باحثون وإعلاميون يجمعون على أن مواجهة “التفاهة” تستوجب خلق “مناعة ثقافية”

اجمع المحاضرون في لقاء فكري بمناسبة اليوم الوطني للإعلام يوم أمس الخميس 10 نونبر بالرباط، على أن مواجهة “التفاهة” يجب أن تبدأ بالأساس من التربية والتعليم، بغية خلق ما أسموه “مناعة ثقافية” لدى متتبعي محتويات وسائل التواصل الاجتماعي.

وأكد المحاضرون في ذات اللقاء الذي نظمه نادي الصحافة بالمغرب والمركز المغاربي للدراسات والأبحاث في الإعلام والاتصال، بشراكة مع المعهد العالي للإعلام والاتصال بعنوان “محتوى وسائل التواصل الاجتماعي، ما بين حرية التعبير والتفاهة”، على أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في تسريع وتيرة انتشار المعلومة، وهو ما أدى إلى توسيع نطاق انتشار “التفاهة” التي أضحت اليوم لدى فئة واسعة “معيارا للنجاح”.

وحاول المتدخلون مقاربة الموضوع من زوايا متقاطعة والتطرق إلى بعض الإشكاليات التي قد تطرحها بعض محتويات وسائط التواصل الاجتماعي المنتشرة في الفضاء الأزرق، ضدا على حرية التعبير ومبادئ حقوق الانسان، وانعكاساتها في غالب الأحيان على تفشي التفاهة التي تعد ظاهرة كونية.

وأبرزوا أن التقانة الرقمية ليست مجرد وسائل تواصلية، بل أيضا “وسائط إدراكية”، إذ إنه حينما لا يعرف الشخص كيف يفكر فهو شريك في التفاهة، التي أضحى بعض الإعلام الإلكتروني مساهما في الترويج لها من خلال جعل أغلب مصادر معلوماته من وسائل التواصل الاجتماعي دون تدقيق أو تمحيص أو تحليل.

وشددوا على أن من واجب الإعلاميين المهنيين أن يساهموا في الدفاع عن مهنتهم وعن القيم المهنية لمهنة الصحافة، ومواجهة الذين يعتمدون على “حب الفضول والتلصص على حياة الآخرين”، ليتحولوا إلى مشاهير ونجوم يروجون لمحتوى يوصف بالتافه.

وعلى هامش اللقاء تم تقديم الخطوط العريضة لعريضة “توقفوا عن تحويل التفاهات إلى قدوة ونجوم” والتي تهدف إلى “تحريك النقاش حول حرية التعبير والتفاهة”، ومناشدة كل المؤسسات والهيئات من مختلف المواقع “بالتدخل لوضع حد لهذه التفاهات المنتشرة على وسائط التواصل الاجتماعي”.

وذكر القائمون على العريضة أن “المحتوى المقصود في هذه العريضة لا علاقة له بالمس بحرية التعبير والاتصال، بل هي دعوة لصيانة هذه الحرية المطلوب توسيعها، ترجمة لمنطوق الفصل 28 من الدستور ومبادئ حقوق الإنسان كما هي متعارف عليها كونيا”.

ويشار إلى أن العريضة لقيت اقبالا واسعا واحتضانا من المواطنات والمواطنين والفاعلين في مجال الصحافة والاعلام والتواصل ورحبت بها الأوساط الإعلامية والحقوقية والجامعية، خاصة وأن هناك غياب للدراسات والأبحاث العلمية حول تمثلات هذه الظاهرة وتداعياتها والتي تستثمر في الشبكة العنكبوتية، خاصة في نشر التفاهة وتكريس صور نمطية عن المرأة وبث الكراهية والعنصرية، والفكر الخرافي والجهل والدعوة الى العنف.

فبقدر ما سعى  هذا اللقاء،  الذي عرف مشاركة كل من رئيس المركز المغربي للدراسات والأبحاث في الإعلام والاتصال جمال المحافظ، والخبير في الإعلام والتواصل عبد الوهاب العلالي، وعضو لجنة متابعة العريضة عزيزة حلاق، والإعلامي عبد العزيز كوكاس، والأستاذة الجامعية زهور كرام، والمخرج السينمائي عز العرب العلوي، والفاعلة الجمعوية فدوى ماروب، الى المساهمة في اثارة مزيد من الانتباه لهذ الظواهر التي تستأثر باهتمام جمهور واسع ، فإنه كان محطة مهمة ومناسبة لتحفيز النقاش حول خطوط التماس القائمة ما بين ضمان حرية التعبير ونشر التفاهة في بعض وسائل الاعلام ووسائط التواصل ، من أجل فتح أفق جديد في التعامل معها ووفق ما هو متعارف عليه عالميا ، وفق مقاربة تربوية وإعلامية والاجتهاد في انتاج محتويات ومضامين مضادة ، خاصة بالإعلام العمومي السمعي البصري المطالب بالارتقاء بمنتوجه .

 

اقرأ أيضا

انتهاكات حقوق الإنسان في مخيمات تندوف ومسؤولية النظام الجزائري؛ محور مائدة مستديرة بالرباط

تنظم الرابطة الوطنية الدفاع عن حقوق الإنسان ودعم مقترح الحكم الذاتي بمعية جبهة القوى الديمقراطية؛ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *