نُظم، يوم الأربعاء 04 أكتوبر، بمقر عمالة إقليم الناظور، مهرجان خطابي، تخليدا للذكرى الـ 68 لانطلاق العمليات الأولى لجيش التحرير بأقاليم شمال المملكة، والتي تعد محطة بارزة في مسار كفاح الشعب المغربي من أجل نيل الحرية والاستقلال واستكمال الوحدة الترابية للمملكة.
وخلال هذا اللقاء، استعرض المتدخلون الدلالات والعبر المستخلصة من هذا الحدث التاريخي وما يختزنه من أمجاد وروائع الكفاح الوطني، ومن حمولة رمزية من القيم الوطنية ومواقف الصمود والشهامة والتضحية.
وأكدوا أن هذا اللقاء يشكل مناسبة لتجديد الصلات بجيل المجاهدين والرواد المؤسسين للطلائع والخلايا الأولى لجيش التحرير، لاستلهام قيم الغيرة الوطنية والتضحية ودروس التضامن والتلاحم ونماذج في التآزر والتعاضد من خلال استعراض ما قدموه في تلك الظروف الحالكة والعصيبة من تاريخ المملكة.
كما أبرزوا الدور الهام الذي اضطلع به أبناء المنطقة من خلال تقديم الدعم والمشاركة الفاعلة في انطلاق العمليات الأولى لجيش التحرير في ليلة الفاتح من أكتوبر 1955 بعدد من أقاليم شمال المملكة، والذي شكل الفصل الأخير والجولة الحاسمة في مقارعة الشعب المغربي لقوى الظلم والاستبداد والاحتلال.
وفي هذا الصدد، أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، على المكانة المتميزة لهذه الملحمة البطولية في التاريخ الوطني الطافح بروائع النضالات من أجل الحرية والاستقلال والسيادة الوطنية واستكمال الوحدة الوطنية.
وقال إن تخليد هذه الذكرى في إقليم الناظور يستوقفنا في عدد من المحطات التاريخية التي أبلى فيها المجاهدون والمقاومون وأعضاء جيش التحرير البلاء الحسن، مبرزا أن مدينة الناظور وأحوازها كانت الملاذ الآمن والملجأ الحصين لرجال الحركة الوطنية، وفيها تكونت فرق جيش التحرير من قبل أبناء المنطقة والملتحقين بهم من سائر جهات المملكة.
وأشار إلى أن هذه الاحتفالية تشكل محطة أساسية لاستخلاص الدروس والعبر واستلهام القيم والمعاني والدلالات التي تحملها هذه الأحداث، والتي برهنت عنها هذه الربوع من المملكة، مبرزا، في هذا الصدد، أهمية المحافظة على تراث المقاومة والتحرير، وربط الماضي بالحاضر من أجل استشراف المستقبل، من خلال تعريف الأجيال الناشئة بالأمجاد والبطولات الوطنية التي ستظل خالدة في الذاكرة.
وتميز هذا اللقاء، الذي حضره، على الخصوص، الكاتب العام لعمالة الناظور، عبد الله لحرش، ورؤساء مصالح لاممركزة، ومنتخبون، وعدد من أفراد أسرة المقاومة، بتكريم ستة من المقاومين وأعضاء جيش التحرير.