في اطار احتفاء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالذكرى 19 للاعتراف الرسمي بحرف تيفيناغ، تحت شعار: تيفيناغ، الحرف الرسمي لكتابة الأمازيغية: الحصيلة والآفاق، استهل عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية كلمته الافتتاحية بالمكتسبات التي حققتها الامازيغية، وابرزها اقرار حرف تيفيناغ حرف رسمي لهذه اللغة الرسمية، كما عرض مسار تطورها داخل المعهد.
كما تم ادراج بلاغ من الديوان الملكي بخصوص اعتماد حرف تيفيناغ جلالة الملك يقرر الاستجابة للرأي الذي أبداه المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية باعتماد حرف التيفيناغ لكتابة الأمازيغية، في بداية برنامج اليوم الاحتفائي بالذكرى 19 للاعتراف لرسمي بحرف تيفيناغ.
“مراكش 2003/02/10 ومـع أعلـن بـلاغ للديوان الملكي أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس قرر الاستجابة للرأي الـذي أبداه المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية باعتماد حـرف الليفيناغ // لكتابة الأمازيغية وجاء القرار الملكي بعد استشارة جلالة الملك لعدة شخصيات وطنية مؤمنة
منهم على وجه الخصوص الوزير الأول ورئيس مجلس النواب والمستشارين ورؤساء الأحزاب السياسية الممثلة بالبرلمان
وفي ما يلي البلاغ الصادر عن الديوان الملكي في هذا الخصوص..
طبقا لأحكام الظهير الشريف المؤسـس للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والمنظم لاختصاصاته رفع الأستاذ محمـد شـفيق عميد المعهد للنظر المولـوي السديد رأيـا صـادرا عن المجلس الإداري لهـذه المؤسسة باعتماد حـرف تيفيناغ // لكتابـة الأمازيغيـة
ومن منطلق الإيمان المولوي الراسخ بأن الأمازيغية ملك لجميع المغاربة بـدون استثناء وأنه يتعين النهوض بها باعتبارها رافدا أصيلا من روافد الهوية المغربية القوية بوحدتهـا والتحامها بفضـل الديانة الإسلامية السمحة والغنية بتعـدد مكوناتهـا وانفتاحهـا عـلى كل المعمـور والثقافات فقـد أبي مولانا أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله سيرا على نهج الشـوري إلا أن يشمل بالاستشـارة بشـأن الـرأي الـذي أبـداه المعهـد للنظـر الملكي السامي عـدة شخصيات وطنية مؤتمنة منهم على وجه الخصوص الوزير الأول ورئيسا مجلس النواب والمستشارين ورؤساء الأحزاب السياسية الممثلة بالبرلمان.
وفي اعقاب هذه الاستشارات وحرصا من جلالة الملك على النهوض بالثقافة الأمازيغية ضمـن توطيد المشروع المجتمعي الديمقراطي الذي يتعبأ لبنائه كل المغاربة بقيادة جلالة الملك محمد السادس وفي نطاق القيم والثوابت الوطنية الراسخة التـي أكـد عليهـا جلالتـه دومـا ولا سيما في الخطب الملكية السامية العبـد العـرش لثلاثين يوليوز 2001 وأجديـر للسـابع عـشـر مـن أكتوبر 2001 وعملا مقتضيات الظهير الشريف المحـدث للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية فقد تفضل صاحب الجلالة حفظه الله بالاستجابة للرأي الذي أبداه المعهـد للنظر المولوي السديد لانسجامه مع متطلبات الحفاظ على دانية الأمازيغية بتجلياتها الأصيلة تاريخا وثقافة في نطاق الهوية المغربية المتميزة
وبعد أن أعرب صاحب الجلالة نصره الله عن تنويهه بالروح الجدية البناءة التي طبعت عمل المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية منذ إنشائه أصدر جلالته أيده الله توجيهاته السامية لهذه المؤسسة الوطنيـة مـن أجـل الانكباب على دراسة أنجح السبل لتفعيل كتابـة الأمازيغيـة بحـرف // تيفيناغ// بتنسيق تام مع المؤسسات والهيئات الوطنية المعنية كل في مجال اختصاصها.
وتلى الكلمة الافتتاحية النشيد الوطني، وقراءة الفاتحة على روح الطفل ريان اورام، ثم تم عرض شريط حول الاعتراف بحرف تيفيناغ وإدماجـه في التكنلوجيات الحديثـة (عبـد اللـه فـداح يونس الشعبي) 15:20، وقدم من خلالها يونس الشعبي مراحل ادماج هذا الحرف في التكنولوجيا عبر الهواتف والحواسيب، ثم ادماجها في الوينداوز…
ثم قدمت الاستاذة ابتسام السربوت عرض حول تيفيناغ في مخزون مكتبة، من خلال احصائيات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وارتفاع عدد الاصدارات المكتوبة بحرف تيفيناغ، واهميتها داخل هذه المكتبة، ونسبتها من اصدارات المعهد ككل.
وفي القسم الثاني من الانشطة عرضت مجموعة من المداخلات المسجلة قبليا كانت الاولى للاستاذ الحسين المجاهد حول الأمازيغية في المعمار، وعراقة حرف تيفيناغ ما يجعله اساس اللغة الأمازيغية، من خلال تجذره في العمارة باعتبارها ابرز وسيلة لحفظ السلوك الانساني وثقافته المادية واللامادية.
ثم تطرق كمال أوقا من خلال مداخلته لما بلغه الحرف الامازيغي تحت عنوان “حرف تيفيناغ الحصيلة والآفاق” حيث اطلع الحضور على تطور استعمال حرف تيفيناغ لكتابة اللغة الأمازيغية، وترسيمها في الدستور ومحاولات تفعيلها وادماجها في عدة مجالات.
ثم قدم أحمد المنادي عرض مفصل حول حرف تيفيناغ في الابداع الأدبي، باعتباره المجال الذي طور من هذا الحرف وهو الذي سيساهم في استمراريته، وتطويره من حيث القواعد اللغوية وآليات التعبير والإبداع والابتكار.
في حين عرض الخطير أبو قاسم آخر مداخلة حول تطور تمثلات تيفيناغ، باللغة الفرنسية، والاعتبارات التي مر منها حرف تيفيناغ منذ الترسيم، وتقييم هذه التمثلات من خلال احصائيات ودراسات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.