باحثون يجلدون السينما الأمازيغية… الإنتاجات الأمازيغية تتهم ب”الركاكة والإسفاف”

صورة سوداء، قاتمة تلك التي رسمها عدد من الأساتذة الباحثين على واقع السينما الأمازيغية، إذ اعتبروا في مداخلات لهم بندوة وطنية حول موضوع :” بداية السينما الأمازيغية بالمغرب: أعمال وأعلام” ضمن أشغال المهرجان السينمائي الأمازيغي “تافسوت للسينما الأمازيغية المغاربية” الجاري بتافراوت، (اعتبروا) أن السينما الأمازيغية تتهم بإنتاج “الركاكة والإسفاف والإهانة والرداءة”، ووصل البعض إلى قول أن” السينما الأمازيغية لم تتغير منذ التسعينيات”.

واعتبر المخرج والأستاذ الباحث، مسعود بوكرن، “أن السينما الأمازيغية لا تزال في بدايتها، رغم مرور أزيد من ربع قرن على انطلاقتها، مشيرا إلى أنه لا يمكن أن “نطور الجهاز السينمائي ونحن نهدمه بأيدينا، ونرسم عليه صورة سيئة من خلال ما ننتجه من الأفلام الأمازيغية”.

وقام الباحث بوكرن الذي تناول في مداخلته ” منعطف السينما الأمازيغية بين مرحلتي التأسيس والنمو”، بسرد كرنولوجي لمراحل التأسيس ونمو السينما الأمازيغية والمشاكل والإكراهات التي تعترض تطوير الإنتاجات الأمازيغية؛ مشدّدا على “أننا نحتاج لتقييم الأرضية التي يمكن أن نبني عليها صرح السينما الأمازيغية”.

وتساءل الأستاذ الباحث في الثرات بأكادير، عما اذا كانت السينما الأمازيغية، قدمت شيئا للأمازيغية وللغة الأمازيغية وللقضية الأمازيغية”، مطالباً بتغيير إسم “السينما الأمازيغية” إلى “الإنتاجات الأمازيغية” للخروج من متاهة الاشكال الذي يطرحه هذا الاسم. لأننا وإلى حدود اليوم لا نتوفر على أكثر من ثمانية أفلام سينمائية أمازيغية الناطقة بأمازيغية سوس وأمازيغية الريف”.

كما تساءل المتحدث عن إقصاء الأعمال والأفلام الأمازيغية؛ قائلا :” أزيد من 370 فيلم مدعم من المركز السينمائي المغربي، كم من الأفلام الأمازيغية بين هذه الأفلام؟”، و “كم هي الأعمال الأمازيغية التي عبرت الحدود؟ وما قدمته للأمازيغية؟، وما هي الحمولة الفكرية والثقافية التي تحملها هذه السينما”، موضحاً أن السينما الأمازيغية ” تتهم بالركاكة والإسفاف”؛ وترسم صورة “سيئة عن الأفلام الأمازيغية”.

بدوره، قال المحفوظ أبو الجوف، أستاذ الإعلام والصحافة بأكادير، إن “السينما الأمازيغية لم تتطور ولم تتغير وبقيت حبيسة التسعينيات”، مبرزا في انتقاده القوي للسينما والممثلين الأمازيغ أن “البعض يسيء للأفلام الأمازيغية والسينما الأمازيغية”، مطالباً إياهم “بالتوقف عن انتاج الأفلام”.

وزاد المحفوظ أن “بعض الأفلام الأمازيغية نشعر معها بالبكاء وليس الضحك ولا يسعنا إلا ان نقول لا حول ولا قوة الا بالله”، على حد قوله، مشيرا إلى أن “المنتجين يملكون الأموال، لكنهم يبحثون عن الربح أكثر من البحث عن تطوير السينما الأمازيغية”.

وأضاف المتحدث الذي تناول في مداخلته :” الجانب التقني لأفلام مرحلة بداية السينما الأمازيغية”؛ أن “المنتج الأمازيغي يبحث عن القرى والمداشر التي تستطيع أن توفر له الحد الأدنى للربح، دون أي قراءة أو معرفة مسبقة بالمكان وهل يتوافق وسيناريو الفيلم”.

من جانبه، تناول الدكتور، فؤاد أزروال في مداخلة له، موضوع :” بداية السينما الأمازيغية بالريف”؛ مشيراً إلى أن السينما الأمازيغية بالريف وليد مباشر للمسرح الامازيغي”، مبرزاً أن “السينما بالريف وصلها صدى نجاح تجربة الفيديوهات في سوس”، وتأثرت ببداية “السينما الأمازيغية بالقبايل الجزائرية”.

