اليوم العالمي لتيفيناغ: تذكير ودعوة

تذكير ببداية الدعوة إلى الاحتفال بحرف تيفيناغ

في مطلع شهر سپتمبر لسنة 2016، دعت ”تاماڭيت دوسنولفو“ إلى جعل يوم 19 نونبر من كل سنة (ووهو اليوم الذي يصادف اعتلاء الإمبراطور الأمازيغي ”پلوبيوس الليبي“ عرش الإمبراطورية الرومانية الغربية) يوما دوليا للاحتفال بالحرف الأمازيغي تيفيناغ، موضحة أن الهدف الأساسي لهذا الاحتفال هو التعريف بفرادة حرف تيفيناغ وأصالته وعبقريته وجماله.

واقترحت “تاماڭيت دوسنولفو” أن يكون الإحتفال الأول بهذا الحرف العريق بأن تلتزم كل جمعية من الجمعيات ومؤسسة من المؤسسات المهتمة بالشأن الأمازيغي بتخصيص نشاط واحد على الأقل يوم 19 نونبر للتعريف بحرف تيفيناغ، وأن تستدعي كل جمعية من الجمعيات لنشاطها المحلي أكبر عدد من الأجانب المقيمين في مدينتها لتعريفهم بفرادة تيفيناغ وأصالته وعبقريته وجماله، وذلك من أجل الطابع الدولي على هذا الإحتفال. كما دعمت “تاماڭيت دوسنولفو” طلبها الداعي إلى الاحتفال يوم 19 نونبر من كل سنة بالحرف الأمازيغي بدعوة كل جمعية من الجمعيات مراسلة كل من يعنيه الأمر بخصوص الأخطاء التي تعتور النصوص المكتوبة بتيفيناغ المعروضة بالفضاءات العمومية، وأن تسعى كل جمعية من هذه الجمعيات إلى إنجاز مشروع ثقافي في فضاء عمومي يوم 19 نونبر.

استجابة المجتمع المدني بشمال إفريقيا للدعوة وتعاطف دولي

واستحسن هذه المبادرة عديد من الجمعيات والمنظمات في شمال إفريقيا وخارجها واستجابت بكل حماس لدعوة الاحتفال بهذا الحرف، تقديرا منها لأهمية النظام الكتابي الأمازيغي بصفته مكونا أساسيا من مكونات الهوية الأمازيغية الغنية ورمزا من رموز أصالتها وعبقريتها المتجذرة في التاريخ والجغرافيا.

كما أن العديد من مغاربة المهجر والمتعاطفين الدوليين في ألمانيا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية والصين وفرنسا عبروا عن تضامنهم مع الاحتفال بحرف تيفيناغ بصفته تراثا إنسانيا ينبغي الحفاظ عليه، وذلك بأن أخذ كل مهم صورة فردية أو جماعية وهو يحمل شعار الاحتفال ولوحة كتب عليها ما معناه “من فضلك لا تدعني بربريا بل ادعني أمازيغيا”. مما أضفى على الاحتفال بحرف تيفيناغ طابعا يجمع بين البعدين الوطني والدولي كليهما.

الاحتفال في السنة الحالية (2017)

وتجد الدعوة إلى جعل يوم 19 نونبر تبريرا قويا لها في ظل الإجهاز الممنهج على الأمازيغية ورموزها الذي اتخذ في الآونة الأخيرة أشكالا متعددة منها التراجع عن تعميم الأمازيغية في المدارس المغربية، وممارسة التضييق على أساتذة الأمازيغية ودفعهم إلى تدريس لغات أخرى غير الأمازيغية، وممانعة انتشار الأسماء الشخصية الأمازيغية، وإهانة العلم الأمازيغي بمصادرته.

لذلك تهيب منظمة تاماڭيت دوسنولفو اليوم مرة أخرى بجميع الجمعيات والمنظمات والمؤسسات والفاعلين بالمجتمع المدني المهتمين بالشأن الأمازيغي أن يخصصوا نشاطا ثقافيا واحدا على الأقل للتعريف بحرف تيفيناغ وتعليمه خصوصا للجيل الناشئ (الأطفال والشباب). فحرف تيفيناغ سهل التعلم (يمكن تعليمه في يوم واحد) ويتوفر على مرونة تعبيرية كبيرة يجعله قابلا للتعبير عن جميع الأصوات الأمازيغية المعيارية واللهجية، ومرونة هندسية تجعله قابلا للإدماج السريع في تكنولوجيا المعلوميات الحديثة (وهذا ما حصل بنجاح لحد الآن)، وجمالية صورية تؤهله للاستعمال المنتِج في جميع الفنون الكاليوغرافية والبصرية.

وتقترح “تاماڭيت”، في هذا الإطار، أن يتضمن كل نشاط ثقافي منظم للاحتفال بتيفيناغ ورشة لتعليم هذا الحرف العبقري الجميل للنساء (فالمرأة يمكن أن تعلم أبناءها) والأطفال والشباب (فهم جيل المستقبل الذي يعقد عليه الأمل لنشر الأمازيغية وحرفها).

فلنعمل جميعا إذن من أجل ترسيخ عادة الاحتفال بحرف تيفيناغ محليا ودوليا حتى نساهم في الرقي بهذا الحرف والتعريف بجماليته وعبقريته وخصوصياته في العالم بأسره.

عن “تاماڭيت دوسنولو”، من أجل مجتمع متعدد وهونڭ كونڭ إفريقية

شاهد أيضاً

ندوة دولية بأكادير حول أهمية التربة في التنمية المستدامة

افتتحت يوم الاثنين فاتح يوليوز بأكادير ندوة دولية حول موضوع “متجذرة في القدرة على الصمود: …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *