أكد سعيد بنيس، أستاذ الأنتروبولوجيا الثقافية، بجامعة محمد الخامس بالرباط أن الجهوية المتقدمة يمكن أن تشكل مقاربة نوعية للمجلس الوطني للغات والثقافة المغربية، من أجل حكامة الانتقال الهوياتي في علاقته بالتنوع الثقافي والتعدد اللغوي والدينامية المجتمعية بالمغرب.
وأضاف بنيس في لقاء دراسي احتضنه مجلس المستشارين يوم الأربعاء 05 يوليوز 2017، حول موضوع “قراءة في مشروع القانون التنظيمي للمجلس الوطني للغات والثقافة المغربية”، أن الترابية اللغوية (Linguistic territoriality) ستمكن من رسم حدود الجهة على أسس لغوية وثقافية وتساعد كذلك على نزع وإفراغ بعض التوترات الثقافية والهوياتية من محتوياتها، وعلى مقاربة كيفية لتدبير الدينامية الهوياتية بالمغرب.
وأشار بنيس إلى إمكانية إحداث أكاديميات جهوية تعنى بالتنويعات اللغوية والتعبيرات الثقافية الجهوية على غرار التجربة الإسبانية، وذلك انطلاقا من المادة 15 لمشروع القانون التنظيمي للمجلس الوطني للغات والثقافة المغربية في فرعها الثالث حيث تنص على “اقتراح كل التدابير الكفيلة بحفظ الحسانية واللهجات والتعبيرات الثقافية المغربية”.
ومنه خلص بنيس إلى ضرورة الانتقال من الجهوية الإدارية إلى الجهوية الثقافية واللغوية، حيث تتحول الدولة المركزية (المملكة المغربية) إلى تشكيلة منظمة ترابيا حسب التنوع والانتشار الثقافي واللغوي في البلاد من خلال آليات الانتشار.
واقترح بنيس آليتين للانتشار الثقافي واللغوي، خارجية تضطلع فيها السلطة المركزية بالحفاظ وبنشر وإشعاع الثقافة واللغتين الرسميتين خارج الحدود، وآلية انتشار داخلية تتلخص في الحفاظ على الخصوصيات الثقافية واللغوية المحلية من خلال نظام الجهات الثقافية واللغوية التي ستعمل على تشجيع وتأهيل التعبيرات اللغوية والثقافية المحلية.
ومن جهته أكد الكاتب مبارك ربيع، أستاذ جامعي باحث حاصل على دكتوراه الدولة في علم النفس، على ضرورة إيلاء أهمية للإبداعات الفنية المعاصرة، وقال بأن القائمين على قطاع التعليم بالمغرب يولون أهمية بالغة لتطوير الوسائل، “في حين أن الأهم هو تطوير منهجية الوسائل”، ودعا ربيع إلى نهج سياسة للتنوير الثقافي تهم المجتمع ككل.
وبدوره أكد فؤاد بوعلي، رئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، على ضرورة ترسيخ الحق في اللغة والحق في تطوير المعارف والحق في التنمية من خلال استعمال اللغتين العربية والأمازيغية لاسيما مع هيمنة الفرنسية ولغات أخرى على السوق اللغوية المغربية.
من جانبه قال عبد الحفيظ اليونسي رئيس الرابطة المغربية للأمازيغية، أن نشاط الرابطة، يندرج في سياق تنزيل المقتضيات الدستورية في المسألة اللغوية، وتسعى إلى النهوض بالثقافة والهوية واللغة الأمازيغية، على أساس الحوار والتبادل البناء.
وأكد اليونسي أن المسألة الأمازيغية رافد مهم للهوية والثقافة المغربيتين، وعامل للانسجام الوطني، وأضاف أن واقع تدبير التعدد اللغوي والتنوع الثقافي بالمغرب لا يزال في مرحلته الجنينية على اعتبار أنه مازال في مرحلة الاعتراف الدستوري ولم يصل بعد إلى مرحلة التفعيل المؤسساتي.
أحلام شيظمي/ كمال الوسطاني