أكدت الناشطة الأمازيغية والمحامية بهيأة الرباط، الأستاذة عائشة ألحيان، أن المرأة الأمازيغية تعاني من اضطهاد مزدوج، “فبالإضافة إلى الإقصاء والتمييز النوعي ضدها، تعاني أيضا من “الميز اللغوي” بحرمانها من الولوج للمرافق الإدارية والقضائية باللغة الأم”.
وأضافت ألحيان، في ندوة حول وضعية المرأة الأمازيغية بشمال إفريقيا، انعقدت صباح أمس، 17 فبراير 2018، في إطار المؤتمر التاسع لأمازيغ العالم بمراكش، أن المرأة الأمازيغية تعاني الحرمان من حقها في الشغل والصحة والتقاضي أمام المحاكم المغربية، بسبب غياب اللغة الأمازيغية في هذه المرافق، رغم ترسيمها في دستور 2011.
وأكدت المناضلة النسائية عائشة ألحيان أن أغلب التشريعات القانونية لا تزال تتضمن التمييز في حق النساء، حيث يحتل المغرب المرتبة 130 في مجال التفاوت بين الرجال والنساء، بينما 58 في المائة من النساء في العالم القروي يعانين من الأمية، مشيرة إلى أن المغرب بعيد كل البعد عن تحقيق المساواة، التي هي رافعة أساسية للتنمية والديمقراطية “ولا يمكن الحديث عن أية ديمقراطية وتنمية في ظل إقصاء النساء”.
من جانبها تحدثت الناشطة الأمازيغية الجزائرية، حنان، عن الإقصاء والمعاناة التي مرت منها كمناضلة أمازيغية، بسبب سلطة الهيمنة الذكورية، مشيرة إلى وضعية المرأة الأمازيغية، وحجم التضحيات التي تقدمها في سبيل قضيتها الأمازيغية، مؤكدة على ضرورة مواصلة النضال من أجل إنصاف المرأة الأمازيغية.
وأضافت ابنة منطقة الشاوية، أن القوانين الجزائرية، “رغم شعاراتها الزائفة، لا زالت تضطهد المرأة، وتجعلها في مرتبة دونية”، وتساءلت في ختام مداخلتها ما إذا كان الرجل في المجتمع الأمازيغي، تبعا لموروثه التاريخي وقيمه الأمازيغية، أن يقبل أن تحكمه المرأة الأمازيغية.
وتحدثت الناشطة الأمازيغية والنائبة بالبرلمان الكتلاني، سلوى الغربي، عن المعاناة المضاعفة للمرأة الأمازيغية بدار المهجر، مشيرة إلى الصعوبات التي تواجه المهاجرات الأمازيغيات بأوروبا في الاندماج ببلدان الاستقبال، بسبب حرمانهن من حقهن في الشغل والدراسة، الذي تفرضه ثقافة الهيمنة الذكورية بمجتمعاتهن الأصلية.
وأضافت، رئيسة جمعية “تامطوت” بكاطالونيا، أن المرأة الأمازيغية سفيرة لثقافتها حيث ما حلت، مشيرة إلى الجهود المبذولة في إطار جمعيتها من أجل توعية المرأة الأمازيغية وتحسيسها بحقوقها، حتى يتسنى لها القيام بالأدوار المنوطة لها.
وأضافت سلوى الغربي أن القوانين المتعلقة بالهجرة، “لا تنصف بتاتا المرأة الأمازيغية، ولا تأخذ لغتها وخصوصياتها بعين الاعتبار، تماما كما هو الشأن في بلدانها الأصلية”، مضيفة أنه حتى بعض الجمعيات القائمة على النهوض بوضعية المهاجرات وتحصين حقوقهن، “تقصي النساء الأمازيغيات، عن طريق تغييب المقاربة اللغوية في معالجتها لقضايا المرأة”.
أمضال أمازيغ: كمال الوسطاني