استطاع المسرح المغربي الأمازيغي، الذي يعد إضافة نوعية ومتميزة في مجال الفن الرابع المغربي، تحقيق انتشار واسع بين جمهور يتطلع إلى معرفة تجارب مسرحية فنية مغايرة وغير مسبوقة.
ويرى المتتبعون لهذا اللون الفني، أن تطور المسرح المغربي الأمازيغي يرجع أساسا إلى أن المهتمين والمشتغلين بحقل أبي الفنون من مخرجين وفنانين وتقنيين وكتاب، يتمتعون برؤية واضحة في المزج بين الفن والمعطى الهوياتي، وهو ما ضمن لهذه التجارب المسرحية الأمازيغية المتميزة التنوع والغنى.
في هذا السياق، يأتي تنظيم مهرجان الدار البيضاء للمسرح الأمازيغي في دورته الخامسة (07 إلى 11 شتنبر الجاري) والذي عرف تقديم عدد من العروض المسرحية المتنوعة يفوق عددها 20 عرضا مسرحيا على خشبات مسارح مدن الجديدة وسطات والدار البيضاء.
كما شهدت هذه الدورة تنظيم ندوتين حول “مسألة اللغة في المسرح الأمازيغي”، و”سؤال التنظيم المسرحي الاحترافي”، وورشات تهم “الكتابة المسرحية بالأمازيغية”، و”التراث اللامادي الأمازيغي”، و”الحكاية الأمازيغية”، و”الكتابة بالحرف الأمازيغي / تيفيناغ”، فضلا عن معرض متنقل للكتاب الأمازيغي يهم إصدارات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.
وبهذه المناسبة، قال خالد بويشو مؤسس ومدير المهرجان في تصريح لوكالة المغرب للأنباء، إن تنظيم هذا المهرجان يأتي “إيمانا منا بضرورة عيش التعددية الثقافية في إطار الوحدة الوطنية، وتثمين كل اللغات الوطنية، والتبادل بين هذه التجارب المسرحية”.
وأضاف السيد بويشو، وهو أيضا مخرج مسرحي ومخرج مجموعة من البرامج التلفزيونية، أن تنظيم مهرجان الدار البيضاء للمسرح الأمازيغي إلى جانب ثلة من التظاهرات التي تعنى بهذا اللون من الفنون يأتي لربط التواصل ما بين مختلف مناطق المملكة والممارسة المغربية بالأمازيغية.
وأشار السيد بويشو الذي أخرج أول مسلسل درامي أمازيغي “كار أمود”، إلى أن ممارسة المسرح المغربي الأمازيغي المقدم في المسارح في شكله الحالي (مسرح العلبة الإيطالية)، شهد في العقدين الأخيرين طفرة كبيرة خاصة بعد تأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وإدخال الأمازيغية في الفضاء السمعي البصري المغربي، واستفادة هذه الفرق المسرحية من الدعم الذي تقدمه وزارة الثقافة والرياضة والتواصل.
كما استفاد المسرح الأمازيغي أيضا يضيف المخرج المسرحي، من دمج هذه الفرق المسرحية للمشاركة في الجولات التي تنظمها وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، مبرزا أن مختلف هذه المحطات إلى جانب أخرى، خدمت المسرح الأمازيغي وساهمت في انتشاره وتطوره.
وتابع أن المسرح الأمازيغي، في العقد الأخير، استطاع استقطاب مجموعة من خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي الذين تمكنوا من إضافة ألق آخر لتجارب مجموعة من الفرق، مضيفا أن الجمع بين جيلين من المسرحيين أتى أكله إذ توج بمسرحيات تنافس في مهرجانات داخل المغرب وخارجه.