
وقد ركزت الدورة على أهمية تأهيل المترجمين لدعم حضور الأمازيغية في المرفق العمومي، حيث ركز المشاركون والمؤطرون على اهمية توحيد المصطلح الأمازيغي والاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي لتجويد الممارسة الترجمية.
وقد نظمت هذه الدورة، التي أشرف عليها مركز الترجمة والتوثيق والنشر والتواصل التابع للمعهد في الفترة من 19 إلى 21 نونبر الجاري، لفائدة المترجمين والمترجمات العاملين في مختلف المؤسسات العمومية، بهدف النهوض بالترجمة من الأمازيغية وإليها والإسهام في تجويدها وإثرائها كما ونوعا.
وتمحور مضمون الدورة، المنظمة بمساهمة مركز التهيئة اللغوية ومركز الدراسات المعلوماتية وأنظمة الإعلام والاتصال التابعين للمعهد، حول دراسة الإشكاليات اللغوية والمنهجية في الترجمة من الأمازيغية وإليها، وإبراز أهمية الموارد المعجمية والمصطلحية في الارتقاء بجودة الترجمة، ودور الترجمة في معيرة اللغة الأمازيغية وتطويرها، فضلا عن استعمال تقنيات التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي في الترجمة.
وفي تصريح له، أبرز حسن أكيوض، مدير مركز الترجمة والتوثيق والنشر والتواصل، أن الدورة تروم تجويد ممارسة الترجمة من اللغة الأمازيغية وإليها في الإدارات العمومية وتحسين مهارات المترجمين، مشيرا إلى أن الدورة عرفت مشاركة أساتذة متخصصين في اللغة والترجمة، وكذا مساهمة أساتذة من مدرسة فهد العليا للترجمة ومن داخل المعهد في مجالات عدة، منها اللغة والإعلاميات، من أجل تعزيز قدرات المترجمين والمترجمات في اللغة والثقافة الأمازيغيتين.

وأضاف أن جلسات التكوين مكنت المشاركين من “ملامسة جوهر الإشكالات المرتبطة بالترجمة من الأمازيغية وإليها، لاسيما ما يتصل بمعيرة اللغة وقضايا المصطلح، باعتبارهما من أهم ركائز تجويد العمل الترجمي داخل المؤسسات العمومية.”
كما أكد بتبغ أن “التحولات التكنولوجية الراهنة، وما تتيحه من إمكانات في مجال المعالجة الآلية للغة والذكاء الاصطناعي، تفرض اليوم الارتقاء بالكفاءات التقنية للممارسين، وتطوير موارد معجمية ومصطلحية موحدة، تسهم في بناء ممارسة ترجمية مستندة إلى مرجعيات مؤسساتية واضحة.”
وثمن بتبغ في ختام تصريحه التنظيم المحكم لهذه الدورة، كما ثمن عمل مركز الترجمة والتوثيق والنشر والتواصل على التأطير النوعي الذي قدمه، كما نوه بالدور الفاعل لكل من مركز التهيئة اللغوية ومركز الدراسات المعلوماتية وأنظمة الإعلام والاتصال التابعين للمعهد، مؤكدا أن هذا التضافر المؤسساتي يشكل دعامة أساسية للنهوض بالأمازيغية وتعزيز حضورها في مختلف الفضاءات الإدارية والقانونية والتواصلية.
بدوره، قال عبد العالي أورشيح، صحافي بالإذاعة الأمازيغية، بصفته أحد المشاركين في الدورة، إن هذه الدورة شكلت بالنسبة له فرصة مهمة لتطوير مهاراته وتعميق معارفه في مجال الترجمة، خصوصاً الترجمة نحو الأمازيغية.
وأوضح أنه اطلع على تجارب مقارنة، أبرزها التجربة الإسبانية في التعامل مع اللغات قليلة الموارد، وكيف تمكنت من تجاوز العوائق عبر التخطيط اللغوي وتطوير معاجم دقيقة، وهي التحديات نفسها التي يواجهها المترجمون إلى الأمازيغية اليوم.
كما تعرف خلال التكوين على تاريخ الفعل الترجمي بالمغرب منذ القرن التاسع عشر، وعلى نظريات الترجمة ودورها في تجويد العمل الترجمـي. وتوقف عند بنية اللغة الأمازيغية وتركيبها، وكيف يسهم ضبط قواعدها في تقديم ترجمة سليمة تتحرر من سلطة اللغة المصدر، مما يساعد على التفكير من داخل اللغة الأمازيغية نفسها.
وتطرق أورشيح إلى إشكالية المصطلح في اللغة الأمازيغية باعتبارها لغة قليلة الموارد، والصعوبات التي تواجه المترجم في إيجاد مكافئات دقيقة، مشيرا إلى المنهجية العلمية التي يعتمدها المعهد في وضع المصطلحات الجديدة.
وأشار إلى أن الترجمة القانونية كانت من بين أبرز محاور الدورة نظرا لحساسيتها. كما نوه بفكرة إحداث شبكة للمترجمين إلى الأمازيغية ومنها، تعنى بجمع المصطلحات المختلفة ورفعها للمعهد لدراستها بغرض إدراج ما يستجيب للمعايير العلمية في المعجم الرقمي.
وختم بالقول إن هذه الدورة ساعدته على فهم عدد من الإشكالات التي يصادفها في الترجمة، سواء الفورية أو التحريرية، كما مكنته من التعرف على أدوات تكنولوجية حديثة وأدوار مهمة للذكاء الاصطناعي في دعم الترجمة نحو الأمازيغية، مؤكدا أنها عززت قدراته المهنية ومنحته أدوات معرفية وعملية يشتغل بها بثقة أكبر داخل مجال الترجمة المؤسساتية.
وقد خرجت الدورة بفكرة إحداث شبكة للمترجمين إلى الأمازيغية ومنها، تتولى جمع المصطلحات المقترحة لرفعها للمعهد تمهيدا لإدراج ما يطابق المعايير العلمية منها في المعجم الرقمي للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وذلك إلى جانب مجموعة من التوصيات المهمة التي تهدف إلى تجويد الترجمة من وإلى الأمازيغية وتعزيز دورها في المرفق العمومي. .
جريدة العالم الأمازيغي صوت الإنسان الحر
