باحثون ومختصون يسلطون الضوء على موضوع “البادية” المغاربية بين الماضي والحاضر خلال ملتقى وطني بالرباط

unnamedمن المرتقب أن تفتتح الجمعية المغربية للمعرفة التاريخية، أشغال ملتقيات التاريخ حول “البادية” في دورتها العاشرة مساء الأربعاء 7 دجنبر 2016 ، بالمكتبة الوطنية بالرباط، وسيحاول الملتقى  تنظيم محاضرات وموائد مستديرة بمشاركة باحثون ومختصون ومهتمون سيحاولون من خلال الملتقى العاشر للجمعية،  إظهار معطيات قد تساعد على معرفة الماضي لفهم الحاضر قصد التفكير فيما يتطلبه المستقبل.

3وأوضحت الجمعية في بلاغ لها، توصل “أمدال بريس” بمضمونه أن ” هذه الدورة تسعى من خلال اختيارها لهذا الموضوع تسليط الضوء على التحولات التي عرفها هذا المجال المغاربي سواءا تعلق الأمر بالظروف الطبيعية أو التقنية أو البشرية لما لهذه التحولات من علاقة بالتنوع الذي عاشه ويعيشه الإنسان المغاربي إلى اليوم”.

وأضافت إن اختيار موضوع  “البادية في تاريخ المغرب” يهدف في العمق إلى “دراسة تاريخ الإنسان المغربي كفرد وكجماعة من أجل الوصول إلى معرفة كيف ما كان، وكيف كان يتحول إلى أن أصبح على ما هو عليه الآن. وكيف ارتبط هذا الإنسان بالبادية منذ أن كان وبشكل شمولي”، وأشارت عبر ذات البلاغ إلى أن “البادية شكلت أساس عيش الإنسان منذ ظهوره على الأرض نظرا لارتباطه القوي بها”.

2وأبرزت جمعية المعرفة التاريخية أن “التحولات التاريخية والديموغرافية والتقنية والخدماتية المتصاعدة  ادت إلى الزيادة في الإنتاج والمبادلات وفرضت التكامل فيما بين المناطق، ساهمت في تأسيس المدن والحواضر. الأمر الذي زاد من الاحتياج إلى البوادي في مراحل سابقة حيث كانت نسبتها تفوق نسبة المدن، إلا أن تغير طبيعة الاقتصاد  تقول الجمعية “غيرت من هذا التوازن فأصبحت نسبة المدن في تصاعد على حساب البوادي”.

وشدّدت جمعية المعرفة التاريخية على أن “الحياة في الجبل تفرض على الفلاح تحديات طبيعية وبشرية وتحتم عليه التأقلم والتكيف لمسايرة النمط الجبلي المفروض، علما أن هذا النمط يختلف داخل الجبال نفسها، وتختلف الحياة في الريف عن تلك التي توجد في سلسلة الأطلس”، موضحة أن “مفهوم البادية مرتبط  بالسهول والهضاب لما تتوفر عليه هذه الأخيرة من شساعة في المجالات المخصصة للزراعة ولتربية الماشية مقارنة مع ما نجده في الجبالٍ، بالإضافة إلى الظروف الطبيعية التي تكون أكثر ملاءمة”.

1وأكد ذات المصدر أن “رغم الصعوبات الطبيعية والبشرية تبقى السهول خزانا للإنتاج الفلاحي في المغرب وإليها يرجع الفضل في ضمان تموين المغاربة. واستطاعت أن تقوم بذلك بفضل انفتاحها المبكر على التحديث،  كما أن ظروف العيش في الصحراء المغربية صعبة إلا أنها لعبت أدوارا تاريخية هامة لأنها غرست البعد الإفريقي في المغرب منذ أقدم العصور، كما أنها تتميز بوجود النمط الفلاحي الواحي الفريد”.وفق ماذكره البلاغ

هذا،  وستتناول المائدة المستديرة الأولى موضوع “البادية في المغرب القديم”، وسيتم مقاربتها حسب بلاغ الجمعية بـ “الجذور التاريخية لثنائية البادية والمدينة بالمغرب وشمال إفريقيا القديم”، وكذا مدى “تأثير الأرياف بالهجرات والموجات الاستعمارية خلال العصر القديم”، مؤكدة “أن الدراسات التاريخية والأثرية تؤكد أن الشبكة الحضرية بالمغرب القديم كانت تتكون من مدن ساحلية وداخلية، يعود أقدمها إلى حوالي القرن السابع قبل الميلاد، اضطلعت هذه المدن بأدوار اقتصادية وسياسية وعسكرية، وشكلت ساكنتها جزء من النسيج المجتمعي لذلك العصر”.

واستطردت  الجمعية: “ورغم أهمية هذه الشبكة الحضرية، فإن شح المعطيات التاريخية حول البادية بالمغرب القديم يصعب معه الغوص في كل جوانب ساكنة الأرياف المغربية قبل الإسلام. أما إذا قاربنا هذا الموضوع في إطار أوسع، وهو البادية في شمال إفريقيا القديم، فإنه من الممكن رسم بعض ملامحه الكبرى. وتستمد هذه المقاربة المنهجية مشروعيتها من المشترك الحضاري العريق الذي تتقاسمه شعوب بلاد المغارب”.

فيما ستتناول المائدة المستديرة الثانية موضوع “البادية في العصر الوسيط والحديث” وكيف عاشت البادية المغربية ولقرون طويلة أحداثا أثرت وبشكل قوي على مسارها كممول ومسؤول عن معاش ساكنة المغرب، و كذا الأحداث المؤثرة على البادية سواء تعلق الأمر بالإنتاج الفلاحي المتنوع أو بواقع الإطار القانوني، ويتعلق الأمر بالأسلمة والتعريب وبوصول القبائل العربية: بنو هلال بنو معقل ثم الاحتكاك المتزايد مع أوربا عن طريق الأندلس أولا ثم مباشرة فيما بعد زمن الحماية .

 وسيحاول المختصون والمهتمون المشاركين في اللقاء الإجابة عن كيف تكيفت البادية المغربية مع التغيرات، وعن  الآثار القانونية والسياسية التي صاحبت هذه التحولات، وأيضا  الأنماط الإنتاجية وانعكاساتها الاجتماعية التي كانت تسود خلال هذه المراحل.

وستتناول المائدة المستديرة الثالثة موضوع “البادية زمن الحماية” وللإحاطة ببعض جوانب الموضوع وتحليلها تقترح المائدة خطوطا عريضة أبرزها ” اختراق البوادي بين العنف والاستمالة السلمية، والسياسة الأهلية وتدبير مجال البادية، جدلية الاستغلال والمراقبة، الاستيطان القروي والتحولات الاقتصادية، وكذا انعكاس التحولات الاقتصادية على البنيات الاجتماعية القروية.

فيما المائدة المستديرة الرابعة والأخيرة ستناقش موضوع: “الواحات في المغرب” وستهدف إلى تسليط الضوء على جوانب من الخصوصيات المعمارية والبشرية والتاريخية للواحات التي بصمت تاريخ المغرب وحضارته.

شاهد أيضاً

أكادير تحتضن الملتقى الأول لتجار المواد الغذائية

تحتضن مدينة أكادير من 24 الى 26 يوليوز الجاري الملتقى الأول لجمعية تمونت لتجار المواد …

تعليق واحد

  1. السلام عليكم ورحمة الله وباركته
    معرفة الماضي لفهم الحاضر يتلطب إعطاء الأهمية للبادية أو مرادف إغرم في اللغة الأمازيغية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *