المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يحتفي باللغة الأم

احتفى المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، مساء الجمعة 25 فبراير 2022، باليوم العالمي للغة الأم، عبر تنظيم تظاهرة ثقافية تحت شعار:” اللغة الأم: الحِفاظ، والتثمين، والتناقل”.

وشهدت أمسية المعهد المنظمة بمناسبة اليوم العالمي للغة الأم، وبشراكة مع مكتب منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، حضور مجموعة من الهيئات الديبلوماسية المعتمدة لدى الرباط، كالسفيرة الأوكرانية وسفير البنغلاديش وسفير أذربيجان وممثلين عن روسيا وبولندا وعدد من الدول.

وحسب المعهد فإن الاحتفاء بهذا اليوم، يأتي للنظر في واقع اللغة الأمازيغية والمكتسبات التي رصدتها، والتحديات التي تطرح أمامها، مشيرا إلى أن اللغة الأم إذا أريد لها ان تتبوّأ المكانة اللائقة بها، وتؤدي أدوارها في التواصل وفي التعبير عن مكنونات الحياة، فلابد لها من الارتكاز على هذه المقومات الثلاثة التي اختارها لشعاره “الحِفاظ، والتثمين، والتناقل”.

وبعد الكلمة الترحيبية للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية التي ألقها عميد المعهد، أحمد بوكوس، نقلت ممثلة منظمة اليونسكو بمكتب الرباط الخاص بالمغرب الكبير، رسالة المديرة العامة لليونسكو أدري أزولاي، بمناسبة اليوم الدولي للغة الأم الذي يصادف 21 فبراير من كل سنة، حيث أشارت إلى أن “تعلم لغة أو نسيانها لا يمثل مجرد اكتسابٍ أو فقدانٍ لوسيلة تواصل بين البشر، بل إنه يمثل مشاهدة عالَمٍ يتراءى أو يتلاشى بكل عناصره”.

وقالت أزولاي، إن ” العديد من تلاميذ المدارس، يعيشون منذ عامهم الدراسي الأول، هذه التجربة الغامضة المتمثلة في اكتشاف لغة جديدة، وعالم الأفكار الذي تحمله في طياتها، ونسيان اللغة التي عرفوها عندما كانوا أطفالاً.”

وسجلت أنه “في كل أنحاء العالم، أربعة من كل 10 طلاب لا يتاح لهم التعليم باللغة التي يجيدون تكلمها أو فهمها أكثر من غيرها، ومن ثَمّ فإن تعلمهم يرتكز على قاعدة أكثر هشاشة.” مضيفة أنه “ينجم عن استبعاد اللغة الأم هذا آثار تضرّ بنا جميعاً، لأن تنوع اللغات يمثل منفعةً مشتركة، ويقع على عاتقنا واجب الحفاظ عليه.”

وأكدت كلمة “اليونيسكو” أنه: «يمكن للتكنولوجيا أن توفر أدوات جديدة لهذا الغرض، من خلال تمكيننا، على سبيل المثال، من تسجيل وحفظ اللغات التي لا توجد أحياناً إلا في صيغة شفهية، وتيسير نشرها وتحليلها، أي من خلال جعل اللغات المحكية على الصعيد المحلي تراثاً مشتركاً.”

وأضافت: “يجب علينا أيضاً أن ندرك أن التقدم التكنولوجي لن يظل في خدمة تعدد اللغات إلا إذا واصلنا الحرص على ذلك”. مشيرة إلى أن ” تصميم الأدوات الرقمية بعدة لغات، ودعم تطوير وسائل الإعلام، وإتاحة الانتفاع بوسائل الاتصال، يندرج في عداد المساعي التي يجب الاضطلاع بها حتى يكتشف جميع الأفراد لغات أخرى من دون التخلي عن لغتهم الأم”.

وينبغي لعقد لغات الشعوب الأصلية، الذي استُهل هذا العام، تضيف المتحدث أن “يوجّه جهود الباحثين والمذيعين والمتحدثين، وأن يعطي بذلك زخماً جديداً للحفاظ على اللغات بوصفها صناديق ثمينة تُحفظ فيها كنوز دراية الشعوب ورؤاها للعالم. وستلتزم اليونسكو، بصفتها المنظمة الرائدة للعقد المذكور، التزاماً تاماً بتحقيق ذلك”.

ودعت رئيسة منظمة “اليونيسكو” كل الذين يستطيعون الدفاع عن هذا التنوع اللغوي والثقافي إلى القيام بذلك، “فهذا التنوع هو القواعد اللغوية التي تضبط إنسانيتنا المشتركة”.

واعتبر الأمين العام للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، الحسين المجاهد، من جهته، أن تكريس وتقليد الاحتفاء باليوم العالمي للغة الأم، هو بمثابة الاحتفاء بالتنوع الثقافي، الكوني وكذلك “لتثمين وبلورة الاهتمام بلغات الأمهات وقيمتها ووزنها وأدوارها المتعددة في حياة الناطقين بها والحاملين لثقافتها”.

وأشار إلى أن الاحتفاء بالأمازيغية يأتي ” باعتبارها من أقدم وأعراق اللغات الحية في العالم، وهي لغة وثقافة وحضارة وتشكل جزء مهما في المشهد اللغوي الوطني بمختلف تعابيره”.

وقال في مداخلة عبر “الفيديو” إن ” المغرب بوأ الأمازيغية في دستور 2011 مقام اللغة الرسمية دستوريا إلى جانب اللغة العربية، ممّا مكنها حاليا من فرض الانتعاش والتطور”.

وشدد الأستاذ بنعيسى يشو، من جهته، على أهمية اللغة الأمازيغية في التعلم والتعليم، فيما استعرض الأستاذ يونس الشعبي، دور التكنولوجيا في النهوض بالأمازيغية.

واختتم الحفل بفقرات موسيقية متنوعة، بمشاركة الباحث والفنان عبد الله بوزنداك والفنان كريم المرسي بالإضافة إلى الفنان منصف مزيبري.

 

الرباط/ منتصر إثري

 

اقرأ أيضا

الإحصاء العام: استمرار التلاعب بالمعطيات حول الأمازيغية

أكد التجمع العالمي الأمازيغي، أن أرقام المندوبية تفتقر إلى الأسس العلمية، ولا تعكس الخريطة اللغوية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *