من الفوز صباح الجمعة 05 أكتوبر الجاري، بجائزة نوبل للسلام لعام 2018، إلى جانب دينيس موكويجي من الكونغو الديمقراطية، ومنحت الأكاديمية السويدية، جائزة نوبل مراد ودينيس على جهودهما لإنهاء استخدام العنف الجنسي كسلاح في الحرب والصراع المسلح.

وقالت الأكاديمية السويدية إن “دينيس موكويغى هو الشخص الذي كرس حياته للدفاع عن ضحايا العنف الجنسي في زمن الحرب. أما نادية مراد هي الشاهدة التي تحدثت عن الانتهاكات التي ارتكبت ضد نفسها والآخرين”. وقالت لجنة نوبل النرويجية، في إعلانها، إن دينيس موكويغي ونادية مراد: “لهما إسهاما حاسما في تركيز الانتباه على جرائم الحرب من هذا النوع ومكافحتها”.

وتقدر جائزة 2018 بتسعة ملايين كرونة سويدية ما يعادل 1.01 مليون دولار، وستمنح في حفل في أوسلو يوم 10 دجنبر المقبل.

وقالت نادية مراد الفائزة بجائزة نوبل للسلام، إن حصولها على هذه الجائزة مسؤولية كبيرة للعمل على إنهاء معاناة النساء في العالم وفي العراق تحديدا.

وصرحت مراد لـRT قائلة: “لأنني عشت المعاناة وكم هي الآلام التي لاقيتها منها، سأعمل جادة وبكل قوة من أجل مساعدة النساء على أن لا يكن ضحايا لأعمال العنف أو الممارسات العنيفة في أوقات السلم والحرب”.

وأضافت: “شكرا لمن دعمني، وشكرا لكل النساء حول العالم، فبوجودهن وتحديهن للمصاعب يمكننا أن نكون أقوى لنشر السلام في الأرض”.

*نادية مراد

تعرضت نادية مراد للاختطاف والسبي على يد تنظيم “دعش” الإرهابي، بعد اجتياحه في غشت 2014 إلى قرى الإيزيديين بجبال قضاء سنجار، وقتل أهلها في القرى من بينهم أمها وستة من أخوانها وأخذت سبية من قبل عناصر “داعش”، وتعرضت الاغتصاب الجنسي والعنف وكافة أنواع التنكيل لمدة ثلاثة أشهر، وكانت نادية واحدة من أكثر من 6700 امرأة إيزيدية أخذت كسبايا وجواري لدى “داعش”.

وبعد ثلاثة أشهر في قبضة التنظيم الإرهابي، تمكنت من الفرار من الإرهابيين واستطاعت إيصال قضيتها من خلال الإعلام إلى العالم، بعد أن قررت الحديث عن تجاربها مع الاختطاف والقتل والاغتصاب الذي تعرضت له إلى جانب أهلها من الإيزيديين.

وقالت نادية مراد في كتاب “الفتاة الأخيرة” الذي دونت فيها قصتها التي تعاطف معها العالم :” لكوني ناجية من الإبادة الجماعية تقع على عاتقي الكثير من المسؤولية، كنت محظوظة لأنني نجوت بعد أن قتل أشقائي ووالدتي (…) إنها مسؤولية كبيرة وعليّ أن أتحملها، دوري كناشطة ليس فقط نقل معاناتي، بل نقل معاناة العديد من الناس الذين يعانون من الاضطهاد”.

وأوضحت مراد في مقابلة سابقة مع “لبي بي سي”: “تحت حكمهم، المرأة التي تتعرض للسبي تتحول إلى غنيمة حرب، وإذا حاولت الفرار، فإنها تُحبس في غرفة منفردة، ثم يغتصبها الرجال الموجودون في المبنى، وبدوري كنتُ عُرضة للاغتصاب الجماعي”. وأضافت أنها “استُقدمت إلى مناطق عدة، وباعها مسلحو التنظيم لأشخاص كُثُر، لكنها تمكنت في النهاية من الهرب”.

وفازت نادية مراد عام 2016 بجائزة سخاروف، وهي أرقى جائزة أوروبية في مجال حقوق الإنسان، وهي نفس السنة التي حصلت فيها على جائزة فاتسلاف هافيل لحقوق الإنسان من مجلس أوروبا، كما تم تعينها من طرف الأمم المتحدة في سبتمبر 2016، سفيرة لمكافحة المخدرات والجريمة للنوايا الحسنة، وقالت المنظمة الأممية حينها، إن تعيينها هو “الأول من نوعه لواحدة من الناجيات من تلك الفظائع” التي شهدها العراق. وقالت الأمم المتحدة إن مراد ركزت في هذا المنصب على دعم المبادرات الجديدة والدفاع عنها، والتوعية بمخاطر تهريب البشر، والنساء والفتيات واللاجئين”.

وفي سنة 2016 تم ترشيح نادية مراد باسي طه وهي فتاة إيزيدية كوردية من مواليد 1993، لنيل جائزة نوبل للسلام حيث أنها أصبحت رمزاً للاضطهاد الذي تعرض له الإيزيديون والناس عامة من قبل تنظيم الدولة الإسلامية، وهي الجائزة التي فازت بها الجمعة 05 أكتوبر 2018.

*دينيس ماكويغي

قضى الطبيب دينيس موكويغى، الطبيب النسائي الذي يعالج ضحايا الاغتصاب في جمهورية الكونغو الديموقراطية، أجزاء كبيرة من حياته البالغة تساعد ضحايا العنف الجنسى فى جمهورية الكونغو الديمقراطية. وقد عالج الدكتور موكويجى وموظفوه آلاف المرضى الذين وقعوا ضحية لمثل هذه الاعتداءات.

وقد أدان دينيس موكويغى الفائز بجائزة نوبل للسلام هذا العام مرارا وتكرارا الإفلات من العقاب على الاغتصاب الجماعي وانتقد الحكومة الكونغولية وبلدان أخرى لعدم قيامها بما يكفى لوقف استخدام العنف الجنسي ضد المرأة كإستراتيجية وسلاح للحرب.

وحاول مسلحون قتل موكويغي في 2012، وأجبروه على مغادرة البلاد مؤقتا، بعد إسهاماته في علاج آلاف النساء في الكونغو، كثيرات منهن ضحايا اغتصاب العصابات.

وقالت الأكاديمية السويدية، إن”دينيس موكويغي هو يد المساعدة الذي كرس حياته للدفاع عن هؤلاء الضحايا. نادية مراد هي الشاهدة التي تبلغ عن التجاوزات التي ارتكبت ضدها وضد غيرها”.

*منتصر إثري

اقرأ أيضا

جزائريون ومغاربة يتبرؤون من مخططات النظام الجزائري ويُشيدون بدور المغرب في تحرير الجزائر

أثنى متداخلون مغاربة وجزائريين على دور المقاومة المغربية في احتضان الثورة الجزائرية ودعمها بالمال والسلاح، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *