إن ثقافة الدولة اقتلعت من الجذور وحلت محلها الشبكات العنكبوتية المافياوية المميتة فاستولت على ما تبقى مما يسمى بأجهزة ومؤسسات الدولة وكل هذا بتخطيط وتأطير البوليس السياسي الذي استحوذ على هيئة أركان الجيش بتواطؤ الهوليقارك (الأثرياء الجدد) ففككوا وحطموا وانزلوا إلى الحضيض ما تبقى من اشلاء الدولة التي حلم بها عبان وعميروش ، وبن مهيدي ، و وريدة مداد وكل الشرفاء.
هذا النظام المتعفن الذي حبل حملا غير شرعي وخلف أحمد اويحي الذي خدم منتجه خدمة العبيد لسيده أكثر من أربعين سنة. فأصبح عنصرا مؤثرا في دواليب الحكم ومراكز إتخاذ القرار، والتحكم في مصير الجزائر والجزائريين.
هذا النظام المجرم الذي وضع ركبته المميتة على رقبة الشعب كما فعل الشرطي الأمريكي لجورج فلويد ولم يرفع ركبته منذ 1962 إلى يومنا هذا. إنه حاكم فاقد الضمير والرفقة بالوطن. إن يديه ملطخة بدماء الأبرياء الغيورين على الجزائر، همه الوحيد هو السلب والنهب والعبث بمستقبل البلاد والعباد.
ماذا ينتج النظام قطاع الطرق سوى الفراغ و الخراب في جميع المجالات. لقد أفرغ المؤسسات من كافة الكفاءات المخلصة ذات الضمير المنير. أصبح المكر والغدر والخبث وتدبير المكائد وإلصاق التهم ، ثقافة تفننت فيها العصابة التي تجسدت في شخصيتي المخلوع بوتفليقة والمقبور قايد صالح اللذان طغا في البلاد كالفراعنة ذوي الأوتاد، فسياسة التخوين والتهم الباطلة بالمساس بوحدة الوطن كانت رياضتهما المفضلة وعدالة التليفون كانت دائما مستجيبة لرغباتهم.
هذا النظام هو من اهان خادمه الوفي ومملوكه المنبطح المطيع المجرد من كل كرامة والشرف الملقب: برجل المهام القذرة، والغريب أنه لم يشمئز يوما من هذه الشماتة، بل أكثر من هذا، كان معتزا ومفتخرا بها كأنها وسام شرف على صدره .
لقد ثبت ورسخ أسس النهب والفساد بتأسيس مع اسياده حزب الإرندي الذي ولد بشوارب طويلة وعريضة، والذي أسس للتزوير الإنتخابي، لقد سير وساير كل الازمات منذ 1990، بدهائه الشيطاني، شارك في إجهاض المسار الديمقراطي وفخخ وفجر نسيج الادارة الجزائرية بالزج والرمي في السجون أرقى اطارات الدولة الجزائرية، وغدر بالطبقة السياسية، وفجراحزابها، وخان الطبقة الشغيلة بمساعدة رفيقه في الغدر سيده السعيد غريمه وشريكه في الفساد. فخخ منطقة القبائل و الحركة الثقافية البربرية وفجرها لما تمردت بمقاطعة الدراسة سنة 95، زاد الطين بلة بعد الغدر واغتيال معطوب الوناس عام 1998، والقضية لا تزال عالقة ، لم تعرف بعد وجه الحقيقة. وسير ازمة العروش، وغدر بمنطقة القبائل التي لا تزال تبعيات تلك الفترة قائمة بعد اغتيال 128 شاب وشابة برصاص الدرك الوطني الجزائري
كم هو شبيه بالحرباء الذي يغير لونه حسب المكان، لقد كان استئصاليا بالنفع سنوات التسعينات، ثم تحول بقدرة قادر الى مصالح بامتياز تحت رئاسة سيده المخلوع بوتفليقة، وانقلب على اصدقائه السياسيين الذين تخندقوا معه سنين الجمر ، لقد أرسل إليهم قوات مكافحة الشغب ليقمعهم. فالبعض عجز حتى على الفرار نتيجة فقدان أطرافهم أثناء العشرية السوداء . ثم بسط الزربية الحمراء مزينة وبالورود تكريما للإرهابي مدني مزراڨ ليستشار كشخصية وطنية ويستقبل استقبال الابطال.
ساند كل عهدات المدمر المخلوع بوتفليقة، وروج لها بكل ما أتي من قوة. التاريخ يشهد لحد اليوم والساعة أنه لم يسجل له اي موقف مشرف ينحاز فيه للشعب و للوطن ، لا كجزائري ولا كأحد ابناء منطقة القبائل التي نفضت يديها منه ومن امثاله بعدما ساهم في تفجيرها وتفتيتها.
النجم معطوب الوناس الشاعر السابق لعصره تكهن نهياته المخزية في اسطوانته الأخيرة سنة 1998 حيث قال متوجها له: “هل تصورت كيف ستكون نهايتك؟ ” إن موقفه الأخير في المقبرة لا يتمناه عدو لعدو، فياله من مذلة ومهانة. ما يسر كل شريف هو أن هذه النهاية المخزية له لم تكن على يد هذا الشعب الفذ بل على يد أسياده الذين كان يركع لهم وترعرع في كنف سياساتهم البائسة، المبنية على الحڨرة، والاهانة، والشماتة، والتنكيل، والتشهير بأعراض الناس.
للأسف لا تزال سياسة الهروب إلى الأمام قائمة رغم تدحرج ما تبقى من مؤسسات الدولة الى الحضيض، واثبت النظام الذي يدعي انه جديد، انه لا يقل دناءة وسفاهة من احمد اويحيى الذي انتقم منه شر الانتقام، وسوف يسجله التاريخ عبر اجيال عديدة، ونتذكر ايضا حينها أن لا دولة لنا، ولا ثقافة لدى اشباه السياسيين المسيرين لها والمتآمرين على الشعب والجزائر.
اللهم لا شماتة، “إرحموا عزيز عصابة أذل”. العزة والكرامة للوطن وللشعب وللحراك منقذ الوطن.
علي أيت جودي