أكد رئيس التجمع العالمي الأمازيغي رشيد الراخا، في افتتاح أشغال ندوة حول موضوع “مستقبل الأمازيغية في أسئلة”، خلال اليوم الختامي للمؤتمر التاسع لأمازيغ العالم بمراكش في 18 فبراير 2018، أن “الأمازيغية اليوم في حاجة لمن يدفع بها إلى الأمام ويبعث الأمل في شعوبها، وليس اجترار عبارات الأزمة والإحباط، التي تأثر سلبيا على المناضلين والمناضلات”.
ودعا الراخا إلى التسلح بالعلم والمعرفة، من أجل تقوية قدرات المناضلين الأمازيغ، وترسيخ إيمانهم بالقضية الأمازيغية، “كما هو الشأن بالنسبة للحركة الأمازيغية في بداية تأسيسها بإسبانيا، حيث تم تنظيم عدد من الندوات العلمية وإصدار مجموعة من الكتب والمؤلفات، حول الحضارة والتاريخ والمرأة الأمازيغية، لقيت إقبالا كبيرا”.
وخلص الراخا إلى أنه “بالمعارف العلمية سنحقق دفاعا أفضل عن ثقافتنا وحضارتنا وحقوقنا المشروعة”، مضيفا أنه في هذا الإطار تأتي هذه الندوة التي يؤطرها أساتذة من كبار اللسنيين والأنتربولوجيين من المغرب وإسبانيا، “وكان من المتوقع أيضا حضور أستاذ الأنتروبولوجيا الإسباني خوسي ألكنتوس، الذي حالت مهمة له بالمكسيك دون مشاركته في الندوة، إضافة إلى الباحث الأنتربولوجي المغربي عبد الواحد بناصر، مكتشف جد البشرية بجبل إغود رفقة الفرنسي جون جاك أوبلان”.
وفي مستهل تسييره للندوة العلمية، تحدث مصطفى القلعي، أستاذ الأنتربولوجيا بجامعة فاس، عن أهمية هذه الندوة العلمية، وقال أن القضية الأمازيغية لم تعرف طريقها في الجارة الإسبانية إلا في ثمانينيات القرن الماضي مع مجيء الأستاذ رشيد الراخا، الذي بدأ بتعليم أولى الدروس في الحرف الأمازيغي “تفناغ”، قبل تأسيس مؤسسة دافيد مونتغومري هارت للدراسات الأمازيغية، التي ساهمت إلى حد كبير في التعريف بالقضية الأمازيغية في إسبانيا.
وفي مداخلته تحدث أستاذ الأنتروبولوجيا يوسف بوكبوط، الباحث بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالرباط، عن الاكتشافات الأخيرة لبقايا أقدم إنسان عاقل بموقع “جبل إغود” بالمغرب، يعود عمره لأزيد من 300 ألف سنة.
مضيفا أن هذا الاكتشاف جعل من المغرب وشمال إفريقيا موقعا هاما لتطور الإنسان الحديث، بعدما كانت الاكتشافات التي حصلت في منطقة إثيوبيا قد تركت انطباعا بأن جميع البشر الحاليين من سلالة كان أفرادها يعيشون في شرق إفريقيا أو جنوبها، وأصبحت القارة الإفريقية كلها مهدا للبشرية.
ومن جانبه الدكتور الإسباني المتخصص في علم الوراثة البشرية، الدكتور أنطونيو أرنايث فيينا، الذي أولى أهمية بالغة للعلاقات الإيبيرية الأمازيغية، ونشر العديد من الكتب حول القرابة الوراثية والأنثروبولوجية واللغوية بين الأمازيغ والإيبيريين، تحدث خلال مداخلته عن الثقافة المشتركة بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط منذ فترات ما قبل التاريخ.
وأوضح أن الأدلة الأنتروبولوجية واللسنية والدراسات الجينية كلها تشير إلى وجود علاقة قوية بين ساكنة شمال إفريقيا والغرب الأوروبي، مفسرا ذلك بالهجرات التي عرفها جنوب المتوسط نحو الشمال، بعدما بدأت الرمال تزحف على الأراضي الخصبة لشمال إفريقيا وتشكل الصحراء الكبرى.
من جهته أكد الدكتور محمد اشطاطو، أستاذ العلوم التربوية في جامعة الرباط، أن المغرب يسير بسرعتين، يفصلهما فرق شاسع، بين ما يسمى بالمغرب النافع والمغرب غير النافع، هذا الأخير، يضيف اشتاتو “الذي يفتقر إلى أبسط مقومات العيش الكريم، ما أدى إلى اندلاع عدد من الانتفاضات الشعبية بعدما سئم المواطنون من ظروف عيشهم المتدنية، بسبب غياب الطرق والمستشفيات والمدارس، وكل مقومات التنمية”.
وفي المقابل، يضيف شطاطو، هناك مغرب “بلاد المخزن” المحصور في المثلث الذهبي (أكادير، فاس، طنجة)، الذي يعرف مشاريع تنموية متسارعة، واستثمارا مستمرا للأموال المستوردة من الجهات الأمازيغية المهمشة.
تفاصيل هذه الندوة تجدونها في ملف العدد المقبل لجريدة العالم الأمازيغي.
أمضال أمازيغ: كمال الوسطاني