وأضاف أزروال، أن السينما الأمازيغية بالريف “ساهمت فيها الجمعيات الأمازيغية بشكل أساسي”، مضيفا “أن الأفلام الأمازيغية تتخذ السينما والإنتاجات الأمازيغية، إيديولوجية للدفاع عن الهوية الأمازيغية”. وزاد قائلا :” نجد في الثلاثة الأفلام السينمائية التي انتجتها السينما بالريف، تناول موضوع المقاومة وتمجيدها، كما تتناول محور التراث والعودة للماضي، أي العودة إلى الجذور”. على حد قوله.

وأبرز الباحث في المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أن “مستوى التكوين الأكاديمي بالإضافة الى الإنتماء والنضال داخل الجمعيات الأمازيغية، ساهم بشكل كبير في الإرتقاء وإضفاء نوع من الحرفية على السينما بالريف”.

وشدّد الباحث؛ فؤاد أزروال على ضرورة “انتاج صورة سينمائية أمازيغية بدل الصورة النمطية والإنتاجات النمطية التي يروج لها حول الثقافة الأمازيغية”.

الدكتور، عمر إدثنين، الباحث في الثقافة الأمازيغية بمراكش، قام من جانبه، بالتأريخ لتفاصيل وتأثير المهرجانات الأمازيغية على السينما الأمازيغية. وقال إن ” الفيلم الأمازيغي يحمل حمولة أنثروبولوجية ورسالة التوعية بالذات والهوية الامازيغية”؛ لذلك يضيف المتحدث الذي تناول موضوع :”مساهمة المهرجانات السينمائية في إشعاع الفيلم الأمازيغي بالمغرب”، “لم نشاهد فيلماً أمازيغيا واحداً في الإعلام العمومي خلال مدة أربعين سنة”.

وأضاف الباحث الأمازيغي في معرض مداخلته أن “أول فيلم أمازيغي شاهدناه في الإعلام العمومي؛ بالضبط في القناة الأولى، كان سنة 2006″، وإلى حدود هذا التاريخ ” لم يشارك أي فيلم أمازيغي في أي مهرجان؛ إضافة إلى حرمانه من التوزيع والعرض في القاعات السينمائية”. يورد إدثنين

وزاد المتحدث أن “المهرجانات ساهمت في إشعاعه إضافة إلى الفضل الذي يعود للجمعيات الأمازيغية والمعهد الملكي الذي دافع عن القضية الأمازيغية”، مشيراً في ذات السياق إلى أن ” المهرجانات كانت فرصة للقاء النقاد والمخرجين والمنتجين والممثلين الأمازيغيين، ومن خلالها تكون فرصة للنقاشات لتطوير السينما والأفلام الأمازيغية “.

كما كانت المهرجانات، يضيف الباحث الأمازيغي؛ فرصة للمخرجين المبتدئين لإنتاج الأفلام القصيرة وتوثيق الذاكرة للسينما الأمازيغية؛ إضافة إلى مساهمتها في تصدير الأفلام الأمازيغية للخارج”.

أما الأستاذ الباحث في السينما الأمازيغية، علي أوبلال؛ فقد قام في معرض مداخلته، “بمقاربة سوسيولوجية للفيلم الأمازيغي: قراءة في بعض أفلام مرحلة البداية”، وتطرق المتدخل إلى أي حد “يستطيع المبدع الأمازيغي أن يجعل فيلماً أمازيغياً وثيقة تاريخية اجتماعية؛ يمكن أن يعتمد عليها الباحثون مستقبلا في أبحاثهم كشهادة”.

وتطرق أوبلال إلى ثلاثة أفلام أمازيغية تاريخية؛ “تجربة إموران” و”تجربة لالة تعلات” إضافة إلى “تمغارت ؤرغ”. وقال بأنه وجد ان البعد السوسيولوجي حاضر بقوة في مجموعة من الأفلام الأمازيغية؛ رغم أنه لم يكن بشكل واعي من طرف المخرجين والسيناريست”. لكن كباحثين، يضيف أوبلال، نجد الجانب السوسيولوجي والأنثربولوجي حاضر بإمتياز في جل هذه الافلام الأمازيغية”.

تافراوت/ العالم الأمازيغي: منتصر إثري

شاهد أيضاً

أكادير تحتضن الملتقى الأول لتجار المواد الغذائية

تحتضن مدينة أكادير من 24 الى 26 يوليوز الجاري الملتقى الأول لجمعية تمونت لتجار المواد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *