تخليدا للذكرى التاسعة والستين لعيد الاستقلال وبشراكة مع رابطة كاتبات المغرب وإفريقيا، تنظم جمعية الأهداف النبيلة ندوة علمية في موضوع : “المشهد الثقافي المغربي بين رهانات الحاضر وآفاق المستقبل”، وذلك يوم الخميس 7 نونبر 2024، ابتداء من الساعة الرابعة مساء بالمركز الثقافي سعيد حجي.
وعرفت الندوة العلمية مشاركة كل من الدكتور عزيز هلالي ونائبة رئيسة رابطة كاتبات المغرب وإفريقيا لطيفة المفيد، والنقيب مولاي أحمد العلوي، والدكتورة رشيدة الشانك، والأستاذة أمينة بن الشيخ، والأستاذة فاطمتو زعمة.
والندوة كانت تحت إشراف الأستاذ عبد العزيز ملوك، وحلت الشاعرة فاطمة الزهراء الجعواني ضيفة شرف في الندوة التي كانت من تسيير الدكتور محسن بنتاج.
وعالجت الندوة دور السياسات العمومية في ابراز المشهد الثقافي، وتطرق الاستاذ عبد العزيز ملوك، لاهمية الثقافة المغربية كما وصفها عبد الله كنون في النبوغ المغربي، مرورا باستشراف المهدي المنجرة، والمزيد من المفكرين الذين اكدوا على أن الثقافة المغربية لا تموت.
وتطرق على نجاح السياسات المغربية في ارساء قواعد الدولة الحديثة، ونجاح دبلوماسية الملك السادس التي استطاعت ان تجلب الاعترافات بمغربية الصحراء.
ووضع النقيب مولاي أحمد العلوي نبذة حول الحكومات التي مرت بالمغرب والمكتسبات الثقافية التي جاءت بها، وذكر مجموعة من الاكراهات التي تواجهها الثقافة في المغرب، ابرزها تسييس الثقافة، وضعف ميزانية وزارة الثقافة…واشاد السيد النقيب بالوزير السابق محمد الاشعري، واعتبره من ابرز من قاد هذه الوزارة بحكامة وإحكام، كما انتقد المشهد الاعلامي الذي لا يتحدث عن واقع الثقافة بالمغرب…، كما تحدث عن غياب ثوابت الفن في فناني الجيل الجديد.
وأشار الدكتور عزيز هلالي على أهمية السياسة في مجال الثقافة، وقال إنه منذ استقلال المغرب المثقف هو من رسم المشهد السياسي، وصنع الهوية الثقافية المغربية المتعددة الروافد، الأمر الذي ركز عليه الدستور الجديد، لجعل الثقافة رافعة للتنمية المجالية.
في قدمت الدكتورة رشيدة الشانك نبذة تاريخية تبرز المسار التاريخي والثقافي للمغرب، وخصت مداخلتها للصناعات الثقافية والابداعية التي اصبحت عصب الدراسات الأكاديمية، كما وضعت تصنيفات للفنون المغربية المادية منها واللامادية، وابرزت ان حفظ هذا التراث يتم عبر المؤسسات وعلى رأسها مؤسسة ارشيف المغرب، ومؤسسة المتحف.
ومن جهتها عبرت مستشارة رئيس الحكومة في ملف الأمازيغية أمينة ابن الشيخ اكدت على التعددية الثقافية المغربية، والتي اشار إليها المشرع من خلال المجلس الوطني للغات وليس لغة واحدة، واكدت على شرط التحلي بثقافة التنموية، وبدونها لن تكون مشاريع تنموية مستدامة وستظل مؤقتة، وتحدثت عن دور الحكومة في ترسيخ هذه التعددية من خلال التعليم… وجعل التراث رافعة تنموية واقتصادية، مثلا تحويل جبل ايغود إلى مركز علمي عالمي يروي قصة بداية الانسان العاقل.
وخصصت الأستاذة فاطمتو زعمة مداخلتها للثقافة الحسانية، واعتبرتها هوية المجتمع الحساني والمغربي، واشادت بالرعاية السامية لهذه الثقافة. وتحدثت الباحثة فاطمتو على التراث اللامادي للحسانيين واحتفالاتهم الخاصة بالاعراس والمناسبات، وطقوس إعداد الشاي الصحراوي…
وفي الختام أشارة الدكتورة لطيفة المفيد إلى ضعف القراءة في المغرب، وقلة الإقبال على المنتوج الفني المغربي، الذي وجب استثماره وجعله رافعة تنموية اقتصادية واجتماعية، تثمن تاريخ وعراقة المغرب.