باحثون يناقشون “التيفيناغ” في عشرينية الاعتراف الرسمي

احتفى المعهد الملكي للثقافة الامازيغية، مساء الجمعة 10 فبراير 2023، بعشرينية الاعتراف الرسمي بأبجدية “تيفيناغ” لكتابة اللغة الأمازيغية في المغرب.

وتناول الباحثون في ندوة تحت شعار “تيفيناغ من النقوش الصخرية إلى المأسسة” نُظمت بالمناسبة داخل المعهد، مسار وسياق الاعتراف الرسمي بحرف تيفيناغ منذ 10 فبراير 2003، ومختلف جوانب هذه الأبجدية، سواء التاريخية منها واللغوية وكذا البيداغوجية.

وتطرق خالد عنسار عن مركز التهيئة اللغوية بالمعهد، إلى موضوع ” النظام الكتابي للغة الأمازيغية تفيناغ” المكتسبات والرهانات والآفاق”.

وقام بإلقاء الضوء على مختلف المحطات التي عرفتها أبجدية تيفيناغ مع المكتسبات التي تم الوصول إليها والرهانات التي يواجهها والآفاق التي تنتظره مستقبلا.

كما عرج على الظروف التي ساهمت في اختيار حرف تيفيناغ كخط للغة الأمازيغية المعيار دون الخطوط الأخرى، مستحضرا مشكل الخط الذي واجهته الأمازيغية بتواجد ثلاث ممارسات متنافسة (الخط الأرامي واللاتيني وأبجديات تيفيناغ).

وقال إن دراسة تقنية انجزها مركز التهيئة اللغوية بالمعهد؛ كان الاختيار الذي انتخبه المجلس الإداري للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، يتجلى في أن أبجدية تيفيناغ تشكل الجواب الأمثل للتساؤل السالف الذكر.

وشدد الباحث، خالد عنسار على أن الطريقة المثلى للنهوض بحرف تيفيناغ هي التفعيل الجاد للطابع الرسمي للغة الأمازيغية وسن سياسة لغوية تهتم بالأمازيغية بنفس الشكل الذي تهتم به باللغات الأخرى المنافسة في المغرب. مبرزا أن “الأجيال القادمة التي ستتمدرس باللغة الأمازيغية ستكون اكثر تمكنا ليس فقط من استعمال اللغة الأمازيغية ولكن أيضا من استعمال نظامها الكتابي تيفيناغ.

فيما تناول الباحث، محفوظ أسمهر عن مركز الدراسات التاريخية والبيئية “الأصول التاريخية لحرف تيفيناغ”.

وأكد اسمهر في معرض مداخلته، أن حرف تيفيناغ يستمد مشروعيته من التاريخ القديم لشمال إفريقيا، مشيرا إلى أن “الحرف الليبي القديم والذي استعمل في شمال إفريقيا لقرون له علاقة وحروف مُشابهة للتينفناغ المستعملة عند أمازيغ الطوارق وهي نفسها اللغة التي اعتمد عليها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ومنها أخد بعض الحروف”.

وقال إن هذه الشرعية التاريخية تؤكد بأن حرف “تيفيناغ ليركام” له رابط تاريخي مع الخط الليبي القديم الذي كتبت به الأمازيغية في السابق. مشيرا إلى إن النقاش المجتمعي الذي يشكك في المشروعية التاريخية لحرف تيفيناغ غير مبني على أسس علمية إنما على أسس إيديولوجية.

وشدد المتحدث على ضرور تدريس البعد التاريخي لحرف تيفيناغ في الكتب المدرسية المغربية التاريخية بصفة عامة وليس فقط في الكتاب الأمازيغي، حتى يكون النقاش المجتمعي مبنيا على أسس علمية.

ومن جهته، تطرق الباحث مصطفى الصغير عن مركز البحث الديداكتيكي والبرامج البيداغوجية إلى حرف تيفناغ في المدرسة المغربية.

وتحدث عن الشروع في تدريس اللغة الأمازيغية بالمدرسة المغربية منذ سنة 2003 بتوظيف حرف تيفيناغ، وتأليف الكتب المدرسية والحوامل البيداغوجية وكذا إدراجه في مختلف وسائل التكنولوجيات الحديثة.

كما تحدث الصغير عن إدراج الأمازيغية بحرفها تيفيناغ في بعض الكتب المدرسية المغربية.

منتصر إثري

اقرأ أيضا

الإحصاء العام: استمرار التلاعب بالمعطيات حول الأمازيغية

أكد التجمع العالمي الأمازيغي، أن أرقام المندوبية تفتقر إلى الأسس العلمية، ولا تعكس الخريطة اللغوية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *