انطلقت مساء يوم أمس الخميس 10 ابريل الدورة الـ 20 للمهرجان الدولي للرحل بمنطقة امحاميد الغزلان بإقليم زاكورة، تحت شعار “مدينة بلا أسوار في قلب الصحراء”.
وتم افتتاح هذه الدورة من المهرجان بمشاركات فنية أتاحت للجمهور سفرا فنيا وثقافيا في قلب الصحراء، وشكلت لوحة تتجاوز الحدود وتنطق بلغة التراث اللامادي في رسالة قوية تعطي للثقافة مكانتها في التغيير الإيجابي والتنمية المستدامة.
ففضلا عن العرض الذي قدمته فرقة “إيمرهان تمبكتو” القادمة من مالي، تابع الجمهور لوحات شعبية محلية تشكل استمرارا للمحافظة على الطابع الأصيل للفنون الشعبية المتنوعة التي تزخر بها الواحات متمثلة في عروض “الركبة” و”أحيدوس” و”الشمرة” و”الكدرة”، إلى جانب لوحات خاصة لفرقة ” les pigeons du sable ” على وقع وأنغام الطبول وآلات الگنبري والقراقب.
وقال المدير المؤسس للمهرجان الدولي للرحل، نور الدين بوكراب، في تصريح لوسائل الاعلام، إن الدورة العشرين لهذه التظاهرة تمثل “حدثا فريدا يجمعنا للاحتفاء بثقافتنا وتراثنا الغني”، مبرزا أن برنامجها متنوع وحافل بفقرات موسيقية ذات جودة عالية”.
وأبرز بوكراب أن المهرجان يمثل “تجسيدا حيا للانسجام بين الماضي والحاضر، ومنارة للتعبير الإبداعي الذي يعكس روح الصحراء الرحبة، حيث يجد كل زائر في أرجائه دعوة للاحتفاء بالجمال الكامن في التنوع والتمسك بجذور الأصالة”.
وحسب بوكراب، فإن امحاميد الغزلان تستقبل في إطار هذا الحدث الفني والثقافي ضيوفا من كل أصقاع العالم قدموا إلى “الجنوب المغربي وإلى سحر الصراء وثقافة أهلها وكرم ضيافتهم”.
وتعرف هذه الدورة من المهرجان مشاركة مجموعة ناس الغيوان، الملقبة، ب”رولينغ ستونز إفريقيا” الذي أصبح، بحسب المنظمين، “قبلة لكبار الفنانين، والمفكرين، والحرفيين، والزوار الشغوفين بالثقافة البدوية من مختلف أنحاء العالم”، حيث ستكون الفرقة الغيوانية على موعد بعد عد السبت مع إحياء تراثها الفني العميق بنبل رسائله الإنسانية التي ألهمت أجيالا داخل المغرب وخارجه.
ويزخر برنامج المهرجان بعروض موسيقية ساحرة يقدمها يوم الأحد المقبل، الفنان المغربي المقيم بهنغاريا، سعيد تيشيتي، يمزج منتوجه الفني بين التراث الموسيقي الأمازيغي والكناوي والحساني. كما سيكون الجمهور على موعد مع لوحات تزاوج بين التراث والموسيقى العصرية يقدمها الثنائي “سارة وإسماعيل” يدخل أحدث صيحات الموسيقى على الألحان الأمازيغية التقليدية في أجواء احتفالية ستبقى راسخة في مخيلة الأجيال الصاعدة.
كما تعرف هذه الدورة بمشاركة فرقة “قادر ترهانين” أحد أبرز نجوم الموسيقى الطوارقية في الوقت الراهن، في الجزائر وخارجها، يوم غد الجمعة، وفرقة “محمد عالي عيلا”، وفرقة “ابراهيم الغفيري” إضافة إلى مقطوعات كردية تقليدية لفرقة “ميركوت”.
ويتضمن برنامج الدورة أيضا، معارض ثقافية وفنية لاكتشاف الحرف التقليدية، وتذوق المأكولات المحلية، والاستمتاع بالرقصات الصحراوية ورياضات الأجداد، إلى جانب معارض فنية تسلط الضوء على إبداعات الحرفيين التي تعكس جمال وتنوع الصحراء الكبرى.
وبالإضافة إلى بعض اللقاءات والندوات التي ستناقش ضمن منتدى البدو الرحل، قضايا حماية البيئة والتنمية المستدامة في المناطق الصحراوية، وورشات عمل حول الأمن الرقمي، ستعرف النسخة العشرون من هذا المهرجان تنظيم لعبة “الهوكي” على الرمال Hockey nomade وسباق الهجن.
وتتميز نسخة هذا العام من المهرجان، بـ”قافلة درعة الرقمية”، التي تنظمها جمعية الإنترنت المغربية (MISOC)، بهدف تمكين الرحل وسكان المناطق النائية من أدوات العصر الرقمي، ويشتمل برنامجها على ورشات حول الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والهوية الرقمية وريادة الأعمال، ما يعكس تحولا نوعيا في دور المهرجان كجسر بين الأصالة والحداثة.
وتحظى هذه الدورة بدعم عمالة إقليم زاكورة، والمجلس الإقليمي لزاكورة، والمكتب الوطني المغربي للسياحة، ووزارة الثقافة، وجهة درعة تافيلالت، وبريد المغرب وعدد من الشركاء الآخرين.
ويتطلع القائمون على هذا المهرجان إلى تقاسم أمتع اللحظات مع جمهور من طينة خاصة يستطيع الانغماس في الثقافة الصحراوية لخوض غمار استكشاف غنى التاريخ والحضارة في استمتاع تام بكرم الضيافة وحفاوة الاستقبال.