

وأضافت إن اختيار موضوع “البادية في تاريخ المغرب” يهدف في العمق إلى “دراسة تاريخ الإنسان المغربي كفرد وكجماعة من أجل الوصول إلى معرفة كيف ما كان، وكيف كان يتحول إلى أن أصبح على ما هو عليه الآن. وكيف ارتبط هذا الإنسان بالبادية منذ أن كان وبشكل شمولي”، وأشارت عبر ذات البلاغ إلى أن “البادية شكلت أساس عيش الإنسان منذ ظهوره على الأرض نظرا لارتباطه القوي بها”.

وشدّدت جمعية المعرفة التاريخية على أن “الحياة في الجبل تفرض على الفلاح تحديات طبيعية وبشرية وتحتم عليه التأقلم والتكيف لمسايرة النمط الجبلي المفروض، علما أن هذا النمط يختلف داخل الجبال نفسها، وتختلف الحياة في الريف عن تلك التي توجد في سلسلة الأطلس”، موضحة أن “مفهوم البادية مرتبط بالسهول والهضاب لما تتوفر عليه هذه الأخيرة من شساعة في المجالات المخصصة للزراعة ولتربية الماشية مقارنة مع ما نجده في الجبالٍ، بالإضافة إلى الظروف الطبيعية التي تكون أكثر ملاءمة”.

هذا، وستتناول المائدة المستديرة الأولى موضوع “البادية في المغرب القديم”، وسيتم مقاربتها حسب بلاغ الجمعية بـ “الجذور التاريخية لثنائية البادية والمدينة بالمغرب وشمال إفريقيا القديم”، وكذا مدى “تأثير الأرياف بالهجرات والموجات الاستعمارية خلال العصر القديم”، مؤكدة “أن الدراسات التاريخية والأثرية تؤكد أن الشبكة الحضرية بالمغرب القديم كانت تتكون من مدن ساحلية وداخلية، يعود أقدمها إلى حوالي القرن السابع قبل الميلاد، اضطلعت هذه المدن بأدوار اقتصادية وسياسية وعسكرية، وشكلت ساكنتها جزء من النسيج المجتمعي لذلك العصر”.
واستطردت الجمعية: “ورغم أهمية هذه الشبكة الحضرية، فإن شح المعطيات التاريخية حول البادية بالمغرب القديم يصعب معه الغوص في كل جوانب ساكنة الأرياف المغربية قبل الإسلام. أما إذا قاربنا هذا الموضوع في إطار أوسع، وهو البادية في شمال إفريقيا القديم، فإنه من الممكن رسم بعض ملامحه الكبرى. وتستمد هذه المقاربة المنهجية مشروعيتها من المشترك الحضاري العريق الذي تتقاسمه شعوب بلاد المغارب”.
فيما ستتناول المائدة المستديرة الثانية موضوع “البادية في العصر الوسيط والحديث” وكيف عاشت البادية المغربية ولقرون طويلة أحداثا أثرت وبشكل قوي على مسارها كممول ومسؤول عن معاش ساكنة المغرب، و كذا الأحداث المؤثرة على البادية سواء تعلق الأمر بالإنتاج الفلاحي المتنوع أو بواقع الإطار القانوني، ويتعلق الأمر بالأسلمة والتعريب وبوصول القبائل العربية: بنو هلال بنو معقل ثم الاحتكاك المتزايد مع أوربا عن طريق الأندلس أولا ثم مباشرة فيما بعد زمن الحماية .
وسيحاول المختصون والمهتمون المشاركين في اللقاء الإجابة عن كيف تكيفت البادية المغربية مع التغيرات، وعن الآثار القانونية والسياسية التي صاحبت هذه التحولات، وأيضا الأنماط الإنتاجية وانعكاساتها الاجتماعية التي كانت تسود خلال هذه المراحل.
وستتناول المائدة المستديرة الثالثة موضوع “البادية زمن الحماية” وللإحاطة ببعض جوانب الموضوع وتحليلها تقترح المائدة خطوطا عريضة أبرزها ” اختراق البوادي بين العنف والاستمالة السلمية، والسياسة الأهلية وتدبير مجال البادية، جدلية الاستغلال والمراقبة، الاستيطان القروي والتحولات الاقتصادية، وكذا انعكاس التحولات الاقتصادية على البنيات الاجتماعية القروية.
فيما المائدة المستديرة الرابعة والأخيرة ستناقش موضوع: “الواحات في المغرب” وستهدف إلى تسليط الضوء على جوانب من الخصوصيات المعمارية والبشرية والتاريخية للواحات التي بصمت تاريخ المغرب وحضارته.
جريدة العالم الأمازيغي صوت الإنسان الحر
السلام عليكم ورحمة الله وباركته
معرفة الماضي لفهم الحاضر يتلطب إعطاء الأهمية للبادية أو مرادف إغرم في اللغة الأمازيغية .