
ويقدم المهرجان هذه السنة برمجة غنية تشمل عرض ثمانية أفلام طويلة وثمانية أفلام قصيرة في إطار المسابقات الرسمية، وهي أفلام تعالج مختلف جوانب الهجرة وتم إنتاجها بين عامي 2024 و2025 وتمثل نحو عشرين بلداً إلى جانب المغرب، على أن تحظى معظم الأعمال المشاركة بعرض عالمي أول في أكادير، كما تتولى لجنة تحكيم الأفلام الطويلة، برئاسة الروائي والدبلوماسي المغربي عبد القادر الشاوي، وعضوية المخرج الأنغولي دوم بيدرو، والصحافي المغربي يونس مجاهد، والمخرجة الملغاشية مايفا رانايفوجاونا، والمخرج والكاتب البرازيلي سيرجيو تريفاوت، مهمة تقييم هذه الأعمال، فيما تُحدث جائزة جديدة تحمل اسم السينمائي والناقد البنيني بولان سومانو فييرا، على أن تمنحها لجنة نقدية يرأسها محمد شويكة إلى جانب أحمد سيجلماسي وعبد الكريم واكريم، وفي ما يخص الأفلام القصيرة فتترأس لجنة تحكيمها المخرجة الأنغولية بوكاس باسكوال، الى جانب الإعلامية أمينة إبن الشيخ، والصحفي و المسرحي الحسين الشعبي.
ويحافظ المهرجان على تقليده السنوي في الاحتفاء برموز السينما والثقافة عبر تكريم رامة ياد الوزيرة الفرنسية السنغالية السابقة المكلفة بالشؤون الخارجية وحقوق الإنسان، والمخرج والممثل البلجيكي المغربي نبيل بن يادر، والمنتج والمخرج المغربي فؤاد شلّا، كما يقدم عروضاً خاصة لأعمال سينمائية مختارة من بينها Les Baronnes وAlgues Amères التي تتناول قضايا اجتماعية وفكرية ذات عمق إنساني.
وتشهد الدورة تنظيم جلسة نقاش موسعة داخل غرفة التجارة والصناعة والخدمات حول صورة الأمازيغ في المشهد السمعي البصري المغربي، بما يعكس اهتمام المهرجان بتقاطع الهوية والتمثلات الإعلامية، كما تحتضن الغرفة نفسها يوم 12 دجنبر ندوة فكرية كبرى بعنوان “الهجرة والقيادة: من البحث عن الذات إلى التمثيلية” بمشاركة عدد من الباحثين والخبراء في قضايا الهجرة والاندماج.
ومن بين الفقرات البارزة أيضاً تنظيم طاولة مستديرة حول النقد السينمائي ودوره في تطوير الصناعة السينمائية المغربية، وفتح نقاش حول مكانة الكتابة النقدية في بناء ذائقة جماهيرية واعية وفي مرافقة تطور الإنتاج الوطني، إلى جانب برمجة حفلات توقيع كتب جديدة في المجال السينمائي ولقاءات مهنية تجمع مخرجين ومنتجين وباحثين من المغرب والخارج بهدف خلق تواصل مباشر بين المهنيين.
ويشمل البرنامج كذلك سلسلة من الورشات المتخصصة بشراكة مع مؤسسات جامعية وثقافية، من بينها ورشات كتابة السيناريو والإخراج والتصوير والصوت، إضافة إلى ماستر كلاس يؤطره سينمائيون وخبراء دوليون لفائدة الطلبة والشباب المهتمين بالفنون البصرية، كما يحتضن المهرجان أنشطة ثقافية مواكبة تُنظم بمختلف الفضاءات الشريكة عبر المدينة، مما يجعل من أكادير خلال هذه الفترة مختبراً مفتوحاً للفنون البصرية ولحوار متعدد الأبعاد حول السينما والهجرة والهوية وثراء التجربة الإنسانية في علاقاتها بالرحيل والانتماء.
أكادير: إبراهيم فاضل
جريدة العالم الأمازيغي صوت الإنسان الحر


