اختار الأستاذ والمحامي، مصطفى المنوزي وهو من عائلة معروفة بمنطقة تافراوت، عائلة مقاومة للاستعمار الفرنسي ومناضلة في سنوات الجمر والرصاص بالمغرب، أن يكتب يوميات “الحبس الاختياري”.
مؤسس “المنتدي المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف”رئيس “المركز المغربي للديموقراطية والأمن” وأمين عام شبكة “أمان لتأهيل ضحايا التعذيب والدفاع عن حقوق الإنسان”، ورئيس “أكاديمية الحكامة التشريعية والأمن القضائي” وعدد من التنظيمات الحقوقية والجمعوية، اختار أن يتعامل مع حالة “الطوارئ الصحية” التي أعلنت بالمغرب لمواجهة تفشي وباء فيروس “كورونا” المستجد، بتدوين يومياته في “الحجر الصحي” على شكل حلقات متتالية.
(الحلقة الأولى)
هذا الصباح، مارست بعض التمارين الرياضية الخفيفة والمشي على سطح منزلي ، لحظات رائعة ذكرتني بتحديات ماضي الاعتقال ، يوم اودعونا بجناح ” الجربة ” بالسجن المدني غبيلة بكراج علال بالدارالبيضاء، في عز خريف / شتاء بداية الثمانينيات ، وكنا نصعد ( تحت رقابة الحراس طبعا ) الى سطح العمارة ( الجناح) لأجل الفسحة ولكي نطرد بعضا من برودة الزنازن، نسير من السور الى السور في مساحة مستطيلة لا تتعدى ستين مترا مربعا ، لمدة نصف ساعة في اليوم، بعضنا كانت تستهويه لعبة ” اغتيال ” القمل ؛ والبعض الآخر يناقش بعض الحراس في عموميات لصلة الرحم بأخبار الدنيا ؛ اقول ذكرتني لأن المعاناة كما الحرية تمثلات واعتقاد وتحدي في وجه إكراهات الزمن السياسي الرديء .